معركة أولي البأس

 

الخليج والعالم

الصحف الإيرانية: تطوّرات العراق وضمانات الاتفاق النووي أولوية
30/08/2022

الصحف الإيرانية: تطوّرات العراق وضمانات الاتفاق النووي أولوية

تصدّر الحدث العراقي عناوين الصحف الإيرانية اليوم، حيث كان الخبر الأبرز هو بيان عزوف آية الله السيد كاظم الحسيني الحائري عن التصدي للمرجعية، وما أعقبه من تنحٍّ للسيد مقتدى الصدر عن العمل السياسي في العراق وكذلك التظاهرات والأحداث التي وقعت بالامس في بغداد.

صحيفة "كيهان" أوردت خبر لقاء وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين مع نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في وزارة الخارجية الإيرانية حيث تناول البحث القضايا المشتركة بين البلدين.

وظهر تفاوت في تقييم موقف السيد مقتدى الصدر في الصحف الإيرانية، فبينما اعتبرت صحيفة " إيران" أن بيان الصدر يعتبر مهمًّا جدًا، رأت صحيفة " آرمان امروز" أن السيد الصدر يتصرف دائمًا تكتيكيًّا ويحاول دخول الساحة السياسية بنهج جديد، ولهذا السبب لا ينبغي أن تؤخذ استقالته على محمل الجد.

بدورها، صحيفة "وطن امروز" أيضًا ركزت على جانب شخصية السيد الحائري ولفتت إلى أننا يجب أن لا نتعامل مع بيان ترك التصدي للمرجعية من قبله على أنه أمر عابر، بل إن خطوته هذه مهمة جدًا للعراقيين بالخصوص، وذلك أن التيار الصدري يعتبره بمثابة السيد الشهيد الصدر، وخاصة أن الشهيد محمد محمد صادق الصدر ـ والد مقتدى ـ هو الذي أوصى ابنه وجماعته باتباع السيد الحائري بعده.

العملية العسكرية في أوكرانيا

بالموازاة، لا زالت العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا تحظى بالعناية من قبل الصحف الإيرانية، فقد نقلت صحيفة "إطلاعات" عن وسائل الإعلام الروسية أن مصدرا مطّلعا روسيا  قال إن "موسكو دمرت عمليا القوات الجوية الأوكرانية وأنظمتها الدفاعية".

صحيفة "مردم سالاري" نشرت كلاما منسوبا لمسؤول روسي في شرق أوكرانيا جاء فيه أن السلطات ستضمن سلامة البعثة القادمة لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى محطة زاباروجيا للطاقة النووية.

وأشارت "مردم سالاري" إلى آثار العملية العسكرية الروسية في اوكرانيا وما ألقت به على أوروبا من أزمات، فإن بعض الخبراء والتقارير يشير إلى أنه تزامنًا مع استمرار التضخم والزيادة الحادة في الأسعار في أوروبا التي تقترب من الركود، فإن قيمة اليورو تستمر في الانخفاض.

إلغاء العقوبات عنوان المفاوضات

العنوان الثابت هذه الأيام في الصحف الايرانية هو الاتفاق النووي. صحيفة "كيهان" نقلت في هذا السياق عن محمد إسلامي، رئيس هيئة الطاقة الذرية، أن "الهدف الأساسي للمفاوضات حتى الآن هو إلغاء العقوبات وتحقيق مكاسب لأجل تحسين الوضع الاقتصادي للجمهورية الإسلامية".

كذلك نقلت "كيهان" ما ورد في الاتصال الهاتفي بين وزير الخارجية الإيراني ونظيره العماني حول الاتفاق النووي وان "إيران تدرس خياراتها بدقة وعناية، وأنها ذاهبة إلى فيينا مرة جديدة إذا تم احترام خطوطها الحمراء ونُفذت شروطها".

الصحيفة نقلت أيضًا تصريحًا لـ"جون كيربي"، منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، بأن "الاتفاق اليوم أقرب من التحقق والإنجاز عما كان عليه قبل أسبوعين" في إشارة منه إلى التطور والتقدم الناجح في المباحثات.

