الخليج والعالم
"رابطة العالم الإسلامي"..تطبيع مع العدو تحت غطاء التعاون الديني
موجة التطبيع العربي مع العدو الصهيوني تجاوزت طابعها السياسي والاقتصادي لتصل إلى المستوى الديني عبر "رابطة العالم الإسلامي"، التي لطالما كانت أداة طيّعة بيد النظام السعودي خلال محاولاته لتمييع الإسلام والتضحية بمبادئه من أجل مشاريع العلاقة بين الأديان.
وفي هذا السياق، قال الأمين العام لـ"رابطة العالم الإسلامي" محمد بن عبدالكريم العيسى إنّ: "الرابطة تقدّر علاقة الصداقة والاحترام بين الإسلام واليهودية، وتسعى لتحويل مبدأ التعاون بين الأديان من مجرد مسعى رمزي إلى مشروع عملي"، مؤكّدًا "ضرورة أن يتحقق التعاون بين الأديان في الواقع العملي".
وزعم العيسى في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" الأميركية أنّ "فترة ولايته كأمين عام للرابطة تركزت على كسر الانقسامات الدينية وتقديم تغييرات ملموسة على هذا الصعيد"، مشيرًا إلى أن "زيارته الأخيرة لأوشفيتز في بولندا (عام 2020)، حيث موقع معسكر سابق للنازيين، برفقة وفد بارز من العلماء المسلمين، جاءت في هذا السياق".
وادعى أن "هذه الفعاليات تواجه الروايات المرسخة للانقسام الديني"، وقال: "سوف يؤسس نظرائي اليهود سابقة جديدة وسيحققون تقدمًا ملموسًا في العلاقات بين القادة الدينيين المسلمين واليهود".
يشار الى أنها ليست المرة الأولى التي يدأب فيها العيسى على تبييض صورة نظام آل سعود بوصفه الواجهة، تحت مزاعم "إصلاح الدين" من أجل السياسة الدولية، بل إن سجله يشهد تسجيله تحولًا في توجهات الرابطة مع بداية صعود ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، من جبهة "الإرهاب" إلى جبهة "التطبيع"، وذلك بعد أن كان اسم الرابطة قد ارتبط بدعم وتمويل الإرهاب.
وفي هذا السياق، قال المدير التنفيذي لمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدن روبرت ساتلوف: "إن الرابطة نشرت سلالة خبيثة من الكتابات والأفكار والمواعظ المعادية لإسرائيل وللسامية، ولكن تحت قيادة العيسى كان هناك تغييرًا جذريًا في نهجها، حيث تصدت للمتشددين وزادت من تواصلها مع الأديان الأخرى".
ولا يمكن فصل تعاون الرابطة مع معهد "توني بلير للتغيير العالمي" بما يمثله، باعتباره قدّم الخطوات المدروسة التي أقدم عليها العيسى، أولها توقيع اتفاق مع اللجنة اليهودية الأميركية (AJC)في العام 2020، حيث لم يتطرّق أمين عام الرابطة في حديثه إلى القضية الفلسطينية، معتبرًا أن "خلط الدين بالسياسة هو سبب التباعد بين المسلمين واليهود، وإنه يعمل على التقريب بينهما".
وقال العيسى: "بينما عاش اليهود والعرب جنبًا إلى جنب على مدى قرون.. من المحزن أننا ابتعدنا في العقود الأخيرة عن بعضنا البعض، هناك من يحاولون تزييف التاريخ، من يدّعي أن المحرقة هي الجريمة الأكثر فظاعة في تاريخنا البشري، انها نسج الخيال"، على حد زعمه.