الخليج والعالم
وزيرا الدفاع الإيراني والصيني انتقدا الإجراءات الأميركية الأحادية
انتقد وزير الدفاع الإيراني العميد محمد رضا أشتياني والصيني الفريق وي فنغ هه خلال لقائهما في طهران الإجراءات الأميركية أحادية الجانب التي أدت إلى انعدام الأمن والاستقرار في العالم.
ففي إطار زيارته الرسمية التي بدأها اليوم الأربعاء لإيران على رأس وفد عسكري رفيع، التقى وزير الدفاع الصيني نظيره الإيراني، الذي أشار إلى سياسة الجمهورية الإسلامية في تطوير العلاقات مع الدول المجاورة والآسيوية، معتبرًا التعاون بين البلدين في مختلف الأبعاد بأنه مهم واستراتيجي ومتأثّر بالعلاقات العريقة والحضارية، فضلًا عن المقاربات المشتركة تجاه التطورات الدولية.
وأعرب العميد أشتياني عن أمله في أن تساهم هذه اللقاءات في تحسين مستوى العلاقات بين البلدين وتعميقها وتحقيق السلام والأمن في المنطقة والعالم في نهاية المطاف.
وحول التطورات الإقليمية والدولية، أعرب وزير الدفاع الايراني في هذا اللقاء عن قلقه تجاه تنامي الأزمات الأمنية في العالم، وعزا جذور الكثير منها إلى سياسات الغرب التوسعية وفرض الهيمنة واستغلال الثغرات الأمنية في العالم.
وشدّد على ضرورة مواجهة الهيمنة الأميركية في العالم من خلال تكريس التعددية، مضيفًا: إنه "من خلال التعاطي والتعاون بين الدول المستقلة التي تعارض نهج التفرد في العالم، يمكن مواجهة التحديات والتهديدات الأمنية المشتركة".
ولفت العميد أشتياني إلى مخطط خلق الأعداء والهيمنة من قبل أميركا لجعلها ذريعة لتواجدها في مختلف مناطق العالم وقال: "لقد أظهرت التجربة التاريخية أن التواجد العسكري الأميركي في أي مكان بالعالم، ليس لم يحقق الاستقرار والأمن فحسب، بل إنه ساهم في خلق موجة من انعدام الأمن وعدم الاستقرار والصراع والتشاؤم والحرب والدمار و النزوح في العالم ".
وفي هذا الصدد، انتقد ازدواجية معايير الغرب في مواجهة الأزمات الإنسانية في العالم، لافتًا إلى الخدمات المتميزة للجمهورية الإسلامية الإيرانية على صعيد محاربة الإرهاب، وإلى الدور البّناء للجمهورية الإسلامية الإيرانية في إرساء الأمن في المنطقة.
واستذكر وزير الدفاع الإيراني خدمات الجنرال الشهيد قاسم سليماني، ودوره المتميّز في هذا السياق قائلاً: "إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية كانت الخندق الأول في محاربة الإرهاب في المنطقة، ولولا إجراءات الجمهورية الإسلامية الإيرانية في محاربة الإرهاب في المنطقة، لربما شهدنا انتشار وامتداد هذه الظاهرة المشؤومة إلى مناطق أخرى من العالم".
ونوه العميد أشتياني كذلك بالسياسة الإستراتيجية للجمهورية الإسلامية في منطقة الخليج الفارسي، والتي تقوم على إنشاء أمن محلي وداخلي، مشدّدًا على ضرورة إجراء محادثات أمنية بين دول المنطقة.
من جهته، أعرب وزير الدفاع الصيني الفريق وي فنغ هه عن ارتياحه لزيارة طهران، مشيرًا إلى السجل العريق للعلاقات الإيرانية الصينية، ومؤكدًا إرادة قادة البلدين لتوسيع العلاقات الثنائية في جميع المجالات.
وأوضح أن الهدف من زيارته لطهران هو تعزيز مستوى التعاون الدفاعي الاستراتيجي بين البلدين. معتبرًا أن وجوده ووجود المسؤولين العسكريين الصينيين في إيران يظهر الأهمية الاستراتيجية والعلاقات العميقة بين البلدين.
وعزا وزير الدفاع الصيني العديد من حروب العالم وانعدام الأمن إلى إجراءات الهيمنة والأحادية الأميركية، قائلا: "إن التعاون بين القوات المسلحة للجمهورية الإسلامية الايرانية والصين سيلعب دورًا هامًا في إحباط هذه الأجراءات ومحاربة الإرهاب".
وانتقد الجانبان في هذا الاجتماع الإجراءات الأميركية الأحادية الجانب التي أدت إلى انتشار انعدام الأمن وعدم الاستقرار في العالم، وبحثا استراتيجيات تعزيز وتعميق التعاون الدفاعي والعسكري بين البلدين، وتطوير التعاون الثنائي كعامل فعال لتعزيز الاستقرار والأمن الإقليميين.
وفي نهاية الاجتماع وجه وزير الدفاع الصيني الدعوة لنظيره الإيراني لزيارة الصين.