معركة أولي البأس

 

الخليج والعالم

أزمة العراق.. أنصار الصدر يواصلون اعتصامهم والإطار التنسيقي يحذر 
01/08/2022

أزمة العراق.. أنصار الصدر يواصلون اعتصامهم والإطار التنسيقي يحذر 

يواصل أنصار التيار الصدري اعتصامهم المفتوح داخل البرلمان العراقي، بعد أن اقتحموه ودخلوا قاعته الرئيسية عقب إزالة الحواجز الإسمنتية المؤدية إلى المنطقة الخضراء (وسط بغداد). 

وقد أعلن "التيار الصدري"، السبت الماضي، بدء اعتصام مفتوح داخل البرلمان، فيما انطلقت مظاهرات لأنصاره في المنطقة الخضراء ببغداد، التي تضم المؤسسات الحيوية.

وقد علقت الحكومة العراقية الدوام الرسمي من أجل تهدئة الوضع في الشارع، بعدما دخلت الاحتجاجات يومها الرابع، في حين تصاعدت الدعوات الداخلية والخارجية للحوار بين مختلف القوى العراقية، لإنهاء الأزمة السياسية في البلاد.

وكان قد دعا رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي إلى عدم التصعيد، ووجّه قوات حماية البرلمان لعدم التعرض للمتظاهرين أو المساس بهم، وعدم حمل السلاح داخل البرلمان.

وقرر الحلبوسي تعليق الجلسات حتى إشعار آخر، بينما حث رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي القوى السياسية على تقديم التنازلات، وحذّر من أن نار الفتنة ستحرق الجميع.

الصدر 

بدوره، وصف زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر التطورات السياسية التي يشهدها العراق بأنها فرصة لتغيير جذري للنظام السياسي والدستور والانتخابات، معتبرًا أن العراقيين اليوم "على المحك".

وأضاف الصدر في تغريدة على "تويتر" أنه "إما أن يكون العراق شامخًا بين الأمم أو أن يكون تابعًا يتحكم فيه الفاسدون وتحركه أيادٍ خارجية". 

وقال زعيم التيار الصدري "أدعو الجميع لمناصرة الثائرين للإصلاح، لا تحت لوائي، بل تحت لواء العراق وقرار الشعب".

وأضاف أن "هذه فرصة لتبديد الفساد والمحاصصة والطائفية، وآمل ألا تتكرر مأساة تفويت الفرصة الذهبية عام 2016".

الإطار التنسيقي

من جهتها، دعت اللجنة التنظيمية التابعة للإطار التنسيقي بدورها جميع العراقيين للتظاهر سلميًا عند المنطقة الخضراء دفاعًا عن دولتهم ضد ما وصفتها بتطورات تنذر بانقلاب مشبوه لأنها تلغي "شرعية الدولة والعملية الديمقراطية". 

وقال الإطار التنسيقي: "إن أي مشروع لتعديل الدستور خارج الأطر الدستورية تهديد للسلم الأهلي وسلطة القانون"، مشددًا على أن "الشعب العراقي وعشائره وقواه لن تسمح بالمساس بالثوابت الدستورية من جمهور كتلة سياسية واحدة".

وقد رحب ‏الإطار التنسيقي بمبادرة رئيس إقليم كردستان العراق نيجرفان البارزاني، مؤكدًا انفتاحه على الجميع من أجل معالجة الأزمة الراهنة. 

وقال الإطار في بيان: "إنه يرحب بدعوة نيجيرفان بارزاني رئيس اقليم كردستان للحوار الوطني"، مؤكّدًا "انفتاحه على الجميع من أجل معالجة الأزمة الراهنة والوصول الى حلول واقعية تعتمد الدستور والقانون ومصلحة الشعب العراقي أساسًا لها".

دعوة البارزاني

وكان قد دعا رئيس إقليم كردستان العراق نيجيرفان البارزاني جميع الفرقاء السياسيين في العراق للقدوم إلى أربيل (عاصمة الإقليم)، لبدء حوار شامل يفضي إلى تفاهم ينهي الأزمة الحالية التي تشهدها بغداد.

وقال البارزاني في بيان: "إنه يتابع بقلق عميق الأوضاع السياسية والمستجدات في العراق"، داعيًا الأطراف السياسية المختلفة إلى التزام أقصى درجات ضبط النفس وإجراء حوار مباشر من أجل حل المشكلات.

وأكد البارزاني أن "زيادة تعقيد الأمور في ظل هذه الظروف الحساسة تشكل تهديدًا وخطرًا على السلم المجتمعي والأمن والاستقرار في البلد".

حركة "امتداد"

وفي السياق ذاته، دعت حركة "امتداد" للنواب المستقلين وممثلي الاحتجاجات في العراق إلى حل مجلس النواب العراقي وإجراء انتخابات مبكرة وفقًا لقانون انتخابي عادل، حسب قولها.

كما دعت الحركة في بيان إلى تشكيل محكمة اتحادية مستقلة، وإجراء تعديل دستوري وطرحه للاستفتاء الشعبي.

قلق أممي 

وفي ردود الفعل، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أمس الأحد الأطراف العراقية إلى "التهدئة، والارتقاء فوق خلافاتهم، وتجنب العنف، وضمان حماية المتظاهرين".

جاء ذلك في بيان أصدره فرحان حق نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة.

وورد في البيان الأممي "يناشد الأمين العام جميع الجهات الفاعلة ذات الصلة اتخاذ خطوات فورية لتهدئة الموقف، وتجنب المزيد من العنف، وضمان حماية المتظاهرين السلميين ومؤسسات الدولة".

وحث غوتيريش جميع الأطراف والجهات الفاعلة على "الارتقاء فوق خلافاتها، وتشكيل حكومة وطنية فعالة - من خلال حوار سلمي وشامل - تلبي مطالب الإصلاح القائمة منذ فترة طويلة، دون مزيد من التأخير".

كما أعرب الاتحاد الأوروبي عن قلقه من تصاعد أحداث بغداد، فدعت المتحدثة الرسمية للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي نبيلة مصرالي في تغريدة عبر حسابها على "توتير" جميع الأطراف إلى ضرورة ضبط النفس، "لمنع وقوع مزيد من العنف في العراق".

جهاز مكافحة الإرهاب

بدوره، نفى جهاز مكافحة الإرهاب في العراق انتشار عناصره على طريق مطار بغداد الدولي، وفي المنطقة الخضراء وسط العاصمة.

وذكر الجهاز في بيان مساء الأحد أنه "في الوقت الذي يواصل فيه جهاز مكافحة الإرهاب الليل بالنهار في ملاحقة فلول "داعش" الإرهابي تناولت بعض صفحات التواصل الاجتماعي خبرًا مفاده انتشار قطعات من الجهاز على طريق مطار بغداد الدولي وداخل المنطقة الخضراء".

وقال: "إننا ننفي أن تكون قطعاتنا منتشرة في أي مكان وهي مستمرة على تحقيق الأمن وملاحقة فلول "داعش" أينما وجد"، مشددًا على أن "تشكيلات جهاز مكافحة الإرهاب ليس لها ولاءات إلا للعراق وللمؤسسة العسكرية".

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم