الخليج والعالم
زيارة بيلوسي الاستفزازية لتايوان تتفاعل.. والصين تتحرّك
لا تزال تداعيات الزيارة الاستفزازية التي قامت بها رئيسة مجلس النواب الأميركي، نانسي بيلوسي، إلى تايوان تتفاعل وتستقطب ردود فعل من الجانب الصيني الذي يرى في هذه الزيارة مسًّا بسيادته على اعتبار أن تايوان جزء لا يتجزأ من الأراضي الصينية.
جديد هذه التداعيات ما أعلنته وزارة الخارجية الصينية عن عقوبات فرضتها على بيلوسي، ردًا على قيامها بزيارة تايوان.
وأكدت الخارجية الصينية أن زيارة بيلوسي لتايوان "تدخل بشدة في السياسة الداخلية للصين، بالتالي فهي تقوض بشكل خطير سيادة الصين وسلامة أراضيها بزيارتها إلى تايوان". معتبرة أن بيلوسي وجهت "ضربة قاسية" لمبدأ "الصين الواحدة"، مما يعرض للخطر السلام والاستقرار في مضيق تايوان.
وقالت الخارجية الصينية في بيان: "بناءً على التشريعات لجمهورية الصين الشعبية، قرر الجانب الصيني فرض عقوبات على بيلوسي وأفراد عائلتها المقربين بعد تصرفاتها الاستفزازية".
وفي السياق عينه، استدعت الخارجية الصينية دبلوماسيين من الاتحاد الأوروبي وقيادة وفد الاتحاد الأوروبي في الصين عقب بيان قمة السبع بشأن تايوان.
وشددت الخارجية الصينية على أن "هذا البيان يشوه الحقائق وينبغي اعتباره تدخلًا في الشؤون الداخلية للصين"، لافتًا إلى أن بكين تنظر إلى مثل هذا الخطاب على أنه "استفزاز سياسي صريح وخطأ فادح، من جانب الدول الغربية، ويرسل إشارة خاطئة إلى الانفصاليين التايوانيين".
وأعربت الصين عن احتجاجها الشديد على هذا الموقف، وخاطبت الدول الأوروبية: "يجب عليكم أن لا تتجاوزوا الخط الأحمر بأي حال من الأحوال. لا يوجد سوى صين واحدة في العالم، وتايوان جزء لا يتجزأ منها".
وكان وزراء خارجية بلدان مجموعة السبع الكبار (G7) سابقًا أعربوا عن قلق دولهم من "الأعمال التهديدية" الصينية، وخاصة المناورات العسكرية التي قد تؤدي إلى تصعيد التوتر في المنطقة، معتبرين أن رد الفعل الصيني على زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي، إلى تايوان، "يهدد بتصعيد التوتر في المنطقة".
وألغت الصين اجتماعًا لوزير خارجيتها مع نظيره الياباني، كان مخططًا لعقده في كمبوديا، وذلك على خلفية بيان مجموعة السبع الكبار بشأن الوضع حول تايوان.
وأعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، هوا تشونينغ، أن الصين قد تعيد النظر في حوارها مع بلدان مجموعة السبع، إذا لم تغير موقفها من الوضع حول تايوان، قائلة: "إذا لم تغير (بلدان مجموعة السبع الكبار) موقفها الخاطئ من مسألة تايوان، فسنضطر لإعادة النظر في أهمية الحوار (معها)".
روسيا ضدّ الزيارة
ونددت موسكو بزيارة بيلوسي إلى تايوان، مشبهة موقف الولايات المتحدة في تايوان بموقفها في أوكرانيا.
وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن الشراكة الاستراتيجية بين موسكو وبكين أحد أسس الحركة من أجل سيادة القانون في العلاقات الدولية، ومبادئ الميثاق الأممي في المقام الأول.
وأكد لافروف أثناء لقائه نظيره الصيني، وانغ يي، على هامش فعاليات منظمة آسيان في كمبوديا، أن الولايات المتحدة تنتهك مبدأ المساواة في السيادة بين الدول، كل يوم وفي كل مكان، وقال: "يجب بالطبع الرد على ذلك، ونشارك بالتعاون مع الصين في مجموعة الأصدقاء لحماية الميثاق الأممي" (حول مبدأ المساواة في السيادة بين الدول)".
ولفت لافروف إلى أن محاولات الولايات المتحدة الأميركية لنشر هيمنتها على المزيد من المناطق في العالم لا آفاق لها، وهي تعكس سياسة عدم الاكتراث التي تمارسها الولايات المتحدة.
وأوضح أن الولايات المتحدة "قررت تحويل أوكرانيا إلى تهديد بالنسبة لروسيا، وكانت تتجاهل خلال سنوات طويلة السياسة العنصرية لنظام كييف الذي كان يقوم بإزالة كل شيء متعلق بروسيا، مثلما كان عليه الأمر مع زيارة السيدة نانسي بيلوسي إلى تايوان عندما تجاهلت كل مبادئها الخاصة التي كانت تعلنها علنا وتقنع الجميع بتمسكها بها، خادعة بذلك نفسها. وبشكل مماثل انتهت مبادئ الأمن غير القابل للتجزئة التي صادقت عليها أميركا على أعلى مستوى وداستها فيما بعد".
المناورات الصينية تستفزّ تايوان والولايات المتحدة
وفي إجراء عملي أطلقت الصين مناورات عسكرية ضخمة حول تايوان، ردًا على زيارة بيلوسي لتايوان والتي اعتبرتها بيكين استفزازًا خطيرًا.
وتشارك في هذه المناورات المستمرة حتى اليوم طائرات مقاتلة وسفن وزوارق حربية، وتخللها إطلاق صواريخ بالستية.
وأعلنت بيكين أن مناوراتها هذه ستستمر حتى منتصف الأحد المقبل، بينما أعلنت تايبيه أن مقاتلات وسفنًا صينية عبرت "الخط الأوسط" الذي يمر عبر مضيق تايوان صباح اليوم الجمعة.
ووصف الجيش التايواني التدريبات العسكرية الأخيرة التي تجريها الصين بأنها "استفزازية جدًا".
وندد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن اليوم الجمعة بالمناورات العسكرية الصينية في محيط تايوان، ووصفها بأنها "تصعيد كبير"، معتبرًا أن لا مبرر لها.