الخليج والعالم
القمة الثلاثية لمسار أستانا في طهران.. حل الأزمة السورية ومحاربة الإرهاب وضمان الأمن في المنطقة
اختتم الرؤساء الثلاثة الإيراني السيد إبراهيم رئيسي والروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان، مساء اليوم الثلاثاء أعمال القمة الثلاثية في طهران بمؤتمر صحافي مشترك، أجمعوا فيه نتائج محادثاتهم التي تناولت ثلاثة مواضيع رئيسية: حل الأزمة السورية، ومحاربة الإرهاب، وضمان الأمن في المنطقة.
وأكد الرئيس الإيراني، في كلمة له أن مسار أستانا هو إطار ناجح لحل سلمي للأزمة السورية، مشددًا على أهمية احترام حق تقرير المصير بالنسبة إلى السوريين عبر حوار داخلي.
وقال السيد رئيسي: لقد "ثبت أن الحلول الخارجية ستؤدي لتعقيد الوضع السوري"، مشددًا على ضرورة تنفيذ الاتفاقيات السابقة بين دول مسار أستانا بشأن سوريا.
ولفت إلى أن الضغوط والعقوبات الاقتصادية جعلت الوضع أكثر صعوبة في سوريا، موضحًا أن هذه العقوبات الاقتصادية تهدف لتحقيق أهداف سياسية.
وطالب الرئيس الإيراني، المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولية حل أزمة النازحين واللاجئين السوريين، معربًا عن استعداد إيران لدعم أي مبادرة بهذا المجال.
وشدد السيد رئيسي على أن "السيادة السورية خط أحمر والوجود غير الشرعي للولايات المتحدة هناك هو سبب عدم الاستقرار".
وأشار إلى أنه يجب إنهاء وجود التنظيمات الإرهابية في سوريا، معلنًا إدانة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للعدوان الصهيوني على المنشآت السورية.
كما أعلن الرئيس الإيراني أنه ونظيريه الروسي والتركي، أكدوا "أن المخاوف من مخاطر الإرهاب في سوريا تستوجب إرادة من مختلف الدول".
وقال السيد رئيسي في مؤتمر صحافي مشترك عقده مع نظيريه بوتين وأردوغان، في ختام القمة الثلاثية مساء اليوم الثلاثاء: "يجب ألا تكون هناك جهود أو خطوات تتضارب مع السيادة السورية".
وأوضح السيد رئيسي، أن قمة طهران أكدت ضرورة استمرار التعاون بين الدول الثلاث: إيران وتركيا وروسيا لضمان الأمن في سوريا.
وأضاف السيد رئيسي: إن "قمة طهران أكدت ضرورة توفير الأرضية من أجل عودة فورية للاجئين السوريين من دول أخرى، كما أكدنا أن هناك تعاونًا مطلوبًا من دول المنطقة لمساعدة سوريا على تثبيت سيادتها وضمان الأمن في المنطقة".
بوتين: لدينا خطوات لحوار سياسي سوري يتيح لسوريا تحديد مستقبلها
بدوره تحدث الرئيس الروسي فقال: "كان لنا نقاش ثلاثي بشأن حل الأزمة السورية عبر دعم الحوار السياسي الداخلي، واتفقنا على عقد اجتماعات ثلاثية بشأن هذه الأزمة، ينضم إليها خبراء من دول في المنطقة والأمم المتحدة".
وأضاف بوتين: "ناقشنا ضرورة وضع إطار يسمح ببدء حوار سياسي بين الدولة السورية والمعارضة والشعب، وأكدنا الاستعداد للتصدي لأي تنظيمات إرهابية في الأراضي السورية".
وتابع الرئيس الروسي يقول: "ناقشنا الأوضاع في شرق سوريا وأكدنا أهمية محاربة أي تحرك انفصالي وضرورة عودة تلك المناطق إلى سيادة سوريا".
وأوضح بوتين، أن المحادثات في القمة الثلاثية تناولت أيضًا قضايا استراتيجية تهم العلاقات الروسية الإيرانية.
وأردف بوتين: "أكدنا استعدادنا لحل قضايا المنطقة، كما تحدثنا عن فرص التعاون الثنائي بين موسكو وطهران في مجال الطاقة وضبط خطة في ذلك".