كذلك أوردت " كيهان" ما نشرته وكالة رويترز للأنباء في تقرير عن "التقدم الملموس في طريق إحياء الاتفاق النووي، وفقا لثلاثة مصادر مطلعة، حيث "وجدت الولايات المتحدة وإيران طريقة لمعالجة قضية تحقيق الوكالة الدولية للطاقة الذرية في برنامج إيران النووي، الأمر الذي يسمح للطرفين باستئناف المفاوضات في الوقت الحالي".

ونقلت كذلك أن الكيان الصهيوني ما زال يترقب حال الاتفاق داعيًا الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى التشدد مع إيران فيما يتعلق بالمراقبة والتفتيش.

أما "مردم سالاري" فقد نقلت تقريرًا عن رويترز مفصلًا حول السيناريوهات المتوقعة تزامنًا مع التحقيقات التي تجريها الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة والغرب عمومًا يرفضان إعطاء مهلة محددة لإنهاء هذه التحقيقات بينما تصر الجمهورية الإسلامية على عدم تنفيذ أي اتفاق إلا بعد انتهاء الإجراءات التي تجريها الوكالة.

وفي السياق نفسه ذكرت " أرمان ملي" أن الاتفاق النووي يعاني من المعوقات التي تمنع من أن يتم وينجز، وأبرز تلك المعوقات ما يقوم به مسؤولو الكيان الصهيوني.

بحسب " أرمان ملي"، "الإعلان عن مواقف الأطراف يظهر أن احتمالية التوصل إلى اتفاق أعلى بكثير من عدم وجود اتفاق".

ونقلت الصحيفة ذاتها عن منسق الاتحاد الأوروبي ما أورده في تصريح صحفي أعرب فيه عن تفاؤله باقتراب مفاوضات رفع العقوبات إلى المرحلة النهائية: "وصلت المفاوضات مع تنسيق الاتحاد الأوروبي إلى لحظة مهمة وهذا آخر ملليمتر".

قدرات إيران والاتفاق النووي

نشرت مجلة " كهان" مقالًا تحدثت فيه عن القدرات الايرانية في السنوات الماضية التي استطاعت أن تجتاز تحديات مهمة في المستوى العالمي والإقليمي وخاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأميركية، وبحسب هذه المقالة فإن "بايدن قد وقع في أزمة عجز وكرامة سياسية ومأزق غريب".

وفي هذا الصدد، أولاً، من أجل الفوز في الانتخابات المقبلة، يحتاج بايدن إلى أصوات الصهاينة واللوبي المحلي الأمريكي، وهو شرط مسبق لمواجهة إيران، ومن ناحية أخرى، بناءً على وعوده الانتخابية، يحتاج إلى خطة العمل المشتركة الشاملة، التي تقوم على سياسات عقلانية وزيادة سلطة شرطها المسبق قبول مطالب إيران، لذلك فهو لا يعرف ماذا يفعل في هذا المأزق.

معظم الصحف الإيرانية نشرت تفاصيل اللقاء الصحفي الذي أجراه رئيس الجمهوية السيد إبراهيم رئيسي بمناسبة مرور عام على تأسيس حكومته، والذي بيّن فيه منهجه في التعامل مع القضايا الأساسية والذي تمثل "بالنزول إلى الميدان والاحتكاك المباشر مع الناس"، وشدد على أنه "يتطلع لحل المشاكل الاقتصادية للبلاد من الداخل لا بالاعتماد على المصالح والاتفاقات مع الخارج".

كما ركزت الصحف على تشديد السيد رئيسي على مكونات الاتفاق النووي وقوله إن "المطلوب في الاتفاقية أولاً، ضمانات مطمئنة، التحقق الموضوعي والعملي من رفع العقوبات، رفع العقوبات بشكل هادف ومستدام، إغلاق المطالبات السياسية المتعلقة بالضمانات".

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم