الخليج والعالم
كيف يبدو المشهد بعد مرور 85 يومًا على العملية الروسية في أوكرانيا؟
تواصل القوات الروسية استهداف مواقع البنية التحتية العسكرية الأوكرانية وتحرير أراضي دونباس، حيث دخلت العملية العسكرية الخاصة التي تخوضها روسيا في أوكرانيا يومها الـ85، بينما يستمر الغرب بإمداد أوكرانيا بالعتاد.
ميدانيًا، استخدمت روسيا أول منظومة دفاع جوي قادرة على تدمير الأقمار الصناعية والصواريخ فرط الصوتية، وتستطيع هذه المنظومة رصد الأهداف على مدى يصل لـ 800 كيلو متر، وتحييد كل الأهداف الجوية والفضائية. كما استخدمت روسيا في العملية العسكرية الخاصة بأوكرانيا بعض النماذج لنظام ليزري ليس بوسعه إعماء العدو فحسب بل وتدميره.
أعلن ذلك نائب رئيس الوزراء الروسي يوري بوريسوف في ماراثون "الآفاق الجديدة" التنويري، وقال "قام علماء الفيزياء الروس بتصميم أنظمة الليزر القادرة على الإصابة الحرارية للأهداف الجوية على مسافة بعيدة. وقد بدأ الإنتاج الصناعي لبعضها".
وأضاف أن الجيش الروسي استعرض عمل منظومة ليزر تسمى بـ"زاديرا" دمّرت هدفًا جويًا على مسافة 5 كيلومترات خلال ثوان حيث تم حرق مسيّرة، ما تسبب في اختفائها تمامًا.
من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف أن صواريخ روسية أطلقت من الجو أصابت 7 مواقع قيادة للقوات الأوكرانية، بالإضافة إلى 11 مستودعا للمدفعية في أراضي جمهورية دونيتسك الشعبية.
وأضاف كوناشينكوف أنه تم تدمير بطارية لصواريخ "إس-300" المضادة للطائرات في مقاطعة نيكولايف (جنوب) وأخرى لصواريخ "بوك-إم1" في دونيتسك.
وذكر المتحدث أن الطيران الروسي قصف مركزين للقيادة و58 منطقة تجمع للقوات والمعدات العسكرية الأوكرانية، وقتل جراء الضربات الجوية أكثر من 340 عنصرًا من القوميين المتطرفين كما تم تعطيل 62 قطعة من المعدات العسكرية.
وأصابت القوات الصاروخية والمدفعية ستة مواقع قيادة و295 منطقة تجمع للقوات والمعدات العسكرية الأوكرانية، فيما دمرت الدفاعات الجوية الروسية في مقاطعتي خاركوف (شمال شرق) وخيرسون (جنوب) 15 طائرة مسيرة أوكرانية، بما فيها واحدة من طراز "بيرقدار-تي بي2".
في السياق، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن 771 من عناصر كتيبة "آزوف" القومية المتطرفة الأوكرانية الموجودين في مصنع "آزوفستال" بمدينة ماريوبول، استسلموا خلال الـ24 ساعة الماضية.
وقال دينيس بوشيلين رئيس جمهورية دونيتسك الشعبية، إن أكثر من نصف المسلحين الأوكرانيين المحاصرين في مصنع "آزوفستال" بمدينة ماريوبول قد استسلموا حتى الآن.
فبركات أوكرانيا قريبا
في سياق آخر، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن القوات الأوكرانية تستعد لتصوير فبركات في منطقة كونستانتينوفكا بجمهورية دونيتسك، على غرار سيناريو فبركات بوتشا. وقال رئيس مركز مراقبة الدفاع الروسي الفريق أول ميخائيل ميزينتسيف "حسب للسيناريو، فإنه على المسلحين الذين يرتدون زي العسكريين الروس إطلاق النار على المدنيين الأوكرانيين".
