الخليج والعالم
الخارجية الإيرانية: إيران سترد بحزم على أي إجراء متهوّر للكيان الصهيوني
أكّدت الجمهورية الإسلامية الإيرانية أنها سترد بحزم وجدية على أي إجراء متهوّر من جانب العدو الصهيوني، لافتة إلى أن كيان الاحتلال الصهيوني -الذي ليس عضوًا في أي معاهدة لمنع انتشار أسلحة الدمار الشامل وينتهك القوانين الدولية- يعلق على أنشطة إيران النووية السلمية.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني اليوم الأربعاء في أول مؤتمر صحافي له بعد تسلمه منصبه: "مفارقة مريرة أن کیانًا ليس عضوًا في أي معاهدة لمنع انتشار أسلحة الدمار الشامل، وينتهك القوانين الدولية وحقوق الدول، يعلّق على أنشطة إيران النووية السلمية".
وإذ جدّد كنعاني التأكيد أن جميع أنشطة إيران النووية أنشطة سلمية تخضع لإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، دعا الدول الأعضاء في الأمم المتحدة والدول الأخرى الى متابعة الوضع النووي للكيان الصهيوني، محذرًا من أنّه "إذا ارتكب الكيان أي عمل غير قانوني ضدّ إيران، فإنّ المسؤولية تقع على عاتق الدول التي تدعمه".
وأكّد أنّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية سترد بحزم على أي إجراء متهوّر للكيان الصهيوني.
ولفت إلى أنّ طهران تحوّلت اليوم إلى العاصمة الدبلوماسية لدول المنطقة، معلنًا أننا في الأيام المقبلة سنشهد زيارات مهمة من رؤساء دول الجوار والمنطقة إلى إيران.
وقال: "إنّ نهج النظام الدبلوماسي الإيراني يعتمد على السياسات العامة للنظام وتوجيهات وأوامر آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي وكذلك السياسة الخارجية للحكومة الثالثة عشرة".
وردًا على ما ورد في المقال الأخير للرئيس الأميركي جو بايدن حول أهداف زيارته لمنطقة غرب آسيا، والذي نشرته صحيفة "واشنطن بوست"، قال كنعاني: "إذا اعتقد المسؤولون الأميركيون أن بإمكانهم تبرير تداعيات أعمالهم التخريبية في المنطقة من خلال كتابة مقالات في الصحف، فهم مخطئون".
ولفت إلى أن بایدن زعم في هذه المقالة أن أحد أهداف زيارته هو "مساعدة المنطقة على إرساء السلام والاستقرار فيها"، لكن نظرة سريعة إلى السياسة الخارجية الأميركية تظهر أن هذه التصريحات تتعارض مع سياسات هذا البلد.
وزعم بايدن في مقالته أن "إيران أصبحت معزولة حتى تعود إلى الاتفاق النووي لعام 2015"، وأن إدارته ستواصل "زيادة الضغط الدبلوماسي والاقتصادي حتى تعود إيران إلى الامتثال للاتفاق".
وحذّر المتحدث باسم الخارجية الإيرانية الإدارة الأميركية من اللجوء إلى أسلوب الإسقاط من خلال نشر مقال صحافي قائلًا: "لتعلم الولايات المتحدة أن انتهاج سياسة العنف في المنطقة ودعمها سيواجه رد فعل".
وأضاف: "على الإدارة الأميركية مراجعة سياستها الخارجية الإقليمية وتغيير سلوكها والتخلي عن سياسة دعم الكيان الصهيوني لأن وجود هذا الكيان سبب من أسباب انعدام الأمن في المنطقة".
وحول تصريحات وزير الخارجية الفرنسي عن مفاوضات فيينا، قال كنعاني: "إنّ موقف إيران من عملية المفاوضات الرامية إلى إلغاء الحظر واضح تمامًا وهو قائم على عملية التفاوض لحل الخلافات".
وأردف قائلًا: "إذا كانت النافذة الدبلوماسية ما زالت مفتوحة فهي بفضل مبادرات إيران الفاعلة والأطراف الأوروبية تعرف أن بقاء هذه النافذة مفتوحة يعود إلى السلوك المسؤول للجمهورية الإسلامية الإيرانية"، مضيفًا: "نحن ملتزمون بعملية التفاوض بشأن الاتفاق النووي بينما واشنطن تنصلت من التزاماتها وانسحبت من الاتفاق".
وحول ما أعلنته واشنطن وتأكيدها على ضرورة اتخاذ القرار من قبل إيران، قال كنعاني: "إن سياسة رمي الكرة في ملعب إيران لم يكن لها أي جدوى ولن تساعد الإدارة الأميركية في التوصل إلى الاتفاق".
