الخليج والعالم
كاتبان أميركيان: احتمالات هزيمة كييف تتزايد
قالت النائبة الأميركية السابقة عن الحزب الديمقراطي تولسي جابرد والجنرال الأميركي المتقاعد دانيال ديفيس في مقالة نُشرت بمجلة "فورين بولسي" إن الحقائق الميدانية في أوكرانيا تفيد أن احتمالات هزيمة كييف تتزايد كلما سعت الأخيرة إلى تحقيق النصر العسكري.
وشدد الكاتبان على ضرورة أن تغير الولايات المتحدة سياستها كي تنسجم مع هذا الواقع، بما تقتضيه المصالح الأميركية.
وأضاف الكاتبان أن السلاح الذي يُرسل إلى أوكرانيا يحتاج إلى نظام لوجستي مكثف ومعقد، ولفتوا إلى أن أوكرانيا تفتقد إلى هكذا نظام في الوقت الحالي.
وتابع الكاتبان أن القوات الروسية تكثف عمليات القصف ضد القوات الأوكرانية منذ أن غيرت روسيا بتكتيكاتها، بحيث أصبحت تضع أولوية على القوة النارية، اذ تطلق موسكو ٧٠،٠٠٠ قذيفة كل يوم إلى جانب إطلاق عدد كبير من الصواريخ. وأردفا أن القوات الروسية تنفذ ما يصل إلى ٣٠٠ طلعة جوية في اليوم.
وعن القوات الأوكرانية، فقد أشار الكاتبان إلى أن عدد القذائف التي تطلقها هو أقل بنسبة عشرة أضعاف مقارنة مع القوات الروسية، وإلى أن عدد الطلعات الجوية للقوات الأوكرانية يتراوح ما بين ثلاثة وخمسة في اليوم فقط. واعتبر الكاتبان أن هذا التفاوت في القوة النارية يوقع إصابات في صفوف القوات الأوكرانية، لذلك لن تستطيع الأخيرة الصمود.
كما تحدثا عن تدمير عدد كبير من المعدات العسكرية التي كانت تملكها كييف قبل الحرب، وعن استنزاف مخزون أنواع مختلفة من الذخيرة لدى القوات الأوكرانية.
ورأى الكاتبان أن سياسات كييف وواشنطن تتجاهل هذه الحقائق، معتبرين في الوقت نفسه أن تغيير السياسة الأميركية الحالية سيعطي فرصة من أجل انقاذ الأرواح لدى الاوكرانيين ومنع المزيد من الخسائر الميدانية.
وأكد الكاتبان ضرورة أن تضع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أولوية للعمل الدبلوماسي ومساعدة كييف على إيجاد حل تفاوضي للحرب، مشددين على أن المصلحة الأميركية تقتضي منع تصعيد الحرب أو توسعها إلى خارج أوكرانيا. كذلك أكدا ضرورة السعي لمنع حدوث مواجهة أميركية روسيا أو اطلسية روسية مباشرة بسبب التداعيات العالمية الناتجة عن حرب نووية، معتبرين أن خطر اندلاع حرب عالمية هو في أعلى مستوياته منذ ازمة صواريخ كوبا.
وشدد الكاتبان على أن مصلحة كل من أوكرانيا وأوروبا والولايات المتحدة والعالم تقتضي انهاء الحرب، وعلى أن المرحلة الحالية تتطلب من الغرب عمومًا والولايات المتحدة خصوصًا أن تبني سياسات قائمة على الحقائق الميدانية وليس على اهداف لا يمكن تحقيقها.