الخليج والعالم
"الناتو العربي".. لمواجهة محور المقاومة
لا شكّ أن زيارة الرئيس الأميركي جو يايدن المرتقبة إلى السعودية تحمل دلالات عدَّة، من أهمها التطبيع مع الكيان الإسرائيلي، وأهداف أخرى يسعى الفريقان من خلالها إلى ضرب محور المقاومة، وآخرها تشكيل ما يسمى بـحلف "الناتو العربي".
وتعقيبًا على هذه الزيارة، أكد الحرس الثوري الإيراني، أن التحالف الجديد الذي تسعى الإدارة الأميركية لتشكيله تحت مسمى "الناتو العربي"، "لن يكون فعالًا ضد جبهة المقاومة وإيران"، لافتًا إلى أن كل التحالفات السابقة فشلت، ومؤكدًا أن المقاومة اليوم أقوى، و ستبقى أقوى من السابق.
وفي السياق، علق مساعد القائد العام لحرس الثورة الإسلامية للشؤون السياسية، العميد يد الله جواني، على زيارة الرئيس الأميركي، بالقول: "هناك تكهنات في الإعلام حول أهداف ونتائج رحلة الرئيس الأميركي إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، ثم إلى السعودية. وأيضًا في الأوساط السياسية، هناك تكهنات تشمل مقاربة الحكومة الديمقراطية الأميركية للسعوديين، من أجل تشجيعهم على زيادة صادرات النفط، بسبب أزمة الطاقة التي نشأت في الغرب اليوم، وأيضًا هناك محاولة لتسريع مشروع تطبيع العلاقات بين الحكومات العربية والكيان الصهيوني، وخاصة إقامة العلاقة بين الحكومة السعودية والصهاينة".
وأضاف العميد جواني: "بالطبع هناك حديث عن هدف آخر، وهو إمكانية تشكيل حلف "ناتو عربي" للتعامل مع جبهة المقاومة والجمهورية الإسلامية الإيرانية، لذلك، في ما يتعلق بإمكانية تشكيل الناتو العربي، يتم اقتراح سيناريوهات مختلفة، ولكن بغض النظر عن أي من هذه السيناريوهات يتحقق، فهناك حقائق في هذا الصدد يمكن استخدامها للتنبؤ بمستقبل مثل هذا التحالف".
وتابع: "الواقع الأول هو سجل حافل بهزائم أميركا والكيان الصهيوني والسعودية في السنوات الأخيرة على يد جبهة المقاومة، وموقفهم السلبي ضد جبهة المقاومة. الواقع الثاني هو الفكر والروح والخطاب الذي يحكم جبهة المقاومة. جبهة تمر بعملية تطوير القوة ضد أميركا و"إسرائيل" والسعوديين، وهذه حقيقة تمّ أخذها بعين الاعتبار في رسالة المرشد الإيراني للحج، هذا العام".
وأضاف مساعد الشؤون السياسية في الحرس الثوري الإيراني: "لكن الواقع الثالث يعود إلى بناء التحالف ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية وجبهة المقاومة في السنوات الأخيرة ونتائجها. عندما كانت الولايات المتحدة والكيان الصهيوني والسعودية في أوج قوتهم، لم تؤدِّ تحالفاتهم بوجه جبهة المقاومة والجمهورية الإسلامية الى شيء، إلا إلى الفشل. على سبيل المثال، لقد مضى أكثر من 40 عامًا على إنشاء مجلس التعاون الخليجي. مجلس ــ باستثناء الاسم والضجيج الإعلامي ــ لم يخلق عقبات كبيرة في الواقع".
وأوضح العميد جواني قائلًا: "مثال آخر هو التحالف الذي شكلته الإمارات والسعودية بمساعدة عشرات الدول الأخرى ضد الشعب اليمني المظلوم، لكن النتيجة لم تكن سوى هزيمة مشينة، وهي فضيحة كبرى بالنسبة لهم. المثال الثالث لهذه الائتلافات هو التحالف الذي أنشأته الولايات المتحدة والسعودية مع النظام الصهيوني وبعض الدول الأوروبية ومنطقة من حوالى 100 دولة، لهدف محدد هو إسقاط الحكومة السورية وتدميرها، وجبهة المقاومة. وعلى الرغم من حقيقة أنهم أنفقوا خلال هذه السنوات عدة تريليونات من الدولارات حتى تتمكن جبهة التحالف المذكورة من خلق اتجاهات جديدة في المنطقة، ومن خلال ذلك إخراج جبهة المقاومة وإيران من المشهد، لكن الجميع رأى أنهم عانوا من هزيمة ثقيلة. والمقاومة اليوم أقوى وستستمر أقوى من السابق".
وأكمل العميد جواني: "لذلك من السهل التنبؤ بمستقبل التحالف العربي المحتمل وحلف شمال الأطلسي العربي، مع الأخذ في الاعتبار التحالفات السابقة للحكومات الثلاث المذكورة. سيكون التحالف الجديد ائتلافًا ضعيفًا وغير فعال ضدّ جبهة المقاومة والجمهورية الإسلامية الإيرانية. والوقائع تشير إلى انسحاب الولايات المتحدة من المنطقة وتدمير النظام الصهيوني وحلفائه في المنطقة، ولا يوجد عامل آخر يمكن أن يغير هذه الوقائع".