الخليج والعالم
هل سئمت أميركا الحرب الطويلة في أوكرانيا؟
بعد ما يقارب الستة أشهر على العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا مع احتمال أن يطول أمد الأزمة هناك، طفق الحلفاء الأوروبيون للرئيس الأميركي جو بايدن يتساءلون عما إذا كان التعب سينال من الولايات المتحدة في وقت قريب، حسبما ذكرت مجلة "إيكونوميست" البريطانية.
وذكرت المجلة البريطانية -في تقرير لها- أن بايدن -الذي تعهد بدعم أوكرانيا "مهما طال الأمر"-، بات مكروهًا حتى أكثر من سلفه دونالد ترامب في هذه المرحلة من ولايته الرئاسية؛ "فالتضخم وارتفاع أسعار الوقود يُضعفان القدرة الشرائية للأميركيين، فيما من المقرر أن يحقّق "الجمهوريون" مكاسب مهمة في الانتخابات النصفية في تشرين الثاني؛ إذ من المتوقع أن يسيطروا على مجلس النواب وربما أيضًا مجلس الشيوخ".
وأشارت المجلة إلى تعليق كتبه مؤخرًا السيناتور الديمقراطي والحليف المقرب لبايدن كريس كونز -الذي يُطلق عليه أحيانًا "وزير خارجية الظل"- أبدى فيه قلقه من "التزام الشعب الأميركي وقادته المنتخبين بمواصلة المسار في ظل استمرار الغزو".
وكان كونز قد صرح للإيكونوميست قبل أيام بأن "الزعيم الروسي فلاديمير بوتين "يُعوِّل على أن يفقد الغرب تركيزه"".
ووفقًا لتقرير المجلة، وبالنظر إلى حالة الاستقطاب الحاد التي تشهدها الولايات المتحدة، فربما لا غرابة في أن تساور الجمهوريين الشكوك بأن الإدارة التي يقودها الحزب الديمقراطي تخوض حربًا بالوكالة في أوكرانيا.
ونقلت المجلة عن مساعدين لأعضاء في الكونغرس قولهم: "إن هناك 3 عوامل من المرجح أن تؤثر على دعم أوكرانيا؛ أولها التركيبة التي سيكون عليها الكونغرس بعد انتخابات التجديد النصفي، فإذا استعاد الجمهوريون الأغلبية في أي من غرفتي الكونغرس، فإن السؤال هو أي فصيل في الحزب ستكون له اليد العليا؟.
أما العامل الثاني، فيتمثل في مدى استعداد الحلفاء لمواصلة دعمهم أوكرانيا في مواجهة روسيا. وعن ذلك يتساءل كونز: "كيف سيبلي شركاؤنا الأوروبيون؟"، مشيرًا إلى أن أوكرانيا بالنسبة لمعظم الأميركيين "تقع في النصف الآخر من العالم".
وتعلّق المجلة على ذلك بالقول: "إن الدول الأوروبية على مقربة من روسيا، ومن ثم فهي أكثر عرضة للتصعيد العسكري، وفقدان إمدادات الطاقة الروسية وتدفق اللاجئين".
ولعل الاعتبار الأكبر -حسب تقرير الإيكونوميست- يكمن في العامل الثالث المتمثل في التقدم في ساحات القتال. فإذا تمكن بايدن من إثبات أن أوكرانيا تحقق انتصارات "بدلًا من أن تغوص في مستنقع حرب أبدية أخرى، فسيكون من السهل حشد الدعم لها". لكن يبدو أننا -على الأرجح- إزاء صراع سيطول أمده، حسبما تعتقد المجلة في نبرة يغلب عليها التشاؤم.
ويمضي التقرير إلى التأكيد أن هدف بايدن من الحرب غير واضح، فقد توقفت إدارته عن الحديث بشأن مساعدة أوكرانيا لتحقيق النصر، بل تتحدث بدلًا من ذلك عن الحيلولة دون تعرضها للهزيمة.
ويرى البعض أن الحرب خاسرة، ويقولون: "إن على إدارة بايدن الإسراع في التوصل إلى اتفاق دبلوماسي، لكن مناصري أوكرانيا في الولايات المتحدة -من الديمقراطيين والجمهوريين- يرون أن على بايدن أن يسرع في كسب الحرب، بأن يمنح أوكرانيا مزيدًا من المساعدات العسكرية، وتقبل مزيد من المخاطر".