الخليج والعالم
كاتب أميركي يكشف عن مساع خليجية لإدراج الحرس الثوري على لائحة الإرهاب
كشف الكاتب الأميركي "إيلي كليفتون" في مقالة نُشرت على موقع "Responsible Statecraft" عن مساعٍ مكثفة قامت بها جهات على صلة بدول مثل السعودية والامارات والبحرين لإدراج قوات حرس الثورة الإيرانية على لائحة المنظمات الإرهابية في الولايات المتحدة.
وقال الكاتب إن شركات قانونية وبعض مجموعات الضغط وكذلك جهات أخرى، قاموا منذ عام 2015 على الأقل بإصدار بيانات واعداد تقارير وغيرها من النشاطات بهدف "التحذير من الخطر الذي تشكله قوات حرس الثورة"، وتأييد ادراجها على لائحة المنظمات الإرهابية في الولايات المتحدة.
ونقل الكاتب عن المديرة التنفيذية لمنظمة "الديمقراطية الآن للعالم العربي" سارة ليا ويتسون (وهي مسؤولة سابقة في منظمة هيومن رايتس ووتش) قولها إن المساعي الإماراتية والسعودية لإدراج قوات حرس الثورة على لائحة المنظمات الإرهابية تدل على مدى تسييس هذه اللائحة، اذ إن أبو ظبي والرياض مسؤولتان عن أبشع أنواع الارهاب بحق المدنيين في اليمن.
كما نقل الكاتب عن ويتسون قولها إنه يجب عدم السماح لمجموعات الضغط التي تعمل لصالح حكومات اجنبية بكسب النفوذ في مسائل مهمة مرتبطة بالأمن القومي.
وأشار الكاتب إلى تبادل الرسائل عبر البريد الالكتروني بين السفير الاماراتي لدى واشنطن يوسف العتيبة والصحفي بصحيفة "وول ستريت جورنال" جاي سولومان، والتي كانت كشفت عنها مؤسسة "Global Leaks" عام 2017. ولفت إلى أن الرسائل هذه تبين أن العتيبة قال إنه اقترح على "عدد من الأشخاص" ادراج قوات حرس الثورة على لائحة المنظمات الإرهابية، حيث اعتبر الكاتب أن ذلك يكشف بشكل واضح كيف أن جهة خارجية حاولت التأثير على سياسة الحكومة الأميركية حيال قوات حرس الثورة.
كما أشار الكاتب إلى أن عددًا من الجهات الوكيلة للإمارات والسعودية والبحرين وكذلك جماعة "منافقي خلق" مارسوا حملة مكثفة على مستوى الكونغرس ومراكز الدراسات ووزارة الخارجية الأميركية حول "الخطر" الذي تشكله قوات حرس الثورة، وذلك تزامنًا مع تبادل الرسائل بين العتيبة وجاي سولومان.
كذلك لفت الكاتب إلى أنه وبحسب المعلومات المتوفرة، قامت وسائل اعلام معروفة مثل "Associated Press" بإجراء المقابلات مع شخصيات بارزة من جماعة "منافقي خلق" خلال فترة ما بين شباط/فبراير عام 2017 وأيار/مايو من نفس هذا العام، وذلك على أساس أن هذه الشخصيات هي "مصادر" للحديث عن قوات حرس الثورة.
كما تابع الكاتب أن الحملة هذه استمرت مع قيام إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بفرض العقوبات على قوات حرس الثورة. وأضاف أن الوثائق تبين أنه جرى ذكر قوات حرس الثورة 325 مرة في هذه الحملة خلال فترة ما بين 2017 و2020.
ولفت الكاتب إلى أن الحملة استمرت بعد خروج ترامب من البيت الأبيض، مشيرًا إلى أن وكلاء يعملون لصالح الامارات قاموا بتعميم تقرير أعدته السفارة الإماراتية في واشنطن حول إعادة ادراج جماعة أنصار الله على لائحة المنظمات الإرهابية (بعد ما شطبت إدارة بايدن اسمها من هذه اللائحة)، حيث لفت التقرير الاماراتي إلى العلاقات الوطيدة بين أنصار الله وقوات حرس الثورة.
وتابع الكاتب أن معهد الشرق الأوسط - وهو مركز دراسات معروف في واشنطن- يتلقى غالب تموليه من الامارات، ويتلقى الدعم كذلك من مؤسسة أرامكو السعودية، مشيرًا الى أن هذه المؤسسة بدأت في المساعي الهادفة إلى عدم شطب اسم قوات حرس الثورة من لائحة المنظمات الإرهابية.
ولفت الكاتب في هذا السياق إلى تقرير أعده مركز الشرق الأوسط جاء فيه أن قوات حرس الثورة ليست قوة مسلحة تقليدية وأنه يجب عدم التعاطي معها على هذا النحو، وأن قوات حرس الثورة لديها الكثير من القواسم المشتركة مع منظمات "إسلاموية" أخرى مدرجة على لائحة المنظمات الإرهابية، ومساعيها تهدف إلى بناء دولة إسلامية توسعية ونظام إسلامي عالمي والعقيدة المعادية لأميركا ومعاداة السامية، (وفق زعم مركز الشرق الأوسط).
وأوضح الكاتب أن حملة الضغوط ضد قوات حرس الثورة في واشنطن بدأت تأتي ثمارها، اذ إن الولايات المتحدة رفضت حتى الآن شطب قوات حرس الثورة من لائحة المنظمات الإرهابية من دون أن تقدم إيران من جهتها المزيد من التنازلات.
وأضاف أن مجرد الحديث عن شطب قوات حرس الثورة من اللائحة الارهابية يهدد الإنجاز الأساس لحملة الضغوط التي مارستها دول الخليج و"منافقي خلق". وشدد على أن الوكلاء التابعين لهذه الجهات ستكثف حملتها مرة أخرى في حال ازدادت إمكانية شطب قوات حرس الثورة من اللائحة الإرهابية.
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
24/11/2024
مادورو يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
24/11/2024