الخليج والعالم
موجة الحر الشديد: تنبيه "أحمر" في بريطانيا
تشير الدراسات والبحوث العلمية إلى أن التغيرات المناخية وموجات الحر التي تضرب مناطق مختلفة على سطح الكرة الأرضية، والمسيطرة حاليًا على غرب أوروبا سببها يعود إلى الاحتباس الحراري الناجم عن ارتفاع نسبة الانبعاثات الغازية.
فمنذ نحو أسبوع تسيطر موجة حرّ شديدة، على منطقة غرب أوروبا، تسببت بوقوع ضحايا، واندلاع حرائق، ونزوح، وعمليات إجلاء في أكثر من بلد، فيما وصلت درجات الحرارة إلى مستويات غير مسبوقة في بعض البلدان.
فقد بلغت الحرارة في بريطانيا 40 درجة مئوية، اليوم الثلاثاء، للمرة الأولى في تاريخ البلاد، بحسب ما أعلنه مكتب الأرصاد الجوية، وعليه أصدرت وكالة الأرصاد الجوية الوطنية أول تنبيه "أحمر" من الحرارة الشديدة.
ويعود المستوى القياسي السابق في بريطانيا إلى 25 تموز/ يوليو 2019، حيث بلغ 38،7 درجة مئوية.
وللمرة الأولى، أصدرت وكالة السلامة الصحية البريطانية إنذارًا من الدرجة الرابعة الأعلى، محذرة من مخاطر الحرّ، حتى على "الشباب أو الأشخاص المتمتعين بصحة جيدة". في حين لا تزال العديد من المدارس مقفلة، بانتظار تدني درجات الحرارة.
وفي هولندا سجلت الحرارة اليوم، أعلى مستوياتها، خلال هذه السنة، مع بلوغها عتبة الـ 39 درجة مئوية في جنوب البلاد ووسطها، لتقترب من المستوى القياسي المسجل في هولندا، في 25 تموز/ يوليو 2019، و البالغ 40,7.
وتتوقع بلجيكا تسجيل مستويات قياسية أيضًا، مع احتمال وصول الحرارة إلى 40 درجة مئوية، بحسب المعهد الملكي للأرصاد الجوية. وقد حددت ساعات عمل معينة لبعض المهن التي تتأثر بالحر.
أما في فرنسا، فلا تزال السلطات تواجه حريقين هائلين في منطقة بوردو، الْتَهما حتى الآن 17 ألف هكتار من الغابات. فيما تمّ إجلاء 16 ألف شخص في محيط الحريقين.
وتجاوزت الحرارة الأربعين درجة مئوية، ما رفع عدد الأشخاص الذين أخلوا مساكنهم إلى 32 ألفًا في غضون ستة أيام. في حين يُتوقع أن تنتقل موجة الحر، باتجاه شرق فرنسا، بحسب مصلحة الأرصاد الجوية.
وسُجلت مستويات حرارة قياسية في مدن عدة، كان أشدها في بيسكاروس (جنوب غرب) مع 42،6 درجة. علمًا أن المستوى القياسي المطلق في فرنسا يعود إلى 28 حزيران/ يونيو 2019 في فيرارغ (جنوب)، وقد بلغ حينها 46 درجة مئوية.
وفي "دون دو بيلا" أعلنت السلطات المحلية أن 5 مواقع تخييم "احترقت بنسبة 90%". وسبق أن أجلي ستة آلاف مصطاف من هذه المنطقة الأسبوع الماضي. وسُمع دوي انفجارات عدة، بعد ظهر أمس، بعدما أتت النيران على قوارير غاز، تُركت في مواقع التخييم والمطاعم المهجورة.
وفي إسبانيا لا تزال موجة الحر الخانق تسيطر على البلاد، منذ أكثر من أسبوع، ما أدى إلى اندلاع حرائق عدة، اجتاحت عشرات آلاف الهكتارات.
وحذرت السلطات الإسبانية من احتمال وقوع حرائق في غالبية مناطق البلاد، جرَّاء موجة الحر التي تجاوزت فيها الحرارة الأربعين درجة مئوية.
وفي البرتغال تواصل فرق الإطفاء مكافحة أربعة حرائق في وسط البلاد وشمالها. في حين أعلن الدفاع المدني، أن حرائق الغابات حصدت أرواح أربعة أشخاص، وتسببت بإصابة خمسة أشخاص بحروق، وبإجلاء 960 شخصًا.
وأعلنت المفوضية الأوروبية، أن نصف أراضي الاتحاد الأوروبي تواجه راهنًا خطر الجفاف، بسبب الانحسار الطويل للمتساقطات، ما يعرض دولًا مثل فرنسا ورومانيا وإسبانيا والبرتغال وإيطاليا لتراجع مرجح في المحاصيل الزراعية.