معركة أولي البأس

 

الخليج والعالم

العقوبات لم تجبر بوتين على التراجع وحرب أوكرانيا تزداد سخونة
01/05/2022

العقوبات لم تجبر بوتين على التراجع وحرب أوكرانيا تزداد سخونة

كشف ميشال هيرش في مقالة نشرت بمجلة فورين بوليسي عن تحولات دراماتيكية في ملف أوكرانيا، مضيفًا أن الرئيس الأميركي جو بايدن وحلفائه الأطلسيين أقدموا على التصعيد. 

ورأى الكاتب أن واشنطن وحلفائها الأطلسيين باتوا يتبنون سياسة تقويض قوة ونفوذ روسيا، مشيراً إلى طلب بايدن من الكونغرس تخصيص مساعدات عسكرية واقتصادية وإنسانية بقيمة 33 مليار دولار لأوكرانيا، وذلك يوم الخميس الماضي، لافتًا إلى كلام بايدن عن توجيه رسالة إلى نظيره الروسي فلاديمير بوتين مفادها أن الأخير لن يستطيع السيطرة على أوكرانيا. 

وأشار الكاتب إلى أن ذلك جاء بعد تصريحات وزير الحرب الأميركي لويد اوستن بعد لقائه الرئيس الاوكراني فلاديمير زيلنسكي في العاصمة كييف الأسبوع الماضي، والتي تحدث فيها عن تقليص قوة روسيا كي لا تستطيع الأخيرة أن تنفذ في المستقبل عملية عسكرية على غرار تلك التي تنفذها في أوكرانيا. 

وفي السياق، نبّه الكاتب إلى أن الخبراء يتخوفون من أن الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين يتخطون نفس الخطوط الحمر التي تجنبوها حتى الآن، مشيرًا الى أن بايدن كان رفض في السابق ارسال الدعم العسكري مثل الأسلحة الهجومية، كذلك اقامه منطقة حظر طيران. 

واعتبر أن بعض المراقبين باتوا يتخوفون من أن بايدن يحاول حشر بوتين في الزاوية بحيث يكون الأخير أمام خياراين وهما إما مواصلة القتال أو الاستسلام، ولكنه لفت الى أن بوتين لم يسبق وأن استسلم طوال فترة خمسة عشر عاماً عندما أقدم فيها على خطوات تصعيدية ضد الدول المجاورة مثل أوكرانيا وجورجيا.

ونقل الكاتب عن سين موناغن الخبير في الشؤون الأوروبية في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، بأن المواقف الغربية الأخيرة وإلى جانب ما قاله بايدن في بولندا عن ضرورة عدم بقاء بوتين في الحكم، انما يحول الحرب إلى نزاع على نطاق أوسع وقد يصعب بشكل كبير او يجعل من المستحيل حتى التوصل إلى تسوية عبر المفاوضات في الوقت الراهن. 

كما نقل الكاتب عن جورج بيبي مدير تحليل الشؤون الروسية السابق في "الـCIA" بأن إدارة بايدن ربما تنسى أن اهم مصلحة قومية بالنسبة لواشنطن هي تجنب المواجهة النووية مع روسيا. 

وتابع الكاتب أن التطور الأكثر اثارة للقلق ربما يتمثل بعدم وجود افق لإنهاء الحرب عبر المفاوضات، ونقل عن دبلوماسي أوروبي رفيع المستوى بأنه يجب إيجاد آلية كي "يحقق بوتين حل سياسي"، وبالتالي فإن الحديث العلني عن اضعاف بوتين ربما لا يمثل سياسة حكيمة. 

كذلك نقل الكاتب عن بيبي بأنه يجب إيجاد آلية لتوجيه رسالة سرية إلى روسيا مفادها أن الغرب مستعد لتحفيف العقوبات في إطار تسوية دولية. 

الا أن الكاتب أضاف أن المفاوضات التي من شأنها أن تؤدي إلى التسوية تبدو اليوم بعيدة أكثر من أي وقت مضى، معتبرًا أن الطرفين يستعدان على ما يبدو لمعركة طويلة، لافتًا في هذا السياق إلى تصريحات أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس التي قال فيها إن وقف إطلاق النار في القريب العاجل ليس وارداً وإن الحرب "لن تنتهي باجتماعات". 

وتوقع بيبي أن السيناريو المرجح سيكون عبارة عن حالة من الشلل غير المستقر والتي قد تكون أخطر مقارنة مع ما كان الوضع عليه خلال فترة طويلة من الحرب الباردة، وان الوضع سينتهي على الأرجح بمواجهة طويلة الأمد متقلبة تقسم أوكرانيا وأوروبا دون أن تكون هناك "قواعد للعبة"، حسب ما نقل الكاتب عنه. 

وحذر الكاتب من الأمور قد تزداد تعقيداً إذا ما قام الناتو بتوسيع تمدده إلى منطقة المحيط الهندي والمحيط الهادئ، مشيراً في هذا السياق إلى ما قالته وزيرة الخارجية البريطانية ليز تروز قبل أيام عن مواجهة التهديدات في هذه المنطقة والعمل مع الدول الحليفة مثل اليابان وأستراليا، وكذلك ما قالته عن تمكين "الديمقراطيات مثل تايوان" في الدفاع عن نفسها. 

وخلص كاتب المقال الى أن ذلك انما يطرح سيناريو الحرب الباردة العالمية ليس فقط ضد روسيا وانما الصين ايضاً، محذراً من أن مثل هذه الحرب قد تتحول سريعاً إلى حرب ساخنة تواجه فيها الولايات المتحدة وحلفائها تحالف بين روسيا الغنية بالموارد والصين القوية تكنولوجياً واقتصادياً.

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم