موقع طوفان الأقصى الجبهة اللبنانية

الخليج والعالم

الحكومة الألمانية تحتج على تصريحات عباس عن "الهولوكوست"
17/08/2022

الحكومة الألمانية تحتج على تصريحات عباس عن "الهولوكوست"

ليس غريبًا أن يتمسك قادة الكيان الصهيوني بكذبة "الهولوكوست"، وتحميل الحكومة الألمانية مسؤولية مزاعم ارتكاب "محرقة" بحق "ملايين" اليهود الأوروبيين في عهد هتلر، لكن الموقف الأشد غرابة أن تدافع الحكومة الألمانية عن هذه الكذبة وتتمسك بها، وتعتبر أن لا مثيل لها ضد الإنسانية.

موقف الحكومة الألمانية "الغريب" جاء، تعقيبًا على تشبيه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس المجازر التي ارتكبتها ولا تزال ترتكبها سلطات الاحتلال الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني، بأنها "هولوكوست" بحق الفلسطينيين.
 
وخلال مؤتمر صحفي عقده عباس أمس الثلاثاء، في برلين مع المستشار الألماني، أولاف شولتز، سأله صحافي عمّا إذا كان سيعتذر للكيان الصهيوني بمناسبة الذكرى السنوية الـ50 للهجوم على البعثة الرياضية الصهيونية في أولمبياد ميونخ 1972، فردّ عباس قائلًا: إن "هناك يوميًا شهداء يسقطهم الجيش "الإسرائيلي".. نعم، إذا أردنا مواصلة النبش في الماضي".

وفي السياق، أعلنت الحكومة الألمانية، اليوم الأربعاء، استدعاء رئيس البعثة الدبلوماسية الفلسطينية في برلين للاحتجاج على تشبيه الرئيس الفلسطيني محمود عباس الأعمال "الإسرائيلية" بالمحرقة.

وقال متحدث باسم الحكومة الألمانية، في مؤتمر صحفي في برلين: "من الواضح بالنسبة لنا، الحكومة والمستشار، أن الاضطهاد والقتل الممنهج لستة ملايين يهودي أوروبي جريمة لا مثيل لها ضد الإنسانية".

وتزعم أسطورة "الهولوكوست" أن السلطات الألمانية، في عهد الزعيم النازي أدولف هتلر، أعدمت 6 ملايين يهودي في ما صار يعرف بـ"المحرقة"، ونصّبت سلطات الاحتلال الصهيوني نفسها وصيًا على هؤلاء وطالبت الحكومات الألمانية بدفع تعويضات عن "المحرقة" المزعومة، وفي آب/ أغسطس 2006، أعلنت الحكومة الألمانية أنها دفعت للحكومة الصهيونية 80 مليار و6 ملايين دولار كتعويضات لما يسمى بـ"ضحايا الهولوكوست" الأسطورية.

من جهته، أعلن المستشار الألماني أولاف شولتز رفضه بعبارات واضحة اتهام رئيس السلطة الفلسطينية للكيان الصهيوني بارتكاب "محرقة هولوكوست" بحق الفلسطينيين.

وقال شولتز في تصريح لصحيفة "بيلد" الألمانية: "أي تهوين من شأن الهولوكوست هو أمر لا يمكن احتماله ولا قبوله بالذات بالنسبة لنا نحن الألمان".

ولاقت تصريحات رئيس السلطة الفلسطينية، ردود فعل في الكيان الصهيوني، وخصوصًا فيما يتعلق بتشبيهه للمجازر الصهيونية بحق الفلسطينيين بـ"الهولوكوست" المستمرة على مدى سنوات، حيث قال: "إن "إسرائيل" ارتكبت منذ عام 1947 حتى اليوم 50 مجزرة في 50 موقعًا فلسطينيًا.. 50 مجزرة.. 50 هولوكوست".

بدوره، هاجم رئيس الوزراء الصهيوني يائير لابيد، بشدة محمود عباس، وقال: إن اتهامه لـ"إسرائيل" بارتكاب 50 هولوكوست وهو يقف على تراب ألمانيا، ليس عارًا أخلاقيًا فحسب. هذه هي كذبة وحشية. تم قتل ستة ملايين يهودي في الهولوكوست، بما فيهم مليون ونصف طفل. التاريخ لن يغفر له".

من جانبه، قال وزير الحرب الصهيوني، بيني غانتس، إنه "يتوقع من الذين يسعون إلى السلام أن يعترفوا بجرائم الماضي، وألا يشوهوا الواقع ويعيدوا كتابة التاريخ. سوف نستمر في التعلم من التاريخ وسنسعى جاهدين من أجل السلام والحفاظ على أمننا وصمودنا اليهودي. كلام أبو مازن (محمود عباس) كذب ومحاولة لتشويه التاريخ وإعادة كتابته".

ورفض غانتس المقارنة بين أسطورة "المحرقة" الألمانية، والجرائم التي يرتكبها الجيش الصهيوني بحق الفلسطينيين، واصفًا هذه المقارنة بـ"المؤسفة التي لا أساس لها من الصحة"، وزاعمًا أن الجيش الصهيوني يقوم بما أسماه "حماية أمن "إسرائيل"". معتبرًا أن مقارنة محمود عباس "إنكار للهولوكوست".

وبعد الردود الصهيونية، وفي أعقاب استدعاء ممثل السلطة الفلسطينية إلى الخارجية الألمانية وإبلاغه احتجاج الحكومة الألمانية على تصريحات عباس، نشرت وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية "وفا" تصريحًا صدر عن الرئيس عباس للتوضيح حول ما جاء على لسانه في المؤتمر الصحافي في برلين.

وجاء في البيان: إن "الرئيس محمود عباس يعيد التأكيد على أن الهولوكوست أبشع الجرائم التي حدثت في تاريخ البشرية الحديث".

وأضاف: "لم يكن المقصود في إجابته إنكار خصوصية الهولوكوست التي ارتكبت في القرن الماضي، فهو مدان بأشد العبارات. وأن المقصود بالجرائم التي تحدث عنها هي المجازر التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني منذ النكبة على أيدي القوات "الإسرائيلية"، وهي جرائم لم تتوقف حتى يومنا هذا".

محمود عباس

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم