الخليج والعالم
قوات الاحتلال الأمريكي في سوريا تحت التهديد
تناول الكاتب الأميركي "دانيال لاريسون" في مقال نشره موقع "ريسبونسايبل ستاتيكرافت" (Responsible Statecraft) استهداف قوات الاحتلال الأميركية في سوريا فصائل متحالفة مع إيران خلال الأيام القليلة الماضية، وقال إن ذلك جاء ردًا على هجوم استهدف قاعدة أميركية في التنف مؤخرًا بواسطة طائرة مُسيّرة وهجمات صاروخية استهدفت قاعدتين اثنتين في شمال شرق سوريا، على حدّ زعمه.
ورأى الكاتب أن إبقاء القوات الأميركية في سوريا هو خطأ جسيم ارتكبته إدارات أميركية متعاقبة، محذرًا من أن احتمالات وقوع ضحايا أميركيين نتيجة الاشتباكات التي تزداد كلّما طال أمد بقاء القوات هناك، مضيفًا أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن وإذ قد لا ترغب بسحب قواتها من بلد آخر بعد ما حصل إثر الانسحاب من أفغانستان، إلّا أن استمرار وجودها في سوريا يجعل منها هدفًا دون أن تُحقّق شيئًا على صعيد تعزيز الوضع الأمني للولايات المتحدة.
وبحسب الكاتب، القوات الأميركية في سوريا هي في خطر متزايد وإبقاؤها هناك لا يحمل معه أيّة مكاسب واضحة تستحقّ المجازفة، والولايات المتحدة وخلافاً لما يقوله بايدن، لا تزال في حالة حرب في سوريا. وعليه، يجب أن لا تتبنّى مثل هذه السياسات.
وحول سبب الهجوم الذي استهدف قاعدة التنف في الخامس عشر من آب/أغسطس الجاري، رجّح الكاتب أنه جاء في سياق الردّ على غارات جوية نفّذتها "إسرائيل" على سوريا قبل ساعات فقط (من استهداف قاعدة التنف)، وتابع "ليست المرة الأولى التي تتعرّض فيها القوات لأميركية لنيران الفصائل ردًا على الغارات الإسرائيلية، وهناك سيناريو مماثل حصل في شهر تشرين الأول/أكتوبر عام ٢٠٢١.
وذكّر الكاتب بما نشرته صحيفة "ويل ستريت جورنال" في شهر حزيران/يونيو الماضي عن أن "إسرائيل" تنسّق مع الولايات المتحدة في الكثير من الغارات الجوية التي تنفذها في سوريا، وعن أن الكثير من هذه الهجمات تحصل بمعرفة وموافقة الحكومة الأميركية، معتبرًا أن أحد أسباب تعرض القوات الأميركية للخطر هو قيام الحكومة الإسرائيلية بشنّ ما يُسمّى بـ"حرب الظلّ" ضد "أهداف إيرانية في سوريا".
وشدّد على ضرورة أن لا تسمح إدارة بايدن بأن يؤثر التصعيد الأخير على إتمام المفاوضات النووية بنجاح وإعادة أحياء خطة العمل المشتركة، وقال "الحكومة الإسرائيلية لم تُخفِ عداءها للاتفاق النووي مع طهران"، مشيرًا إلى أنها تضغط من اجل تعطيل الاتفاق قبل ابرامه منذ حقبة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، واعتبر أن توقيت الضربات الأميركية الأخيرة في سوريا ربما كان الهدف منه طمأنة مسؤولين إسرائيليين زاروا واشنطن خلال الأيام الماضية، وبأن إعادة إحياء الاتفاق النووي لن يمنع إدارة بايدن من استخدام القوة ضد حلفاء إيران".
ولفت الكاتب الى أن إدارة بايدن مخطئة إذا ما ظنّت أن قصف الأهداف في سوريا سيُقلّل من معارضة الحكومة الإسرائيلية للاتفاق النووي، فالقيادة السياسية لدى "إسرائيل" لن تتزحزح في موقفها هذا.
كذلك قال الكاتب إن العمل العسكري الأخير في سوريا يحمل معه تداعيات على صعيد سلطات الحرب والسلطات الرئاسية في الولايات المتحدة، وأردف "الوجود العسكري الأميركي في سوريا لم يحصل على تفويض من الكونغرس وأيضًا لا يحظى بتفويض دولي.. السبب الظاهري للوجود العسكري الأميركي في سوريا والذي هو محاربة تنظيم "داعش" يصعب أخذه على محمل الجدّ بينما تراجعت قوة "داعش" بشكل كبير. الأجدر بإدارة بايدن أن تسحب جميع القوات من سوريا في أسرع وقت، وسيكون من الأفضل أن تُبادر إلى الخطوة نفسها في العراق".
وأعرب عن اعتقاده بأن "إبقاء القوات في سوريا لا يمتّ بصلة إلى حماية الولايات المتحدة او حلفائها، وأنه لا يحقّق شيئًا سوى وضع هذه القوات في خطر ضمن مهمة لم تحظَ يومًا بموافقة الكونغرس".
وخلص الكاتب الى التحذير من أن وقوع ضحايا في صفوف القوات الأميركية ليس سوى مسألة وقت إذا ما بقيت هذه القوات في سوريا.