الخليج والعالم
حرب اقتصادية على روسيا
رأى الكاتب في موقع "ناشيونال انترست" دايفيد هندريكسون أن الأزمة الأوكرانية تعرّض للخطر المساعي التي تبذل من اجل معالجة الوضع في ثلاث ملفات وهي التغير المناخي وأمن الطاقة والفقر.
وبحسب الكاتب، الغرب أصبح ملتزمًا بسلسلة من الخطوات التي تُهدّد الأهداف الموضوعة في الملفات الثلاث المذكورة، بحيث جعل منها ملفات ثانوية مقارنة مع "الحاجة إلى إلحاق الأضرار بالاقتصاد الروسي".
كما تحدّث الكاتب عن حرب اقتصادية شاملة تُشنّ على روسيا، وقال إن موضوع واردات الغاز والنفط الروسي في أوروبا هو العنصر الأساس في سياق تقويض المساعي على صعيد أمن الطاقة والتغيّر المناخي نتيجة الحرب الاقتصادية الشاملة.
وأشار الكاتب الى أن مدى استعداد الغرب للذهاب بعيدًا في الخطط المعلنة يبقى موضع تساؤل، لافتًا إلى ما قالته وزيرة الخزانة الأميركية جانيل يلين بتاريخ الحادي والعشرين من نيسان/ أبريل الماضي عن ضرورة توخي الحذر في موضوع فرض حظر كامل على صادرات النفط الروسية إلى أوروبا.
واعتبر الكاتب أن كلام يلين يلخّص بشكل جيد الهدف الأساس للسياسة الغربية التي قال إنها تتمثل بإيجاد وسيلة ما من أجل خفض الأرباح الروسية، من دون أن يتضرّر العالم نتيجة ارتفاع أسعار الطاقة.
الكاتب حذّر من أن تحقيق هذا الهدف هو أمر مستبعد، وقال إن المبادرات التي أقدمت عليها إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن في سياق "دبلوماسية النفط" باءت بالفشل، مشيرًا في هذا السياق إلى عدم التوصّل إلى اتفاق مع فنزويلا وإلى العقبات التي تقف عائقًا أمام إعادة إحياء الاتفاق النووي مع إيران.
كذلك نبّه الكاتب من أن احتمالات حدوث "صدمة نفطية" تزداد، كلما نجحت الولايات المتحدة والغرب في تحقيق هدفهم الأساس المتمثّل بخفض الأرباح الروسية.
وتوقّف الكاتب عند موقف الهند حيث أشار الى أن الولايات المتحدة استاءت عندما قامت الهند بشراء النفط من روسيا بالعملة المحلية وبتخفيض السعر بنسبة ٢٠٪ مقارنة مع السعر العالمي، وأضاف إن في بلد مثل الهند التي يبلغ عديد سكانها ١.٤ مليار نسمة، قد يحتلّ القلق من نقص امدادات النفط وارتفاع الأسعار أولوية على مواضيع أخرى مثل الوقوف مع المعسكر الغربي ضد روسيا.
كما حذّر الكاتب من ان الوضع سيصبح أسوأ لأغلب الدول النامية كلما كثف الغرب من سياسته الهادفة إلى قطع صادرات النفط الروسية، وتابع "نادرًا ما يذكر أن الغاز الروسي هو الخيار الأكثر منطقيًا بالنسبة لأوروبا من زاوية الاجندة المناخية وامن الطاقة.. البدائل هي أكثر كلفة بكثير وإذا ما نفذ فجأة سيشكّل تهديدًا وجوديًا للقطاع الصناعي في ألمانيا".
الكاتب لفت الى أن الاتحاد الأوروبي يضحّي بأمن الطاقة من أجل إلحاق الضرر بالاقتصاد الروسي و"آلية الحرب" الروسية (وفق تعبير الكاتب)، ونبّه إلى أن ما يجري هو أن المستهلك غير مستعدّ للدفع مقابل الصادرات، وليس أن المنتج (روسيا) يرفض البيع.
وفي الختام، استبعد الكاتب أن تؤثّر الحرب الاقتصادية على نتيجة الحرب في أوكرانيا، لكنّه رجّح أن تؤدي هذه الحرب الاقتصادية إلى نتائج من شأنها أن تقوّض أمن الطاقة والأجندة المناخية، وأن يكون فقراء العالم أكثر المتضررين.