الخليج والعالم
الحكومة السورية تمد يدها لفلاحي الحسكة والاحتلال يُعرقل
دمشق ـ محمد عيد
يعاني فلاحو منطقة الجزيرة السورية من عراقيل تواجه عملية تسويق محصولهم من الحبوب والقمح، وذلك منذ أن وضع المحتل الأمريكي موطئ قدم له في شمال شرق سورية وأفسح لميليشيات "قسد" السيطرة على موارد المنطقة من نفط وقمح.
ما يعاني منه الفلاحون يأتي تزامنا مع مساعي تقودها الحكومة السورية للحصول على القمح من الفلاحين الراغبين في نقل محصولهم إلى المراكز الحكومية المخصصة لذلك، على الرغم من استشراس "قسد" ومن ورائها المحتل الأمريكي في مساعيهما للحيلولة دون ذلك .
الحكومة تدعم الفلاحين
وفي هذا السياق، تحدث محافظ الحسكة غسان خليل خلال جولة له على مراكز تسويق الحبوب ومراقبته للأفران في المدينة لموقع "العهد الإخباري" عن موسم تسويق القمح في شمال شرق سورية لهذا العام، مؤكدًا أن الدولة سعت جهدها ورغم كل المعوقات والظروف القاهرة لتقديم الدعم للفلاحين من حيث توفير الأكياس وكل ما يمكنها فعله والحرص على شراء القمح منهم بسعر جيد".
وأسف خليل أن "هناك بعض القضايا الخارجة عن السيطرة"، مؤكدًا "حرص الدولة السورية على دعم الفلاحين وتنفيذ متطلباتهم وفق ما تستطيع"، وذكّر بأن "المصرف الزراعي قدم للفلاح الأموال والقروض، وهو (اي المصرف) ينتظر تحصيل أمواله للعام القادم إن لم يكن هذا الموسم جيدا، بالإضافة إلى توفير السماد الازوتي"، وأشار إلى أنه "بسبب هذه الظروف تعرقلت هذه العملية".
بدوره، أكد مدير فرع مؤسسة "السورية للحبوب" في القامشلي عبد الله عبد الله لـ"العهد" أن "المؤسسة بدأت عملية استقبال محصول القمح لموسم 2022 للفلاحين على مستوى محافظة الحسكة، بافتتاح ثلاثة مراكز لاستقبال المحصول"، مشيرًا إلى "التسهيلات المقدّمة من الحكومة للفلاحين من أجل تسويق الأقماح، إذ تمّ توزيع أكياس الخيش الجديدة بسعر 6 آلاف ليرة للكيس الواحد، والمستعمل بسعر 3 آلاف، كما سيتم إعادة ثمن الأكياس للفلاح بعد عملية الاستلام بالإضافة إلى دفع قيمة نقل المحصول للوصول إلى مراكز المؤسّسة".
وحول الكميات المقدرة لشراء الحبوب هذا العام، أوضح عبد الله "أننا لا نستطيع أن نحددها بشكل دقيق كون الوضع الأمني ضاغطا على منطقتنا، باعتبار أن كثيرا من الأراضي الزراعيه خارجة عن سيطرة الجيش العربي السوري، ولكن الآن تسير عملية التسويق بسلاسة ونحن نقدم كافة التسهيلات للأخوة الفلاحين"، وشدد على حرص المؤسسة على أن تقدم أجود أنواع الطحين فضلاً عن خروج رغيف الخبز للمواطنين بأفضل حال".
من جهته، قال رئيس اتحاد الفلاحين في الحسكة عبد الحميد كركو لـ"العهد" إن "الفلاحين في المدينة وبيقية مناطق الجزيرة السورية يعانون الأمرين من وجود الأمريكي ومن يدور في فلكه، فهم يمنعون الإخوة المواطنين من نقل المحصول إلى مراكز الدولة لأنه ليس لنا مرجعية سوى الدولة".
هكذا يتصرف المحتل وأدواته
وعلى مدى سنوات الحرب كان محصول الحبوب وخصوصًا القمح الاستراتيجي، نصب أعين قوات الاحتلال الأمريكي ومعه ميليشيا "قسد"، من أجل إشهار سلاح الجوع في وجه المواطنين السوريين والضغط على دمشق بغية تحصيل تنازلات سياسية .
وكانت الآلية المتبعة على مدى هذه السنوات، تكمن في ممارسة الإرهاب على الفلاحين السوريين بقصد إجبارهم على عدم تسليم محصولهم للدولة السورية .
ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل بادر المحتل الأمريكي عبر أدواته إلى إشعال الحرائق في حقول القمح بشكل مدروس وممنهج كما حصل في عامي 2019 و2020 قبل أن يقدم نفسه كمخلص للفلاحين من ضائقتهم الاقتصادية من خلال منحهم "وبشكل مجاني" بذورا مسمومة، دخلت بشكل غير شرعي وتسببت بإحداث أضرار في التربة لا يمكن تجاوز آثارها لسنوات لاحقة.
وبات إخراج قوات الاحتلال الأمريكي لأرتال محملة بالقمح السوري المسروق من معبر الوليد غير الشرعي باتجاه الأراضي العراقية، مشهدًا يوميًا يراه أبناء المنطقة بأم أعينهم دون أن يكونوا قادرين على فعل شيء .
ويتصدّر القمح قائمة السلع التي تستوردها دمشق بغية إطعام الشعب السوري، الأمر الذي ينهك الاقتصاد السوري ويستنزف الكثير من العملات الأجنبية من خزينة الدولة السورية.