الخليج والعالم
تصاعد التوتر على الحدود السورية التركية وواشنطن تبدي قلقها
دمشق - علي حسن
بعد سلسلة من الاستفزازات والتعديات من قبل القوات التركية والفصائل الارهابية الموالية لها والتي استمرت عدة أيام، وكان آخرها استهداف مبيت عسكري للدفاع الوطني في منطقة نبل والزهراء أدى إلى استشهاد عشرة عناصر وطفلة، شن الجيش السوري هجمات واسعة بالمدفعية الثقيلة استهدفت المواقع التابعة للجماعات الإرهابية في السرمانية بريف حماة ومرتفعات كبانة في ريف اللاذقية الشمالي وكفر نوران بريف حلب بالاضافة الى مناطق واسعة في جبل الزاوية بريف إدلب. كما استهدف سلاح الجو السوري مواقع الارهابيين في كفرلاتة وأوقع بهم خسائر كبيرة.
كما أدى القصف الى اصابة جنديين تركيين في منطقة الشيخ سليمان، وكانت المناطق الحدودية قد شهدت تصعيدًا تركيًا كثيفًا تمثل في غارات على أرياف الحسكة وحلب والرقة وحماة ادى الى وقوع خسائر ودمار واسع في تلك المناطق.
التصعيد التركي يشمل مناطق قسد أيضًا
ولم يتوقف التصعيد التركي عند مناطق سيطرة الدولة السورية بل امتد إلى مناطق سيطرة قسد في أرياف الحسكة وحلب والرقة، مما أسفر عن مقتل خمسة من عناصر قسد، الأمر الذي دفعها الى الرد مستهدفة مواقع المسلحين التابعين لتركيا بالقذائف المدفعية والهاون.
وكذلك استهدفت قسد بصاروخ حراري سيارة تابعة للمسلحين، مما أدى إلى مصرع اثنين واصابة ثلاثة آخرين، كما استهدفت قسد مركزًا حدوديًا للجيش التركي في منطقة غازي عنتاب، مما ادى الى إصابة خمسة جنود أتراك.
الخارجية الامريكية تبدي قلقها
التطورات الاخيرة دفعت الخارجية الامريكية للتعبير عن قلقها العميق من التصعيد الحاصل على الحدود السورية التركية عبر سفارتها في سورية، والتي قالت في بيان "نشعر بقلق بالغ من التقارير التي تفيد بإطلاق نار عشوائي على الحدود السورية التركية وندعو للهدوء وعدم التصعيد".
وفي تعليقه على التطورات الأخيرة، قال المحلل السياسي ابراهيم العلي لموقع "العهد" الإخباري إن الأتراك يحاولون استغلال الحرب في أوكرانيا، وانشغال الجانب الروسي بها لتحقيق مكتسبات على الأرض وتوسيع مناطق نفوذها في الشمال، خاصة أن هذا التصعيد تزامن مع وصول وفد عسكري تركي عالي المستوى الى نقاط تواجد الجيش التركي داخل الأراضي السوري بقيادة قائد القوات الخاصة التركية وقائد القوات البرية في تلك المنطقة وما أتبعه من تبدلات في تحرك القوات التركية هناك، واعلانها حالة الاستنفار.
وبشأن التصعيد التركي ضد مناطق سيطرة قسد، لفت العلي الى أن الأتراك يحاولون ايصال رسالة احتجاج ضد استمرار الدعم الامريكي لقسد التي تعتبرها تركيا جماعة إرهابية خاصة بعد القرار الامريكي الاخير الذي استثنى قسد من عقوبات قيصر، الأمر الذي أدى الى انتقادات تركية حادة جاءت على لسان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ووزير خارجيته الذين طالبوا امريكا بالعدول عن قرارها.
وأضاف المحلل السياسي أن المحاولات التركية لن تجد طريقها للنجاح، فروسيا رغم انشغالها بالحرب الاوكرانية لن تتهاون في أي محاولة لتغيير الوقائع على الأرض، وقد احتفظت بالامكانات والوسائل الكفيلة بردع أي تمادٍ تركي في سورية، كما أن الولايات المتحده لن تسمح للأتراك بالمساس بقسد في الوقت الحالي، ولعل البيان الذي أصدرته كان بمثابة تحذير للأتراك بضرورة الحفاظ على الوضع الحالي وعدم إحداث أي تغيير.
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
22/11/2024