الخليج والعالم
سورية: الاقتتال الداخلي يهيمن على مناطق الفصائل الإرهابية
دمشق - علي حسن
لا تزال الفوضى والاقتتال والصراعات الداخلية العنوان الأبرز للمناطق التي تسيطر عليها الفصائل الإرهابية المسلحة في إدلب وريف حلب الشمالي والتي يدفع ثمنها السكان المحليون الذين لا ذنب لهم سوى وجودهم في تلك المناطق.
أسباب الاقتتال
ذكرت مصادر أهلية وتنسيقيات تابعة للجماعات المسلحة أن الشهر الماضي وحده شهد أكثر من اثنتي عشرة معركة واشتباكًا مسلحًا بين تلك الفصائل التي تنضوي جميعًا تحت مسمى الجيش الوطني السوري، المدار من قبل تركيا، عدا عن التفجيرات وعمليات الاغتيال.
وذكرت تلك المصادر وقوع العديد من القتلى والجرحى ولا سيما في صفوف المدنيين الذين صادف وجودهم في مناطق الاشتباك واضطروا لمغادرة بيوتهم ريثما تهدأ المعارك. وعلى الرغم من أن كل تلك الفصائل تعمل تحت إمرة الجيش التركي وتنضوي ولو بالاسم تحت قيادة مشتركه إلّا أنّ كلّ المحاولات لإيقاف الاقتتال الداخلي فيما بينهم باءت بالفشل الذريع.
ويعيد المحلل السياسي، إسماعيل مطر، ذلك الفشل إلى التنافس الشديد فيما بين الفصائل المسلحة على الغنائم ونهب السكان المحليين الخاضعين لسيطرتهم، بالاضافة إلى الصراع على المعابر التي تعود عليهم بالمال الوفير.
واعتبر مطر خلال حديث خاصٍ بموقع "العهد الإخباري" أنَّ هناك سببًا آخر لتلك المواجهات، وهو كثرة تلك الفصائل وبالتالي كثرة الزعامات التي تحاول أن تظهر أمام التركي أنها الأقوى في الساحة وبالتالي فهي الأجدر بأن يعتمد عليها في أي خطط أو مشاريع مستقبلية تُرسم لتلك المناطق أو حتى في أية تسوية سلمية في سورية بعد إدراك الجميع أن مشروع إسقاط الدولة السورية قد باء بالفشل.
"محاولات صلح باءت بالفشل"
أمام مشاهد الفوضى والدماء التي تلخّص المشهد في مناطق سيطرة المسلحين دأب العديد من القوى على محاولة إيقاف الصراع بين الأطراف المتقاتلة، ومن بين هذه المحاولات الزيارة التي قام بها ما يسمى "وزير دفاع الجيش الوطني" التابع لتركيا إلى تلك المناطق وتفقده خطوط المواجهة مع الجيش السوري وحلفائه، ولقاؤه مع زعماء العشائر، إلّا أن تلك الزيارة لم تكد تنتهي حتّى اندلعت اشتباكات عنيفة بين أحد الفصائل ومسلحين مهجرين من محافظة حمص، سببه شجار بين أطفال، وقيام أحد قادة الفصائل بالذهاب إلى مكان الشجار وضرب أحد الأطفال ما استدعى هجومًا شنّه أهل الطفل وهم من أصول حمصية واستيلاءهم على أحد حواجز ذلك الفصيل بعد قتل أحد عناصره.
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
22/11/2024