كما أوضح أنه ناقش مع نظيره التركي أردوغان العلاقات الروسية التركية والتعاون في قضايا تهم الأمن الغذائي.
وقال إن "لدينا عبر هذه القمة فرصة إجراء حوار فعال يضمن الاستقرار في سوريا".
ورأى أنه "بفضل التعاون عبر مسار أستانا قلّ مستوى العنف في سوريا وأصبحت لدينا عملية سياسية".
وتابع يقول: "بعد هذا المؤتمر ستكون لدينا خطوات لحوار سياسي سوري يتيح لسوريا تحديد مستقبلها دون تدخل خارجي".
واعتبر أنه: "لدينا قلق بشأن مخاطر مصدرها المناطق التي توجد خارج سيطرة النظام في سوريا".
ولفت بوتين إلى أنه "يجب أن نتأكد من قيام المجتمع الدولي والأمم المتحدة بتقديم مساعدة لسوريا دون أهداف سياسية أو شروط مسبقة".
أردوغان: يجب القيام بمواجهة التنظيمات الإرهابية وإخراجها من سوريا
وتحدث أردوغان، فقال: "ناقشنا في الاجتماعات الثلاثية والثنائية قضايا عدة وأكدنا أهمية إنهاء الأزمة السورية عبر حلول مستدامة".
وأضاف: "نؤكد وجهة نظرنا الموحدة إزاء الوضع السوري ومكافحتنا التنظيمات الإرهابية بشكل مشترك، ونأمل من روسيا وإيران التعاون معنا للقضاء على التنظيمات الإرهابية في سوريا التي تهدد تركيا أرضًا وشعبًا".
وتابع الرئيس التركي: "أكدنا أهمية وضع آلية عمل لصياغة دستور جديد للدولة السورية وعلى المعارضة والنظام بدء حوار بشأن ذلك".
وأكد أردوغان أن تركيا قامت بإيواء اللاجئين السوريين وكذلك وفرّت مأوى للنازحين على الحدود، وقال: "لا بد من العمل على إعادة اللاجئين السوريين بشكل مشرّف إلى أراضيهم وضمان عدم تعرضهم للخطر".
وأعرب أردوغان، عن أمله من الأطراف الدولية تقديم مساعدة لتركيا تسمح بالنهوض بالأعباء الإنسانية.
وقال: "سنواصل لقاءاتنا ضمن مسار أستانا بشكل منتظم بما يسمح بحل الأزمة السورية، ويجب القيام بمواجهة التنظيمات الإرهابية وإخراجها من سوريا دون القيام بأي تنازل في ذلك".
وأكد أردوغان، أنه "لا فرق بين مختلف التنظيمات الإرهابية الموجودة في سوريا وهي ما زالت فعالة وتواصل القيام بعملياتها".
وأضاف: "نركز على خطوات واضحة وملموسة للتقدم على صعيد الحل السياسي في سوريا وصياغة دستور جديد".
وتابع أردوغان: "يجب عدم توقع صمت تركيا إزاء تحركات التنظيمات الإرهابية في سوريا ونريد إبعادها بمسافة كبيرة عن حدودنا".
وشدد الرئيس التركي على ضرورة "تقديم الدعم الكامل لتسريع الحل السياسي للأزمة السورية"، وقال: "رغم اجتماعاتنا المتلاحقة لم نصل بعد إلى أي حلول سياسية في ما يتعلق بالوضع السوري".
واعتبر أردوغان أن الهدوء الحالي في إدلب هو "نتيجة لعملنا في مسار أستانا ونسعى لتقديم الدعم الإنساني لأربعة ملايين لاجئ هناك". وقال: "نتفهم القلق من وجود بعض الأطراف في إدلب ولكننا نواصل السعي لإيجاد حلول جذرية هناك".
وأكد أردوغان، مواصلة تقديم الدعم الإنساني للاجئين السوريين داخل تركيا أو النازحين على الحدود، معتبرًا أنه "يجب عدم إلقاء أعباء الدعم الإنساني بشأن اللاجئين والنازحين السوريين على تركيا وحدها".
وأعلن أن نصف مليون لاجئ سوري تمكنوا من العودة مجددًا إلى بلادهم، معربًا عن اعتقاده برغبة كل اللاجئين السوريين في الرجوع إلى بلادهم.
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
25/11/2024