الخليج والعالم
العملية العسكرية الروسية.. عمليات مركّزة ودونباس الهدف
لليوم الـ61 تتواصل العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وتستمر القوات الروسية بنتفيذ عمليات تركز فيها على تدمير القدرات العسكرية للجيش الأوكراني، في حين تعمل على تحرير أراضي دونباس.
وبينما تصعد دول الغرب دعمها الاقتصادي والعسكري والسياسي لكييف، رفضت برن طلب برلين السماح لها بتزويد أوكرانيا بذخائر تسلمتها من سويسرا، معربة عن التزامها الحياد على صعيد إمداد أوكرانيا بالسلاح.
وأفادت مجلة "زونتاكس تسايتونغ" الأسبوعية أن ألمانيا كانت تنوي إرسال ذخائر سويسرية إلى أوكرانيا، وسألت برلين برن عما إذا كان بإمكانها فعل ذلك، فيما أكدت وزارة الاقتصاد الفدرالية لوكالة الأنباء السويسرية أنها رفضت طلب ألمانيا، مشيرة إلى حياد سويسرا و"المعايير الإلزامية الواردة في القانون بشأن المعدات الحربية".
واشنطن ستخصص موارد مالية لتمويل مساعدات عسكرية لأوكرانيا
وأعلن وزيرا الخارجية والحرب الأميركيان أنتوني بلينكن ولويد أوستين خلال زيارتهما إلى كييف، أن واشنطن ستخصص موارد مالية لتمويل مساعدات عسكرية لأوكرانيا. ونقلت وكالة "أسوشيتد برس" عن الوزيرين أنه تم تخصيص 713 مليون دولار للتمويل العسكري لأوكرانيا و15 دولة أوروبية أخرى.
ووفقًا للوكالة، ستحصل أوكرانيا على أكثر من 322 مليون دولار من هذه الأموال، وسيتم توزيع الباقي على دول شرق ووسط أوروبا.
في سياق آخر، أفاد محافظ مقاطعة كورسك الروسية رومان ستاروفويت أن نظام الدفاع الجوي الروسي أسقط طائرتين بدون طيار تابعتين للقوات المسلحة الأوكرانية في قرية بوروفسكويه بالمقاطعة.
وكتب ستاروفويت في صفحته على "تلغرام": "في الساعة 04:15 صباحًا قامت منظومات نظام الدفاع الجوي الروسي بإسقاط طائرتين بدون طيار تابعتين للجيش الأوكراني. ولم يؤد ذلك إلى وقوع ضحايا أو إصابات أو دمار، ولا يزال الوضع تحت السيطرة تمامًا".
انتهاء القتال في مدينة ماريوبول
من جهته، أعلن عمدة مدينة ماريوبول قسطنطين إيفاشينكو انتهاء القتال في المدينة وعودة الحياة إلى طبيعتها بعد تحريرها من قوات كييف والتشكيلات النازية.
وقال إيفاشينكو: "لم يعد هناك أعمال قتالية في المدينة. يمكن للسكان البدء في زراعة حدائق منازلهم، وتغيير النوافذ التي تعرضت للقصف، الحياة المدنية والسلمية تعود تدريجيًا".
صواريخ "سارمات"
بدوره، أكّد الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء الروسية "روس كوسموس" دميتري روغوزين أن صاروخ "سارمات" فرط الصوتي النووي العابر للقارات، سيضمن أمن البلاد في الـ30 أو الـ40 سنة القادمة.
وفي تصريح للقناة الروسية الأولى قال روغوزين: "نحن لا نتحدث عن عبث أو نتفاخر، بل إن صاروخ "سارمات" سيكون أساس أمننا لمدة تتراوح بين 30 و40 عامًا قادمة".
وأشار إلى أن أنظمة الدفاع الصاروخي الأميركية الحديثة وحتى الواعدة لن يكون لديها الوقت للرد على صاروخ "سارمات"، وأن رصده يكاد يكون مستحيلًا لميزاته الفريدة وسرعته الفائقة.
العقوبات على روسيا
وبخصوص العقوبات المفروضة على روسيا، كشفت المفوضية الأوروبية أن حزمة العقوبات الأوروبية السادسة ضد روسيا، قد تشمل قيودًا على استيراد النفط، ولكن يجب صياغتها بطريقة تقلل من الأضرار التي قد تلحق بدول الاتحاد الأوروبي.
وقال نائب رئيس المفوضية الأوروبية فالديس دومبروفسكيس في مقابلة مع صحيفة التايمز: "نحن نعمل على الحزمة السادسة من العقوبات، وإحدى القضايا التي ندرسها هي شكل من أشكال الحظر النفطي. عندما نفرض عقوبات، يجب أن نفعل ذلك بطريقة تزيد من الضغط على روسيا مع تقليل الأضرار الجانبية علينا".
