الخليج والعالم
خبير عسكري أميركي: واشنطن لا تتعلم الدروس من الماضي
رأى الجنرال الأميركي المتقاعد "دوغلاس ماغريغور"، أن مساعي ضم أوكرانيا إلى حلف الناتو قد تكون أسوأ خطأ استراتيجي في السياسة الخارجية الأميركية منذ الحرب العالمية الثانية.
ويعتبر الجنرال "ماغريغور"، من أهم الخبراء العسكريين الأميركيين وهو صاحب مؤلفات حول القضايا العسكرية، وكان شغل منصب كبير مستشاري البنتاغون خلال حقبة الرئيس السابق دونالد ترامب.
وتحدث "ماغريغور" في مقالة نشرها في مجلة "ذا أمريكان كونسرفيتف" عن "سجل طويل في الاحكام الخاطئة للواقع الاستراتيجي من قبل النخبة الحاكمة في واشنطن".
وأشار في مقالته إلى أنَّ "المسافة الجغرافية القريبة بين أوكرانيا وروسيا تسمح للأخيرة بالاستفادة القصوى وغير المقيدة من قوات الاحتياط والمعدات والقوة النارية التي تمتلكها"، معتبرًا أنَّ القوات الجوية والبرية الروسية قادرة على تدمير "المقاومة الأوكرانية".
كذلك لفت "ماغريغور" إلى عمق استراتيجي "هائل" تتمتع به موسكو في منطقة يوروآسيا كونها تملك اقتصادًا يرتكز على السلع مثل المواد الغذائية والطاقة والمعادن وغيرها من الموارد، حيث قال إن هذه الموارد تجعل موسكو "الشريك الاستراتيجي الطبيعي" للصين، وهذا بدوره يحمي الحدود الروسية مع القارة الآسيوية.
وأضاف الكاتب: "إن الدور الذي تلعبه موسكو في ترسيخ الاستقرار في منطقة آسيا الوسطى يجعل من قوة روسيا عاملًا ضروريًا من أجل نجاح مشروع الصين المسمى حزام واحد طريق واحد".
وتابع: "إن استخدام واشنطن المفرط للعقوبات المالية تسبب بإضعاف - إن لم يكن تآكل - الثقة في النظام المصرفي العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة".
ورجح أنَّ تبادر دول في أوروبا وآسيا وأفريقيا إلى الإلتفاف على العقوبات المفروضة على موسكو من أجل شراء السلع من روسيا وبيلاروسيا بأسعار أقل، أو أن ترفض هذه العقوبات.
وذكر "ماغريغور" أنَّ روسيا بدأت عملية فك ارتباط اقتصادها مع عملة الدولار منذ أعوام من أجل التقليل من تأثير العقوبات الأميركية والأوروبية. مشيرًا إلى أن هناك دولًا أخرى بدأت هي أيضًا بفك ارتباطها مع الدولار مثل الصين والهند.
وتابع الكاتب: "إن اليابان ورغم تضامنها العلني مع واشنطن إلا أنها دخلت في المشروع اليوروآسيوي عندما وقعت على الإنضمام إلى الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة وهي أكبر تكتل تجاري في العالم".
وأضاف: "إن طوكيو أعلنت أنها لن تفرض حظرًا على واردات النفط والغار الآتية من روسيا"، متوقعًا أن تواصل اليابان التعاون مع روسيا في مشاريع اقتصادية مشتركة هامة.
ورأى الخبير العسكري الأميركي أنَّ الأوروبيين سيضطرون قريبًا إلى اتخاذ قرار حول ما إذا كانوا سيرفضون التبادل التجاري والتعاون مع حكومات في منطقة يوروآسيا ترفض "الليبرالية الغربية".
وبعد الإشارة إلى الأخطاء التاريخية التي ارتكبتها النخبة الحاكمة الأميركية، قال "ماغريغور": "إن واشنطن لا تتعلم الدروس من الماضي، ألمانيا النازية والاتحاد السوفييتي واليابان شكلوا قوة لا تقهر بعد هزيمة الإنكليز والفرنسيين في شهر حزيران/يونيو عام 1940".
وبيَّن أنَّ واشنطن أو أي مجموعة من القوى ما كانت استطاعت الوقوف بوجه هذا التكتل الثلاثي لعقود فيما لو استمر التحالف فيما بينهم.
وخلص الكاتب إلى أنَّ الرئيس الأميركي بايدن وصناع السياسة في واشنطن يهيؤون الأرضية لسيطرة دول مثل روسيا والصين والهند واليابان على منطقة يوروآسيا، وبالتالي يعيدون إحياء الظروف التي كانت تخشى منها واشنطن عام 1940.