الخليج والعالم
بسبب أوكرانيا.. إدارة بايدن تواجه "كارثة مزدوجة"
نشر موقع "آسيا تايمز" في هونغ كونغ مقالة للكاتب والخبير الاقتصادي الأميركي دايفيد غولدمان قال فيها: "إنّ إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تواجه "كارثة مزدوجة" بعدما "أخطأت في الحسابات في أوكرانيا"، وهي الركود الاقتصادي و"اذلال استراتيجي ثان" في غضون عام واحد.
واعتبر غولدمان أنّه من شبه المؤكد أنّ الاقتصاد الأميركي دخل حالة ركود، مشيرًا إلى التضخم الاقتصادي الناتج عن أسعار النفط وإلى أنّ ذلك قلّص من قيمة أجور العمال بنسبة حوالى ٦٪ كمعدل سنوي.
وفيما يتعلّق بروسيا، لفت الكاتب إلى دراسة فنلندية كشفت أن موسكو حقّقت أرباحًا قياسية من صادرات الطاقة خلال الأيام المئة الأولى من الحرب والتي بلغت قيمتها ٩٣ مليار يورو، كما أشار إلى ما يقال عن أنّ الصين والهند تشتريان النفط بسعر مخفض يتراوح ما بين ٣٠$ و٤٠$ مقابل البرميل الواحد، منبهًا إلى أنّ هذين البلدين رفضا الانضمام إلى حملة العقوبات ضد روسيا التي تشنها مجموعة الدول السبع الكبرى، وفي نفس الوقت لفت إلى أنّ المستهلكين الأميركيين والأوروبيين يدفعون السعر الكامل.
كذلك تحدّث غولدمان عن انخفاض الناتج المحلي الإجمالي في الولايات المتحدة بنسبة ١.٩٪ سنويًا، محذرًا في الوقت نفسه من خطر الكارثة المالية في دول مجموعة السبع التي تعد أضعف نسبيًا على الصعيد الاقتصادي.
وفي السياق عينه، نبّه إلى تراجع قيمة عملة الين اليابانية وتراكم الدين في إيطاليا، مشيرًا في نفس الإطار إلى اجتماع طارئ عقده المصرف المركزي الأوروبي في منتصف شهر حزيران/يونيو الجاري من أجل بحث موضوع التدهور الاقتصادي في بعض الدول الأعضاء، لافتًا إلى أنّ الاجتماع تعهّد باتخاذ تدابير لم تحدّد من أجل "منع تفتت الاتحاد الأوروبي".
وتابع الكاتب أنّ "إدارة بايدن استخفت بمدى مرونة الاقتصاد الروسي وبقدرات الجيش الروسي"، مضيفًا أن "النزول من أعلى الشجرة لن يكون سهلًا للبيت الأبيض بل قد يكون مستحيلًا، لافتًا إلى أنّ بايدن كان قد وصف نظيره الروسي فلاديمير بوتين بمجرم الحرب وشدّد على أنه لا يمكن السماح ببقائه في الحكم. كما ذكّر بما كان قاله بايدن عن تراجع حجم الاقتصاد الروسي بنسبة ٥٠٪ نتيجة العقوبات الأميركية.
وعقب ذلك، قال الكاتب: "إن السبيل الحقيقي الوحيد لإنهاء الحرب في أوكرانيا هو من خلال تقديم تنازلات ميدانية حقيقية لروسيا، لكنه أردف أنّ ذلك سيشكل اذلالًا لواشنطن".
غولدن اعتبر في نفس الوقت أنّ "الحل التفاوضي في أوكرانيا ليس مستحيلًا"، حيث قال إنّ بإمكان واشنطن أن تقدم نفسها على أنها مناصر لسيادة أوكرانيا وفي نفس الوقت أن تشجع القادة الأوروبيين على السعي من أجل إجبار أوكرانيا على الدخول في المفاوضات مع موسكو.
وأشار الكاتب إلى تصريح لمستشار البنتاغون للشؤون السياسية "كولن كاهل" والذي اعتبر أنه يصب في هذا الاتجاه، موضحًا أنّ الأخير كان صرّح بأن واشنطن لن تملي على أوكرانيا قواعد التفاوض وأن هذا القرار يعود إلى الأوكرانيين أنفسهم.
وأضاف الكاتب أنّ التصريح هذا لا يمنع حكومات أخرى من تقديم عروض "لا يمكن رفضها" للرئيس الأوكراني "فلاديمير زيلينسكي"، مشيرًا في هذا السياق إلى ما قاله مستشار "زيلينسكي" المدعو "أوليكسي آريستوفيش" في مقابلة مع صحيفة ألمانية قبل أيام قليلة عن أن قادة ألمانيا وفرنسا وإيطاليا قد يحملون مثل هذه الرسالة خلال زيارتهم كييف.
غولدمان أشار أيضًا إلى ما كانت نشرته صحيفة ألمانية عن شكوك بدأت في كييف حيال مدى التضامن الغربي معها، وعن تصريح لأمين عام حلف "الناتو" جِنز ستولتينبيرغ يشير إلى تغير في الموقف.
وأوضح أن التصريح المقصود هو ما قاله "ستولتينبيرغ" بتاريخ الثاني عشر من حزيران/يونيو الجاري حيث قال إنّ السؤال المطروح هو الثمن الذي سيدفع مقابل السلام وإن السؤال هذا يشكل معضلة أخلاقية صعبة للغاية.
وتابع الكاتب أنّ رغبة بايدن بالبقاء في السلطة قد تحتل أولوية على المواقف "الأيديولوجية" (المعادية لروسيا) لدى وزير خارجيته "أنتوني بلينكن" ومستشارة الخارجية "فيكتوريا نولاند".
وفي الختام، قال غولدمان: "إنه ليس واضحاً ما الذي ستقدم عليه إدارة بايدن في ظلّ هذه "الكارثة المزدوجة""، لكنّه شدّد على أنّ "الخيار واضح وهو إما الركود الاقتصادي العالمي أو النزول من أعلى الشجرة".