معركة أولي البأس

 

الخليج والعالم

20 من علماء القطيف والأحساء خلف القضبان السعودية
29/06/2022

20 من علماء القطيف والأحساء خلف القضبان السعودية

دون أي مبررات ولا أي محاذير أو خصوصية تجاه رجال الدين، تدأب قوات الأمن السعودية على محاصرتهم والتضييق على دورهم الإرشادي والمجتمعي وصولًا إلى الاعتقال وكيل الاتهامات الجائرة ومن ثم الحكم بالإعدام.

ينطلق النظام السعودي في مقاربته استهداف العلماء الشيعة من مبدأ التصويب على الفكر المتبنى من قبلهم وشيطنته درءًا لمخاطر التعاطف المجتمعي وزيادة منسوب التعاضد والالتفاف حولهم، ويعيدنا الحديث تلقائيًا إلى الحالة التي جسّدها الشهيد الشيخ نمر باقر النمر بين مريديه.

وقد ارتفع عدد الأرقام المسجلة في السجون "السعودية" لجهة علماء القطيف والأحساء مع اعتقال الشيخ عبد المجيد بن حجي الأحمد، يوم الجمعة (24 حزيران/يونيو)، ليبلغ الـ20، والشيخ الأحمد من سكان الأحساء وأحد أساتذة الحوزة العلمية فيها، حيث تم اقتحام منزله ومصادرة هواتفه وجهاز الحاسب الآلي الخاص به.

وفي هذا السياق، نذكر أسماء العلماء المعتقلين:

1. الشيخ عبد الجليل العيثان
2. الشيخ حسن آل زايد
3. الشيخ حسين الراضي
 4. الشيخ بدر آل طالب
5. الشيخ محمد حسن الحبيب
6. السيد جعفر العلوي
7. الشيخ حبيب الخباز
8. الشيخ محمد زين الدين
9. الشيخ سمير الهلال
10. الشيخ عبّاس المازني
11. الشيخ فتحي الجنوبي
12. الشيخ عبد اللطيف الناصر
13. الشيخ عبّاس السعيد
14. السيد خضر العوامي
15. السيّد هاشم الشخص
16. الشيخ فاضل هلال آل جميع
17. الشيخ علي الماء
18. السيد محمد رضا السلمان
19. الشيخ مجتبى النمر
20.الشيخ عبد المجيد الأحمد

وفي وقت سابق، بدأت محاكمة الشيخ عباس السعيد، شقيق نائب رئيس "المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان" عادل السعيد، والسيد خضر العوامي في المحكمة الجزائية المتخصّصة، وذلك على خلفية تهم تتعلق بآراء سلمية كانا قد عبّرا عنها في فترة ما سمي بـ"الربيع العربي".

وقد أشار عادل السعيد في تغريدة على حسابه على "تويتر" إلى أن "عملية الاعتقال تمت عبر مداهمة منزل المذكورين (الشيخ عباس والسيد خضر) في 11 تشرين الثاني/نوفمبر 2020".

وفي 6 حزيران/يونيو 2021، اعتقلت القوات العسكرية السعودية من مطار الدمام، الشيخ مجتبى النمر دون أي مبرر قانوني أو توضيح الأسباب التي استدعت اعتقاله وتغييبه، إذ جرى احتجازه في صيغة تعسفية انتقامية تحكي نهج السلطة في الممارسات القمعية، خصوصا أن الاعتقال تم خلال عودته من مدينة قم المقدسة عبر الخطوط الجوية القطرية.

وكانت مصادر قد كشفت عن سماح السلطات السعودية للشيخ النمر، في اليوم الثالث من اعتقاله، بإجراء مكالمة هاتفية مع عائلته لم تتجاوز مدتها الدقيقتين فقط، في انتهاك صارخ للحقوق المكفولة في القوانين والشرعات التي تكفل حق المعتقل بالتواصل مع أسرته وإخبارها بمكان وظروف احتجازه، غير أن النظام السعودي يسلب المواطنين أبسط حقوقهم الأساسية المشروعة.

الشيخ النمر والد لـ4 أبناء وحاصل على شهادة الدكتوراة في الفلسفة، ويؤدي دورًا تربويًا تعليميًا، ويعد أحد طلاب وأساتذة الحوزة العلمية في قم المقدسة، وعرف بدوره العلمي والديني والتعليمي حيث ينحصر نشاطه في سياقات العلم والتدريس، بعيداً كل البعد عن النشاط السياسي.

ويثبت اعتقال الشيخ النمر استهداف عائلته بشكل متواصل ومنذ عقود، فالشيخ مجتبى النمر ابن الشيخ عبد الله النمر رجل الدين والعلم، وابن شقيق الشيخ عبد المحسن النمر، ومنذ عقود باتت العائلة هدفًا لتغول وبطش الأجهزة الأمنية السعودية.

أما الشيخ عبد اللطيف الناصر، فبعد توقيفه لأكثر من عامين، حكمت محكمة الإرهاب السعودية عليه بالسجن 8 سنوات، وهو من أهالي منطقة الأحساء، وسكان الدمام، وقد اعتقلته السلطات بشكل تعسفي في أثناء عبوره على جسر البحرين للسفر مع عائلته في حزيران/ يونيو 2019.

ونقل شاهد عيان أن السلطات السعودية عند اعتقال الشيخ الناصر، عمدت إلى احتجازه وعائلته لساعات طويلة وأقدمت على مصادرة جوالاتهم الخاصة، مضيفًا أنه تم إطلاق سراح عائلته بعد ساعتين فيما بقي الشيخ الناصر محتجزًا لديهم.

ولفت الشاهد إلى أن "السلطات أحالت الشيخ الناصر إلى مباحث الخبر"، لتنقطع على اثر ذلك أخباره، دون أن يعرف ما هي التهم الموجّهة إليه كما أنه لم يخضع لمحاكمات عادلة.

الشيخ فتحي الجنوبي ضحية جديدة للاعتقالات التعسفية التي تمارسها السلطات السعودية تجاه رجال الدين الشيعة،  وهو أستاذ في الحوزة وله العديد من المؤلفات والخطب والنشاطات الاجتماعية، الداعمة للفقراء أو إصلاح ذات البين.

تعرّض الشيخ الجنوبي للإخفاء القسري في مطلع شهر تشرين الأول/أكتوبر 2021، ومصيره لا يزال مجهولاً حتى الآن. واختطف الشيخ من خلال عناصر مسلّحة وملثّمين من جزيرة تاروت في القطيف، وكانت العناصر تستقل سيارات مدنية تؤازرها عناصر مسلّحة وملثّمة وصلت منزل الشيخ وقاموا باختطافه من منزله.

عائلة الشيخ الجنوبي حاولت في الأسبوع الأول من اختطافه معرفة مكان سجنه لكنها لم تتمكن من ذلك، كما أنه لم يتصل بأهله منذ اختطافه وهو نهج السلطة في ممارسة سياسة الإخفاء القسري والاعتقال التعسفي.

الاعتقال التعسفي الطائفي هو شكل من أشكال الاستهداف الممنهج للعلماء ورجال الدين وعموم أبناء القطيف والأحساء، الذين يكابدون من الإمعان الرسمي في حرمانهم من حقوقهم المشروعة ويسلط عليهم سياط الانتقام والاستهداف، ويعمد إلى تغييبهم خلف القضبان.

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم

خبر عاجل