وأشار إلى أن طبيعة العقوبات لم يتم الاتفاق عليها بعد، لكنها قد تشمل الإلغاء التدريجي لاستيراد النفط الروسي أو فرض تعريفات جمركية على الصادرات تتجاوز حدًا معينًا للسعر.
في حين قال المفوض الأعلى للسياسة الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل: "إن دول الاتحاد لم تتوصل حتى الآن إلى إجماع حول حظر استيراد النفط والغاز من روسيا".
وأضاف بوريل في مقابلة نشرتها صحيفة دي فيلت الألمانية: "في الوقت الحالي، ليس لدينا موقف موحد في الاتحاد الاوروبي بشأن هذه القضية".
وفي هذا السياق، أفادت صحيفة "ديلي تليغراف" بأن الاقتصاد البريطاني سيخسر نحو 6.2 مليار جنيه إسترليني (7.96 مليار دولار) بسبب العقوبات المفروضة على روسيا. وكانت قد فرضت المملكة المتحدة حظرًا على استيراد الفضة والمنتجات الخشبية وعالية الجودة من روسيا، كما حظرت استيراد الحديد والصلب، وتصدير السلع الكمالية لها، وأوقفت أي دعم جديد لتمويل الصادرات لروسيا وبيلاروس.
وأظهر تحليل رسمي للإجراءات التجارية صدر في وقت سابق من هذا الشهر أن القيود ستؤدي إلى خسائر بمليارات الدولارات للاقتصاد البريطاني على مدى السنوات التسع المقبلة، رغم ضآلة حجم التبادل التجاري بين لندن وموسكو أصلًا.
من جهتها، أكدت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن موسكو ومينسك تواجهان العقوبات الغربية منذ سنوات عديدة، وتعرفان كيفية الرد عليها.
وقالت زاخاروفا عبر قناة ONT التلفزيونية البيلاروسية ردًا على سؤال حول تكثيف الاندماج بين البلدين المتحدين على خلفية العقوبات: "موسكو ومينسك تعيشان تحت العقوبات منذ سنوات عديدة، لذا فنحن نعرف كيفية الرد على ذلك. في الوحدة قوة". وذكرت الدبلوماسية الروسية أن جميع العقوبات الغربية يتم فرضها "تحت شعار التمسك بالمبادئ"، موضحة أن نفس هذه "المبادئ" استخدمت ضد فنزويلا وكوبا ودول أخرى، لكن هذه "المبادئ" يمكن أن تتغير في ثانية واحدة، وتختفي في الوقت الذي يحتاج فيه القادة الغربيون لحل مشاكلهم الملحة.
مفاوضات حول استخدام الأصول الروسية المجمدة في إعادة إعمار أوكرانيا
وقد أعلنت السلطات الأوكرانية أنها تتفاوض مع الولايات المتحدة ودول غربية أخرى حول استخدام الأصول الروسية المجمدة في إعادة إعمار أوكرانيا.
وأوضح رئيس وزراء أوكرانيا دينيس شميغال في مقابلة مع شبكة "سي بي إس" أن "الهدف هو إيجاد حل بشأن كيفية استخدام هذه الأصول المجمدة لتمويل إعادة إعمار أوكرانيا".
وكان قد أكد وزير المالية الروسي أنطون سيلوانوف في وقت سابق أن الجانب الروسي يعتبر تجميد أصوله في الخارج سرقة، مشيرًا إلى أن الغرب جمّد حوالى 300 مليار دولار من احتياطات روسيا من الذهب والنقد الأجنبي.
إجلاء عدد من الدبلوماسيين الروس
وفي الوقت الذي يفرض فيه الاتحاد الأوروبي حظرًا على رحلات الطائرات الروسية فوق أراضيه، أفادت وسائل إعلام بلغارية أن السلطات وافقت على عبور طائرة حكومية روسية أجلت عددًا من الدبلوماسيين الروس "غير المرغوب فيهم" في الاتحاد الأوروبي من بلغراد عبر أجوائها.
وأفادت وكالة BGNES نقلًا عن مصدر في الحكومة البلغارية بأنّ "بلغراد سمحت بتحليق طائرة تابعة للحكومة الروسية كانت تجري مهمة إنسانية فوق أراضي الجمهورية". وأضافت أن "الطائرة نقلت الدبلوماسيين الروس الذين أعلنت أنهم غير مرغوب فيهم، من العاصمة الصربية بلغراد إلى وطنهم".
مليون لاجئ وصلوا إلى روسيا
على المقلب الآخر، أفاد مصدر في هيئة الأمن الروسية أنّ عدد اللاجئين الذين وصلوا إلى الأراضي الروسية من أوكرانيا ودونباس يقترب من مليون شخص. ونقلت وكالة "تاس" عن المصدر: "وفق المعلومات الموجودة صباح اليوم الاثنين، وصل أكثر من 974 ألف شخص، بمن فيهم 178 ألف شخص، إلى روسيا من أوكرانيا ودونباس".