الخليج والعالم
تونس: نحو ضرورة تأسيس حلف عربي إفريقي لمناهضة التغلغل الصهيوني
تونس – روعة قاسم
نظّم مركز "دراسات أرض فلسطين للتنمية والإنتماء" في تونس بالاشتراك مع مركز "مسارات للدراسات الفلسفية والانسانيات" و"جمعية صاحب الطابع الإسلامية"، فعالية نضالية بمناسبة الذكرى الـ 74 للنكبة، تحت شعار" فلسطين قضيتي... القدس هويتي... العودة غايتي"، وبحضور فلسطيني وتونسي وإفريقي من مالي وجزر القمر، وذلك بفضاء مكتبة النورس الكائن بتونس العاصمة.
وتضمّنت الفعالية مجموعة من الفقرات على غرار افتتاح معرض فلسطين الدائم بمكتبة النورس، وتنظيم لقاء تفاعلي مباشر بين مجموعة من اليافعين، والمناضل الفلسطيني محمد بدران قدّم خلاله وقائع النكبة كما عايشها وعاصرها.
النكبة في ظل معركة سيف القدس
وتخلّل الفعالية جلسة نقاش تحت عنوان "النكبة في ظل معركة سيف القدس"، وتناول المتحاورون خلالها "معركة سيف القدس" من زاوية نتائجها الاستراتيجية، وانعكاس ذلك على مجرى الصراع مع العدو الصهيوني، إضافة الى مختلف القضايا المتعلقة بالقضية الفلسطينية، وآليات بناء الوعي للتصدي للمخاطر المحيطة بها.
وأكد عابد الزريعي رئيس مركز "دراسات أرض فلسطين" في مداخلته على أن "معركة سيف القدس" استطاعت أن تشبك العلاقة ما بين مختلف الساحات الفلسطينية في مناطق الـ 48 والضفة وغزة والشتات. وبذلك شكلت إجابة استراتيجية على ما حاول العدو أن يكرّسه وهو تشتيت البنية الاجتماعية الفلسطينية في مسار تصوره وسعيه لتبديد الشخصية الوطنية الفلسطينية. هذا الأمر بحسب الزريعي فرض التوقف والتعمّق في دراسة إفرازات "معركة سيف القدس" التي ما تزال جارية حتى هذه اللحظة، وتبدّى ذلك بشكل واضح في التشييع الجماهيري للشهيدة شيرين أبو عاقلة.
وتمّ التوقف أمام الاختراق الإسرائيلي للقارة الإفريقية، وضرورة بناء علاقات نضالية مع أبناء القارة من أجل صدّ التوغل الصهيوني وتوثيق العلاقات الاستراتيجية بين البلدان العربية ودول القارة. حيث تطرّق الزريعي إلى مخاطر التغلغل الصهيوني في القارة الإفريقية خاصة أنه ضمن الحضور كان هناك مشاركون من مالي ومن جزر القمر.
وشدد على ضرورة وضع تصورات لتعميق العلاقة النضالية ما بين الشعوب العربية والإفريقية من أجل بناء جبهة مقاومة حقيقية ضد العدو الصهيوني. وقال: "لقد تقدمنا باقتراح أن تعمل البلدان العربية التي تستضيف عددًا كبيرًا من الطلبة الأفارقة على بناء جسور للعلاقة وتقوم بالفعاليات المشتركة على هذا الصعيد. أما فيما يتعلق بموضوع التطبيع الجاري في الساحة العربية، قال الزريعي: "إن هذا النوع يفرض الاستمرار في مقاومة التطبيع بأشكال أكثر جدوى وفاعلية وتعتمد الصراع اليومي ضدّ مختلف قوى التطبيع".
تطورات كبيرة ونوعية للمقاومة
من جانبه، استعرض رئيس "المرصد المغاربي لتجريم التطبيع ودعم المقاومة" أحمد الكحلاوي أهمّ المراحل التي مرّت بها القضية الفلسطينية منذ النكبة وحتى اليوم، مشيرًا إلى أن المقاومة اللبنانية أعطت دفعًا جديدًا للمقاومة في فلسطين.
وقال: "مرت الذكرى الـ 74 على حرب 48 التي سبقتها مقاومة هامة جدًا ولحقتها بعد ذلك مقاومة متجددة. نتذكر مثلًا بعض الشعارات التي أطلقت على ألسن قادة المقاومة مثل عزّالدين القسّام الذي كان يشتكي كثيرًا من غياب الذخيرة والسلاح. ونذكر بعد ذلك فيما يتعلق بقرار الحرب وقرار المقاومة شهدت الفترة الثانية حروب نظامية رسمية".
وأوضح الكحلاوي أنّ "تلك الحروب لم تأتِ بأيّة نتيجة بل أتت بمزيد الخسائر. وبعد ذلك انطلقت المقاومة اللبنانية التي أظهرت قدرات كبيرة وأعطت شحنة قوية للمقاومة الفلسطينية"، وقال: "رأينا كيف أن غزّة أصبحت عاصمة للمقاومة والقدس عاصمة للمقاومة وشيئًا فشيئًا إلى أن جاءت هذه الانتفاضات الصغيرة التي راكمت الكثير من الانتصارات وجعلت الصهاينة يحشرون".
وأضاف الكحلاوي: "نحن اليوم إزاء تطورات كبيرة ونوعية للمقاومة التي تعلمت من انتصار 2000 وانتصار 2006 في لبنان. ونحن على أبواب مقاومة متطورة وشعبية في كامل أنحاء فلسطين في غزة والقدس وأراضي الـ 48 وفي الضفة الغربية".
وتابع: "نحن إزاء تطورات نوعية تشي بأننا ذاهبون إلى تحقيق الإنتصار الأكبر وهو إزالة هذا الكيان والدليل أن الصهاينة أنفسهم باتوا يجاهرون اليوم بأن "إسرائيل" زائلة لا محالة".
وتخلل الفعّالية افتتاح ورشة رسم وتصوير، بمشاركة عدد من الأطفال واليافعين، للتأكيد على أهمية أن تظلّ القضية الفلسطينية حيّة لدى الأجيال الجديدة.