الخليج والعالم
الأزمة الأوكرانية ترخي بثقلها على إقتصاد ألمانيا
القت العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا بثقلها على كاهل العالم، إذ بدأت العقوبات الغربية المفروضة على روسيا تؤتي ثمارًا عكسية وخاصة على الدول الأوروبية ومنها ألمانيا التي بدأت تعاني من آثار هذه العقوبات ومن الرد الروسي عليها، إذ سجل معدل التضخم السنوي في ألمانيا خلال شهر أيار/ مايو الحالي 7.9٪، وهو أعلى مستوى له منذ ما يقرب من نصف قرن، وفقًا لبيانات صادرة عن المكتب الفدرالي للإحصاء.
وأفاد المكتب بأن التضخم على أساس سنوي قفز من 7.4٪ في نيسان/ أبريل، مع ارتفاع أسعار الطاقة بنسبة 38.3٪ مقارنة بشهر أيار/ مايو من العام الماضي، كما ارتفعت أسعار المواد الغذائية بنسبة 11.1٪، مشيرًا إلى أنه أعلى معدل يسجل للتضخم منذ شتاء 1973-1974، عندما أدّت أزمة النفط أيضًا إلى ارتفاع الأسعار.
وأوضح أنه على أساس شهري، ارتفعت الأسعار 0.9٪ في أيار/ مايو، مبينًا أن أرباح الناس في ألمانيا انخفضت بنسبة 1.8٪ بالقيمة الحقيقية في الربع الأول من هذا العام مقارنة بالعام السابق نتيجة للتضخم، الذي عوّض أكثر من زيادة اسمية بنسبة 4٪.
وقال وزير المالية كريستيان ليندنر في تصريحات قبل وقت قصير من الإعلان عن أحدث أرقام التضخم: إن "الأولوية القصوى يجب أن تكون محاربة التضخم"، مضيفًا أن "التضخم خطر اقتصادي هائل ويجب علينا محاربته حتى لا تنشأ عنه أزمة اقتصادية، وحتى لا تتطور هذه الأزمة وتصبح دوامة تغذي من خلالها التضخم نفسه".
وكان المستشار الألماني أولاف شولتس، أقرّ في كلمة له خلال حفل افتتاح معرض هانوفر الصناعي الدولي أمس، بأن العقوبات الغربية التي تمّ فرضها على روسيا يترتب عليها تكاليف وتبعات تضرّ بالاقتصاد الألماني.
وأكد شولتس، في كلمته أن العقوبات تضرّ بالقيادة الروسية والاقتصاد الروسي، وهي في الوقت نفسه تضرّنا نحن وشركاءنا في أوروبا.
وأضاف: "أمر جيد أن الشركات تدعم هذه الخطوات (العقوبات)، وأعلم أن هذا يعود عليها بخسائر اقتصادية، ولكن نحن نحاول منع حدوث المزيد من الأضرار الجسيمة من خلال القروض وخفض الرسوم وحزم المساعدات".
وتابع المستشار الألماني: "بالرغم من ذلك، سيبقى هناك تكاليف، لكنني أقول أيضًا إن هذه التكاليف أقلّ بكثير من السعر الذي يتعين علينا جميعًا دفعه إذا نجح (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين".
وإذ شدد شولتس على أن "الهدف الرئيسي للحكومة الألمانية هو إنهاء الصراع في أوكرانيا في أقرب وقت ممكن". أعلن أن ألمانيا تورد الأسلحة "لأول مرة في منطقة صراع كهذه". معتبرًا أن تحقيق السيادة على واردات الطاقة "مسألة تتعلق بالأمن القومي".