الخليج والعالم
روسيا نحو توطيد العلاقات مع الشرق و"الجنوب العالمي"
رأى الكاتب في موقع "آسيا تايمز" جون وولش إن "التحرك الروسي في أوكرانيا يشكل من زاوية معينة خطوة باتجاه الابتعاد عن الغرب وتوطيد العلاقات مع الشرق و"الجنوب العالمي"، مضيفًا أن "روسيا تسعى جاهدة إلى تأمين حدودها الغربية مع أوكرانيا بينما تستدير موسكو نحو الشرق"، وأشار الى أن الصين رفضت الانضمام إلى حملة العقوبات التي فرضت على روسيا وكذلك رفضت إدانتها.
وقال الكاتب ان الموقف الصيني هذا لم يكن مفاجئًا، لافتًا في الوقت عينه الى أن الهند هي الأخرى رفضت الانضمام إلى حملة العقوبات على روسيا، وأبقت على موقفها على الرغم من ضغوط هائلة شملت بينها اتصال هاتفي أجراه الرئيس الأميركي جو بايدن برئيس وزرائها ناريندرا مودي.
وبحسب الكاتب، لم تستطع التهديدات الأميركية التغلّب على أهمية الصادرات الروسية بالنسبة لمصالح الهند الاقتصادية، مشيرًا الى أن الجانبيْن يعملان الآن على التبادل التجاري بالعملة المحلية.
كما نبّه الكاتب إلى أن 30 بلدًا فقط من أصل 195 بلدًا في العالم التزموا بالعقوبات على روسيا، وهذا يعني أن حوالي 165 بلدًا رفضوا الانضمام إلى حملة العقوبات على موسكو، وهذه الدول تمثل الغالبية الساحقة من عديد سكان العالم، مشيرًا الى أن غالبية الدول الإفريقية وتلك الواقعة في منطقة أميركا اللاتينية هي من بين الدول التي رفضت الالتزام بالعقوبات على موسكو.
واعتبر أن دول "الجنوب العالمي" التي تتبنى هذا الموقف لم تعد فقيرة كما كانت خلال حقبة الحرب الباردة، وأردف " 5 دول من أصل الدول العشرة الأولى في العالم على صعيد الناتج المحلي الإجمالي حسب تعادل القوة الشرائية لا تدعم العقوبات على روسيا، من بينها الصين التي تحتل المرتبة الأولى، والهند التي تحتل المرتبة الثالثة"، وروسيا تحتل المرتبة السادسة على هذه اللائحة بينما تحتل المانيا المرتبة الخامسة بفارق ضئيل".
عقب ذلك، أشار الكاتب إلى ما يُقال في الغرب عن أن روسيا في حالة عزلة عالمية نتيجة ما يجري في أوكرانيا، وأوضح أن المواقف العالمية وكذلك مواقف الدول الصاعدة اقتصاديًا تدلّ على أن الولايات المتحدة هي من تقف معزولة.
الكاتب تحدّث عن فجوات داخل أوروبا نفسها، لافتًا إلى ان المجر وصربيا لم تنضمان إلى حملة العقوبات على روسيا، فيما غالبية الدول الأوروبية مُجبرة على استيراد مصادر الطاقة من روسيا.
وخلص الى أن هناك إمكانية لنشوء عالم متعدد الأقطاب أكثر ازدهارًا في المستقبل.