ولفت إلى أن "الصور والفيديوهات لهذه الجريمة المفبركة، بما فيها التي التقطتها الكاميرات للسيارات التي يزعم مرورها، سيتم نشرها على نطاق واسع من قبل المتخصصين في مركز المعلومات والعمليات النفسية للقوات المسلحة الأوكرانية عبر وسائل الإعلام الغربية ومنصات الإنترنت المختلفة، بعد تحرير هذه المدينة من قبل القوات المسلحة الروسية".
روسيا وإعادة الإعمار
وفي حين شددت روسيا على أنها اتخذت القرار بإعادة إعمار جميع المناطق المحررة في أوكرانيا، أكد مساعد الرئيس الروسي ورئيس وفد المفاوضات مع أوكرانيا فلاديمير ميدينسكي أن روسيا مهتمة بأن تكون أوكرانيا دولة محايدة وجارة مسالمة.
ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن ميدينسكي تصريحات أدلى بها خلال مقابلة معها، أفاد خلالها بأن روسيا لا تزال مهتمة بإبرام اتفاق سلام مع أوكرانيا، يجعل منها "دولة محايدة ومحبة للسلام صديقة لجيرانها"، مؤكدًا أن "قدرنا أن نكون جيرانًا، وسيكون من الأفضل لو كنا جيرانًا طيبين ومسالمين".
الغرب ودعم أوكرانيا
من جهة ثانية، أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إعادة افتتاح سفارة بلاده في العاصمة الأوكرانية كييف، قائلًا إن "النجوم والخطوط تحلق فوق السفارة مرة أخرى". وقال بلينكين في بيان: "اتخذت الولايات المتحدة تدابير إضافية لزيادة سلامة موظفيها وعززت إجراءاتها وبروتوكولاتها الأمنية"، مؤكدا "أننا ملتزمون بمواجهة التحديات المقبلة"، في حين نقلت صحيفة "بوليتيكو" عن مصادر قولها إن كييف تطلب منذ أشهر من واشنطن راجمات صواريخ دقيقة من طراز M270، إلا أن واشنطن لا تستعجل الموافقة، خوفا من تصعيد وإطالة أمد الصراع الأوكراني.
ووفقا لمصادر الصحيفة، فإن ممثلي كييف مؤخرًا "أصيبوا بخيبة أمل متزايدة لأن إدارة جو بايدن تقاوم نقل أنظمة الصواريخ بعيدة المدى"، مشيرين إلى أن هذه الأسلحة، من وجهة نظر أوكرانيا، لها أهمية حاسمة في سياق الأعمال القتالية في دونباس.
من جانبها، قررت الحكومة اليابانية تخصيص 300 مليون دولار أخرى كمساعدة مالية لأوكرانيا لتلبية الاحتياجات الإنسانية.
وأعلن وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو أن تركيا تعمل مع الأمم المتحدة بشأن الممر الآمن لسفن الحبوب الأوكرانية.
الحوار بين الغرب وروسيا
وبينما أشارت رئيسة مجلس الاتحاد (الغرفة العليا في البرلمان الروسي) فالنتينا ماتفينكو إلى أن الحوار بين روسيا والغرب يمكن استئنافه بعد انتهاء العملية العسكرية في أوكرانيا، قالت الخارجية الفرنسية بدورها إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيحافظ على قناة الحوار مفتوحة مع روسيا، مؤكدة أن هذا الأمر "مهم لوقف إطلاق النار طويل الأمد في أوكرانيا".
من جهته، أعلن نائب رئيس المفوضية الأوروبية فالديس دومبروفسكيس أن دول الاتحاد الأوروبي ستتخذ قراراتها على حدة وبشكل مستقل بشأن مصير الأصول الروسية المجمدة على أراضيها.
غوتيريش: أزمة الغذاء لا يمكن حلها بدون الأسمدة من روسيا
في سياق مختلف، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن المجتمع الدولي لن يكون قادرًا على تسوية أزمة الغذاء بدون الأسمدة الروسية والبيلاروسية والقمح من أوكرانيا.
وأكد أن "المنتجات الروسية والأسمدة يجب أن يكون لها تدفق غير محدود على الأسواق العالمية".
وأشار إلى أنه ناقش موضوع صادرات القمح مع روسيا وأوكرانيا وتركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.