وأكد كنعاني أنّ عملیة المفاوضات جارية سواء من خلال تبادل الرسائل بين وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، ومسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي "جوزيب بوريل"، أو من خلال تبادل هذه الرسائل بين مساعد وزير الخارجية الإيرانية للشؤون السياسية علي باقري كني ومنسق الاتحاد الأوروبي للمفاوضات "إنريكي مورا"، وسيتم الإعلان عن موعد ومكان المفاوضات قريبًا.
وبشأن التحذيرات الأمنية لوزارة الخارجية الفرنسية بشأن السفر إلى إيران، قال: "إن هذا السلوك له طابع سياسي، وتشير الإحصائيات إلى زيادة عدد السياح الأجانب إلى إيران، بما في ذلك من فرنسا، وسط أقل عدد من الحوادث الأمنية في البلاد".
وأضاف: "إنّ سياسة الرئيس الإيراني تقوم على أساس توفير الأرضية لزيادة السائحين الأجانب، وننصح الحكومة الفرنسية بالنظر في هذه القضايا باحترافية ومهنية".
وقال: "إنّ التحالفات الأمنية التي تتحدث عنها واشنطن لن تخدم مصالح المنطقة وأمنها"، داعيًا هذا البلد إلى التخلي عن المساعي الرامية الى تشكيل تحالف إقليمي واحترام سيادة دول المنطقة.
واضاف أن "إيران مستعدة لمد يد الصداقة لدول المنطقة بهدف تعزيز الأمن والاستقرار".
وردًا على تصريحات المسؤولين الأميركيين الأخيرة حول "بيع إيران منجزات تقنية حديثة الى روسيا" قال: أعلنت أمس الثلاثاء موقفي من هذا الأمر بشكل دقيق؛ أميركا تنوي خلق أزمات جديدة، والأفضل أن تنظر إلى نفسها وسياستها في المنطقة لأنها حولت المنطقة إلى مستودع أسلحة ولا تريد التخلي عن هذه السياسة".
وردًا على سؤال حول الوضع الأخير للدبلوماسي الإيراني أسد الله أسدي الذي اعتقل في أوروبا، قال: "إن متابعة الإفراج عن هذا الدبلوماسي الإيراني في أسرع وقت ممكن مطروح على أجندة وزارة الخارجية منذ بداية اعتقاله"، داعيًا السلطات البلجيكية إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عنه".
وأكد أن المحادثات جارية مع الحكومة البلجيكية، بشأن أسدي، معربًا عن الأمل في أن يتم الإفراج عن هذا الدبلوماسي بالجهود التي تبذلها الخارجية الإيرانية.
وفيما يخص زيارة بايدن للمنطقة، لفت كنعاني إلى أن "سياسة أميركا في منطقة غرب آسيا واضحة تمامًا وتعتمد على تثبيت الكيان الصهيوني فيها ومن المؤسف أننا شهدنا خلال العام أو العامين الأخيرين قيام بعض دول المنطقة بإقامة علاقات مع الكيان الصهيوني في حين أن وجود هذا الكيان لا يسهم في إرساء الأمن في المنطقة.
وبشأن المحادثات بين إيران ومصر، أوضح المتحدث باسم الخارجية الإيرانية أن هناك تواصلًا دبلوماسيًا مباشرًا بين البلدين وأن المحادثات الرسمية الدبلوماسية جعلتهما بغنى عن الوسيط، مؤكدًا أن البلدين شهدا تعاونًا بناء خلال السنوات الماضية.
وحول العلاقات بين إيران والسعودية قال كنعاني: "ان المحادثات بين البلدين كانت ايجابية والتأجيل في عقد الجولة الجديدة منها يعود إلى العمل على اتخاذ خطوات ملموسة في الجولة القادمة".
وتطرق كنعاني إلى زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المرتقبة لطهران الاسبوع المقبل، وقال: "هناك علاقات طيبة للغاية بين إيران وروسيا وكذلك بين إيران وتركيا وإن الدول الثلاث عاقدة العزم على الارتقاء بمستوى التعاون المشترك وسنشهد حدثًا إيجابيًا في الأيام المقبلة".
وحول زيارة وفود مختلفة لروسيا، أوضح كنعاني أن "العلاقات بين إيران وروسيا متنوعة جدًا وهي في طريقها نحو الأمام وأن البلدين يعملان على توطيد العلاقات بينهما في مختلف المجالات كما أنهما حريصان على الارتقاء بمستوى العلاقات التجارية والاقتصادية المشتركة بما فيها التعاون المصرفي خدمة لمصالح البلدين".
وحول القضايا بين تركيا وسوريا أوضح كنعاني أن "إيران ترحب بالآلية السياسية بين تركيا وسوريا وقدمت توصيات لكلا الجانبين".