الخليج والعالم
العامري يشيد بمبادرة الصدر ويدعو الجميع للتعاون للخروج من الانسداد السياسي
أشاد رئيس تحالف الفتح في البرلمان العراقي هادي العامري، بمبادرة زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر، بدعوة أنصاره لإنهاء اعتصاماتهم والانسحاب الكامل من أمام مبنى البرلمان. فيما وجه زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي الشكر للحشد الشعبي والتزامه وانضباطه في تعاطيه مع الأزمة.
ووصف العامري في تصريح له مبادرة السيد الصدر بأنها "شجاعة وتستحق التقدير والثناء"، معتبرًا أنها "جاءت في لحظة حرجة يراهن فيها الأعداء على توسيع حالة الاقتتال بين الإخوة".
وأعلن العامري تأييده لما جاء في بيان السيد الصدر، داعيًا "الجميع إلى أن يحذوا حذوه بخطوات مماثلة لحقن الدماء وقطع دابر الفتنة".
ودعا العامري جميع القوى الوطنية العراقية "للتعاون من أجل لملمة آثار الأزمة والسير قدمًا للخروج من الانسداد السياسي الذي يدفع ثمنه".
بدوره، أكد الرئيس العراقي برهم صالح أن "موقف زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر لوقف أحداث العنف، موقف مسؤول وشجاع وحريص على الوطن، وهو محل تقدير عال من العراقيين"، معتبرا أنه "ينبغي استثمار هذا الموقف لصالح الخروج ببلدنا من الازمة السياسية الراهنة عبر حلول مسؤولة ضامنة لتحقيق تطلعات الناس".
وشدد صالح على أن "مشاهد الأمس هزت نفوس كل العراقيين وجرحت مشاعرهم واعتصرت قلوبهم حزنا"، مشيرا إلى أنه "يجب الإقرار بأن المنظومة السياسية والمؤسسات الدستورية عجزت عن تفادي ما حصل".
وكان السيد مقتدى الصدر، قد دعا في بيان أذاعه خلال مؤتمر صحفي مقتضب اليوم الثلاثاء، أنصاره المتظاهرين إلى الانسحاب الكامل من الاعتصامات، بما في ذلك من أمام مبنى البرلمان؛ خلال ساعة واحدة.
وأعلن الصدر أنه يعتذر للشعب العراقي المتضرر الوحيد مما يحدث، مضيفًا: "كنا نأمل أن تكون هناك احتجاجات سلمية لا بالسلاح".
وتابع: "هذه الثورة ما دام شابها العنف، فهي ليست بثورة، وأنا الآن أنتقد ثورة التيار الصدري"؛ مجددًا قراره اعتزال العمل السياسي الذي أعلنه أمس، قائلًا: لن أعود إليه نهائيًّا.
وحذَّر زعيم التيار الصدري، أنصاره من أنه بصدد التبرؤ منهم، ما لم ينسحبوا من الاعتصام.
المالكي: الشكر للحشد الشعبي والتزامه وانضباطه
وفي السياق، قدم زعيم ائتلاف دولة القانون في العراق نوري المالكي، الشكر للحشد الشعبي على التزامه وانضباطه، وعدم تعامله بانفعال مع الأزمات، وشدّد على أن القوة لا يمكنها أن تفرض واقعًا سياسيًا يُكره الآخرين على المضي وفق بوصلتها.
ولفت إلى "أن من يشعل الحرب ليس هو من يوقفها أو يتحكم بمساراتها، كما ليس هو من يجني ثمارها، بل إن هناك مؤثرات داخلية وخارجية هي من تبدأ بتحريك المشهد الدموي أو توقفه". داعيًا لإدانة أية ممارسة خاطئة من أي طرف دون مجاملة ومواربة.
ونبّه المالكي إلى أن الاعتداءات على مؤسسات الدولة الشرعية "جريمة كبرى تعاقب عليها القوانين، وتعدّ نسفًا وتخريبًا للحياة السياسية وتجاوزًا على الديمقراطية التعددية".
وشدد المالكي على "أن الشعب مصدر السلطات، فأين هو في ثقافة ومنطلقات القوى السياسية، أم أنَّه لافتة مغرية ومنصة لبلوغ الغايات الشخصية والفئوية، فيما المطلوب من الشعب أن يحاكم وينتقد الممارسات الخاطئة وغير القانونية على ضوء الوعي الدستوري لديه".
وقال: "لا بد للقوى السياسية جميعها، سواءً كانت ممثلة بالحكومة أو معارضة، من الاحتكام لمقررات صوت الشعب الذي يختزله مجلس النواب الشرعي، عبر قراراته وقوانينه ومواقفه، والالتزام بأحكام السلطة القضائية والمحكمة الإتحادية...".