الخليج والعالم
البحرين تنتقم من المعتقلين السياسيين بالتعذيب والتنكيل
بعد أن وصلت الأوضاع الانسانية والحقوقية في السجون البحرينية إلى حالة معدومة ويُرثى لها، قرّر عدد من المعتقلين السياسيين في سجن جو الإضراب عن الطعام، مُطالبين في الوقت نفسه بالإفراج عن المعتقل محمد الساري.
وقد تداول مغردون ونشطاء بحرينيون فيديو صادمًا لسوء معاملة وامتهان كرامة معتقلي رأي في سجون النظام الخليفي.
كما أكد المغردون أن هذا المشهد للسجناء يخلو من الإنسانية، وفيه إذلال لكرامتهم ولا يتماشى مع قانون السجون في البحرين أو في القانون الدولي الإنساني.
ويأتي ذلك فيما تتكرر شكاوى السجناء السياسيين، من سرقة نقودهم التي يستعينون بها على شراء الطعام وباقات الاتصال، من قبل شرطة السجن، وسط تخاذل من وزارة الداخلية في حماية حقوقهم.
وبثّ نشطاء تسجيلًا لاتصال هاتفي لسجين الرأي محمد باقر عادل آدم، الذي شرح بالتفصيل كيف تمت سرقة نقوده من قبل أحد عناصر الشرطة.
وأوضح السجين أن بطاقته المصرفية التي يستخدمها لشراء باقات الاتصال أعيدت إليه بعد أن اختفى منها مبلغ 47 دينارًا على دفعتين 40 دينارًا وأخرى 7 دنانير.
وقدّم السجين شكواه لإدارة السجن إلا أنها أهملت ذلك، ولم تقدم له أيّ توضيح عن الأمر وفي الكشف عن المرتزق على استعمال البطاقة وإفراغ ما فيها من نقود.
ويُعاني السجناء السياسيون من المعاملة السيئة التي يواجههم بها عناصر شرطة من جنسيات مختلفة تم توظيفهم في وزارة الداخلية، كما قدّم السجناء شكاوى عديدة حول منعهم من ممارسة الشعائر الدينية.
وكانت السلطات قد اعتقلت محمد باقر عادل آدم في العام 2017 على خلفية آرائه السياسية ونشاطه السلمي.
في سياق متصل، قال معتقل الرأي حسين السهلاوي إنه يعاني من سياسة الإهمال الطبي والحرمان من العلاج في سجن جو سيئ الصيت.
وفي تسجيل صوتي له، ذكر السهلاوي أنّه تقدم بثلاث إفادات لتوضيح ما يتعرض له، وطلب لقاء المدير للنظر في حالته الصحية ولكن لم يتم الاهتمام بشكواه.
وأوضح أنّه بعد إصابته بفيروس "كورونا" في 18 شباط/فبراير الماضي، تعرض لالتهاب في الجيوب والرئة والصدر مما أدى إلى صعوبة في التنفس، مؤكدًا أنّه أوشك على الموت خمس مرات.
ووصف السهلاوي عيادة السجن بأنها "شكل بلا مضمون وهي واجهة إعلامية تخفي من ورائها عالمًا من المعذبين"، ووصفه بأنّه مثال على سياسة الموت البطيء الناتجة عن الإهمال الطبي "الذي أدى إلى استشهاد الكثيرين أو الابتلاء بأمراض خطيرة".
والجدير بالذكر أنَّ السهلاوي وعائلته قاموا بتوجيه أكثر من نداء يطالبون فيه بتوفير العلاج لمشاكل صحية خطيرة يعاني منها، لكن السلطات تعتمد منهج التجاهل مع شكاوى السجناء وعوائلهم.
تعرض نزلاء سجن جو للضرب المبرح
وفي سياق غير بعيد، وردت أنباء عن تعرض نزلاء مبنى 21 بسجن جو المركزي للضرب المبرح من قبل حراس السجن بسبب ممارستهم الشعائر الدينية.
جاء ذلك في رسالة من والد السجين محمد فؤاد الاسكافي الذي طالب بحماية حياة ابنه الذي تعرض للضرب، وتمّ نقله لجهة مجهولة وانقطع عن الاتصال.
من جهتها، أفادت والدة محمد عبد الامیر أن وضعه الصحي ما زال سيّئًا جدًا وهناك خشية من خسارته، مُطالبة بالإفراج عنه وتمكينه من العلاج تحت اشراف طبي متخصص، كما ذكّرت بأنها تقدمت بطلب للأحكام البديلة ولم تحصل على رد.
أما السجين "السيد محمود" الذي كان يخضع للعلاج بمستشفى الطب النفسي لمدة سنة فاستطاع الخروج من المستشفى لمنزل جده بسبب إهماله صحيًا، غير أن العناصر الأمنية وبدل أن تحاسب عناصرها كونها مسؤولة عن حياة مريض يقع تحت قبضتها، اعتقلت افراد عائلته.
كذلك تشكو والدة السجين السياسي حسن عبد الله حبيب مريض السكلر الحاد من عدم إمكانية زيارة ابنها الذي نقل للمستشفى السلمانية، حيث خضع لاستئصال غدة في الرئة، أصيب بها اثناء وجوده في السجن.
كذلك يقبع في سجن جو الناشط والأكاديمي المسجون منذ سنة 2011 والمضرب عن الطعام منذ 8 تموز/يوليو 2021 الدكتور عبد الجليل السنكيس.