معركة أولي البأس

الخليج والعالم

السفارة الايرانية في تونس تحيي يوم القدس العالمي
29/04/2022

السفارة الايرانية في تونس تحيي يوم القدس العالمي

تونس – روعة قاسم

تحت شعار "القدس قضيتنا الأولى" نظمت سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في تونس ندوة فكرية في سياق الاحتفال بيوم القدس العالمي بحضور ثلة من النخبة التونسية والفلسطينية الدبلوماسية والاكاديمية. وشدد الحضور على أهمية التشبث بقيم النضال والمقاومة في هذه المعركة الأسمى لتحرير القدس وحماية المقدسات في القدس الشريف.

القدس القضية الأولى

وقد أكد سفير الجمهوريّة الإسلامية الإيرانية بتونس محمد رضا رؤوف أن دعم الجمهورية الإسلامية الإيرانية للشعب الفلسطيني هو استجابة لنداء الإنسانية ونصرة المستضعفين. وأضاف: "صحيح أن يوم القدس مخصص في ظاهره لفلسطين والحرية الكاملة للقبلة الأولى للمسلمين ولكن في الحقيقة يعتبر هذا اليوم يوم صحوة المسلمين ووحدة الأمة الإسلامية".

واعتبر شيباني أن هناك ثلاثة عوامل رئيسية على الأقل جعلت من فلسطين إحدى أهم القضايا في العالم الإسلامي، أولًا طبيعة أرض فلسطين وقدسيتها ومكانتها بين المسلمين. ثانيًا طبيعة العدو الصهيوني ومطالباته الدينية والتاريخية وطبعه وروحه الاحتلالية (محاولة الاستيلاء على أرض فلسطين والمقدسات الإسلامية). ثالثًا طبيعة التحالف الغربي الصهيوني الذي يسعى إلى تقسيم الأمة الإسلامية وإضعافها حتى تظل الدول الإسلامية تابعة للقوى العظمى.   

وشدد على أن المقاومة الشرسة للشعب الفلسطيني خلال العقود الماضية وحتى الآن هي السبب الرئيسي في بقاء القضية الفلسطينية حية.

وتابع: "لقد فشلت الحكومات الغربية والمنظمات الدولية الكبرى في حل القضية الفلسطينية وذلك بسبب وجهات نظرها المنحازة، بالمقابل قدمت الجمهورية الإسلامية الإيرانية خطة ديمقراطية وعادلة لحل الأزمة الفلسطينية بعنوان "إجراء استفتاء وطني في فلسطين" والتي تم توثيقها لدى الأمانة العامة للأمم المتحدة، وتنص بالأساس على عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى وطنهم وإجراء استفتاء على هذه الأرض لتحديد مصير ونوع النظام السياسي المناسب لهم، وبالتالي سيتمكن المسلمون واليهود والمسيحيون من أصل فلسطيني من اختيار النظام القانوني الذي سيحكمهم ما يخولهم التمتع بالحقوق المترتبة عنه، وقد تمت صياغة هذه الخطة على أساس مبادئ الديمقراطية والقانون الدولي المعمول به من قبل جميع حكومات العالم".

تطور المقاومة

وقال شيباني إنه في السنوات الأخيرة كثف الكيان الصهيوني أعماله المجنونة ضد الفلسطينيين لا سيما في قطاع غزة ما جعل المقاومة تقوى وتشتد في وجه الاحتلال كما شهدناها في معركة سيف الإسلام حيث أصبحت تشكل كابوسًا لسلطات الاحتلال، فمقابل الجرائم المتعددة ضد الانسانية التي يقوم بها الكيان الصهيوني الغاصب يمارس الشعب الفلسطيني حقه المشروع في محاربته في سياق القانون الدولي وقد أظهر دائمًا أنه يتجنب استهداف المدنيين على الرغم من الجرائم والمجازر الوحشية للعدو الصهيوني ضد النساء والأطفال الفلسطينيين.

