الخليج والعالم
عبد السلام: ذاهبون إلى تصعيد عسكري كبير في حال فشلت الهدنة
تسعى الولايات المتحدة الأميركية إلى دعم وتعزيز وجودها في المنطقة عبر أدواتها، فتعمد إلى إثارة النعرات والفتن بين الدول تارة، وطورًا إلى إشعال فتيل الحرب بينها، وهو ما يحصل في اليمن التي تتعرض، ومنذ سنوات، لعدوان التحالف الأميركي السعودي الخليجي، ظنًا منها أنها تحافظ بذلك على ما تبقى من "هيبتها" المزعومة و"أحاديتها" القطبية.
وفي هذا السياق، أكد رئيس الوفد اليمني المفاوض محمد عبد السلام، أن هناك تحديات جديدة يشترك اليمن فيها مع روسيا، وإيران، ودول محور المقاومة، ودول أخرى متضررة من الهيمنة الأميركية.
وعرض عبد السلام في مقابلة تلفزيونية له، لنتائج زيارته الحالية إلى العاصمة الروسية موسكو ولقائه بالمسؤولين الروس، موضحًا أن الوفد اليمني ناقش مع الجانب الروسي التأثير الواسع للأحداث في اليمن، خصوصًا بعد المستجدات في أوكرانيا، مشيرًا إلى أن اليمن استشعر الخطر الأميركي مبكرًا.
وقال: "إن هناك تغيرات حقيقية في الموقف الروسي وإدراك بأن اليمن يستطيع أن يكون مؤثرًا استراتيجيًا"، لافتًا إلى أن الزيارة إلى موسكو تأتي في ظرف استثنائي وحسّاس لإيجاد تصور يستفيد منه أبناء اليمن في مثل هذه المرحلة.
وأكد عبد السلام أنه طالما هناك عدوان وحصار فإن من حق اليمنيين التحرك في العالم مع كل المتضررين من المشروع الأميركي ومنهم روسيا.
وأوضح أن ما يجري في اليمن ليس فقط عدوانًا سعوديًا إماراتيًا، لأن هؤلاء مجرد أدوات للمشروع الأميركي، مشيرًا إلى أن هناك تغيرًا في المزاج الإقليمي والدولي، والسعودية مدركة بأن الحماية الأميركية لم تعد مضمونة.
وتطرق عبد السلام إلى موضوع الهدنة القائمة، معلنًا أن فرصة تمديد الهدنة قد تكون الأخيرة في حال لم يتم التوصل إلى آلية لصرف رواتب الموظفين، مع فك الحصار، وقال: "لا ضمانات لدينا بشأن الهدنة، إلا ما نلمسه على الأرض، ولهذا ذهبنا للتمديد وليس الاتفاق".
ولفت إلى استمرار قوى تحالف العدوان في نهب نفط اليمن ونقل إيراداته إلى البنوك السعودية، في حين لا تصرف مرتبات الموظفين اليمنيين. وقال: "نحن قدمنا مبادرة لصرف المرتبات، وفتحنا حساب بنكي لإيرادات الحديدة، على أن يغطي الطرف الآخر الفجوة فرفض".
وأضاف: "نطالب بحقوق طبيعية للشعب اليمني ونعتبر أن عدم صرف مرتبات الموظفين يمثل جريمة بحق شعبنا". مؤكدًا أنه لن يتم التوصل إلى حل لوقف إطلاق النار الشامل ما لم تحل الملفات الإنسانية، وينتهي العدوان والحصار والاحتلال.
ووجه عبد السلام تحذيرًا شديد اللهجة للشركات الأجنبية التي تنهب ثروات اليمن، مؤكدًا أن عليها أن تدرك بأنها لن تستمر في أعمال النهب لحظة واحدة بعد انتهاء الهدنة.
وقال: "كيف نقبل بغلق موانئنا وموانئ دول العدوان مفتوحة، وهذا ما عملنا عليه سابقًا وسنعمل عليه بعد انتهاء الهدنة. لا يمكن أن نقبل بالحصار على بلدنا وفي عروقنا دم ينبض".
واعتبر أن العروض العسكرية، والخطاب السياسي يؤكد المضي في التحشيد وإعلان الجهوزية لمواجهة أي تطور وأي فشل للهدنة.
وأكد أن اليمن يمتلك قدرات أثبتت فاعليتها في (أبو ظبي) والأراضي السعودية، موضحًا أنه "إذا فشلت الهدنة سنضطر للذهاب إلى تصعيد عسكري فرض علينا وستكون معطياته أكبر".
ورحب بالتفاهمات بين إيران والسعودية، مبينًا أن "أي تفاهم إيراني ــ سعودي هو إيجابي ونشجعه، وهذا التفاهم لا يخدم الأميركي أو "الإسرائيلي"، لتعارضه مع مصالحهما".
وجدّد عبد السلام موقف اليمن الثابت والداعم للقضية الفلسطينية، مؤكدًا أن اليمن شعبًا وقيادة حاضر للوقوف مع الشعب الفلسطيني بكل ما يستطيع.