الخليج والعالم
هل "الاحتواء" خيار مناسب لواشنطن في التعاطي مع بكين؟
لفت الباحث في معهد الدراسات الصينية الأميركية وخبير السياسات الاستراتيجية، سوراب جابتا، إلى حجم المصالح الأميركية لدى الصين، وحجم التبادل التجاري بين البلدين الذي يقدر بنحو 500 مليار دولار سنويًا، مضيفًا أن سياسة "الاحتواء" ليس خيارًا مناسبًا لواشنطن في التعاطي مع بكين.
وكتب جابتا في مقالة نشرت على موقع آسيا نيوز، يقول: "إن تقييم مهندس الحرب الباردة جورج كنان عن عدم امتلاك الولايات المتحدة مصالح تذكر في الاتحاد السوفييتي (السابق) لا ينطبق على الصين".
وأوضح الكاتب أن الصادرات الأميركية إلى الصين تؤمن ما يزيد عن مليون وظيفة، وإلى ان الاستثمارات الأميركية المباشرة في الصين تفوق 100 مليار دولار.
وأكد أن قيمة التبادل التجاري السنوي بين الصين والولايات المتحدة تفوق نصف ترليون دولار، وأن قيمة الأسهم الصينية لدى المستثمرين الصينيين تفوق ترليون دولار.
وتوقع الكاتب تنامي هذه المصالح بينما تتحول الصين إلى الاقتصاد الأكبر في العالم مع حلول عام 2030.
ولفت الكاتب إلى أن الصين تمثل نظيرًا لم يسبق أن واجهته أميركا في تاريخها، والى أنها ستتفوق على الولايات المتحدة بشكل كبير على صعيد الحجم الاقتصادي والقدرات المادية.
وأضاف جابتا بأن الاستنتاجات تفيد بأن الاحتواء ليس خيارًا مناسبًا للولايات المتحدة في التعاطي مع الصين. معتبرًا أن حجم الاقتصاد الصيني سيصعب من عملية العمل الجماعي ضد بكين.
وشدد الكاتب على أن إنشاء تحالف ضد بكين في منطقة المحيط الهندي والمحيط الهادئ سيكون عملًا شاقًا لواشنطن، متحدثًا عن مصالح اقتصادية لدى الدول الإقليمية مع الصين، حيث قال إن ذلك إنما يمنع من انضمام هذه الدول إلى تحالف ضد بكين.
وتابع الكاتب بأن الخطاب السياسي الأميركي أصبح فظًا وأن المؤسسات المدنية الأميركية باتت مفتتة، متحدثًا في نفس السياق عن انزلاق الولايات المتحدة نحو القومية الاقتصادية.
وبناءً عليه شدد جابتا على ضرورة أن تجدد الولايات المتحدة نفسها في الداخل في ظل التحدي الصيني، وذلك إذا ما أرادت أن تنتصر في أي حرب باردة جديدة من خلال "قوة الجاذبية والاقناع".