وقال شيباني إن عجز المجتمع الدولي عن إجبار الكيان الصهيوني على الالتزام بالقانون الدولي يضاعف المسؤولية الجسيمة على آليات حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة لاتخاذ إجراءات فورية وحاسمة لإنهاء الجرائم ضد الفلسطينيين وتحميله المسؤولية في انتهاك القانون الدولي لحقوق الإنسان، ولا ينبغي أن تمر مثل هذه الجرائم دون عقاب ولا يمكن حل الأزمة الفلسطينية إلا إذا تم الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني المحتل واستعادتها وترسيخها بالكامل.  

وأضاف إن تطبيع العلاقات بين بعض الدول العربية والكيان الصهيوني من شأنه أن يشجع الاحتلال والقمع في أرض فلسطين. لقد اتخذ الموقعون على هذا الاتفاق من تحقيق السلام مع الفلسطينيين ذريعة لعملهم، ولكن كما نرى لم نقترب فقط من السلام في فلسطين ولكن مستوى الاحتلال والاضطراب في الأراضي الفلسطينية في تزايد مستمر. لذلك على دول المنطقة ألا تؤمن بخداع الكيان الصهيوني بهدف تنمية بلدانهم.

واكد شيباني أن دعم الجمهورية الإسلامية الإيرانية للشعب الفلسطيني المضطهد ليس سياسة قصيرة المدى، وهو ليس متجذرًا فقط في المعتقدات الدينية ولكن الأهم من ذلك هو استجابة لنداء الإنسانية ونصرة المستضعفين. 

ودعا الأمة الإسلامية الى الالتزام بنهج المقاومة بجميع أنواعها وأشكالها والتمسك بهذه المناسبات السنوية دعمًا للقضية الفلسطينية ونصرة للشعب الفلسطيني المظلوم والمقهور. 

يوم الوحدة الاسلامية

ميثم فراهاني الملحق الثقافي لسفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية بتونس أكد من جهته أن  يوم القدس العالمي "هو  يوم الوحدة الإسلامية وهو يحتل مكانة كبيرة لدى الشعب الإيراني".   

وأشار الى أن هذه الندوة الفكرية حول "القدس قضيتنا الأولى" تعقد في سياق الاحتفال بيوم القدس العالمي الذي أسسه سماحة القائد "آية الله الإمام الخميني قدس سره الشريف" واختار أن يتزامن الاحتفال بهذا اليوم العظيم مع ليالي القدر المباركة وذلك للتأكيد على أهميّة المسائل المقدّسة، والاعتراف بالهويّة الإسلاميّة لدى المسلمين، ونصرة للقضية الفلسطينية، والوقوف في وجه الكيان الصهيوني المستبد.

وأضاف فراهاني: "يعّد يوم القدس العالمي يوم الحشد، يوم الوحدة الإسلامية، يوم المقاومة و الصمود"، لكونه يجمع المسلمين من كافة البلدان للمشاركة ضمن مسيرات مليونية في مختلف الدول. 

وأضاف أن القدس قضيتنا الأولى، هكذا قال الإمام الخميني قدس سره الشريف، وهكذا عبّر الشعب الإيراني طيلة سنوات، وهكذا استمر المبدأ، فالشعب الإيراني قد حافظ على مبادئه، وثبات مواقفه تجاه القضية الفلسطينية، وتجاه مبادئ الثورة الإسلامية الإيرانية التي من بين بنودها الأساسية "السعي بكل السبل والوسائل إلى تحرير فلسطين من الطغاة المستكبرين الظالمين ونصرة المستضعفين".  

المحامي محمد بكار ممثل اتحاد المحامين العرب في مجلس حقوق الانسان في جنيف، أكد في كلمته أن يوم القدس العالمي أصبح موعدًا تاريخيًا للذاكرة ولمضاعفة التضامن مع الشعب الفلسطيني والدفاع عن المقدسات، مشددًا على أهمية المعركة القانونية التي يخوضها العديد من الناشطين في المحافل الدولية وخاصة في محكمة العدل الدولية من أجل محاسبة الكيان الصهيوني على جرائمه في وجه الفلسطينيين.

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم