الخليج والعالم
تقدير موقف لعمليات الجيش الروسي – اليوم 32
دخلت العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا شهرها الثاني مه مواصلة الجيش الروسي توجيه ضربات صاروخية وجوية دقيقة وتكتيكية للمواقع العسكرية والحيوية الأوكرانية.
تكتيكات الجيش الروسي في المرحلة الثانية
من الواضح أنّ تكتيكات الجيش الروسي في المرحلة الثانية مختلفة اختلافاً كليّاً عن المرحلة الأولى .
في المرحلة الأولى امتازت عمليات الجيش الروسي بالحركة السريعة حيث استطاعت وحدات الجيش الروسي ان تُنجز اندفاعات سريعة تمثلت في بناء جسور اندفاع على محاور الجبهات الشرقية والشمالية والجنوبية وان تصل خلال الأيام الثلاثة الأولى الى ضواحي المدن الكبرى وهي العاصمة كييف وخاركوف وسومي وهي مدن مطوقة من ثلاث اتجاهات / في حين ان مدينة ماريوبول المطوقة بالكامل على وشك السقوط بيد القوات الروسية بعد ان تم دفع القوات الأوكرانية وكتيبة آزوف الى بقعة محدودة في المنطقة الصناعية .
إضافة الى ما تقدم أنجزت القوات الروسية السيطرة على اكثر من 130 مدينة وبلدة في إقليم الدونباس وعلى عشرات المدن والبلدات الكبيرة في اوكرنيا ضمن نطاق السيطرة الروسية على الجبهات الثلاثة .
بما يرتبط بالمرحلة الثانية من الواضح ان الجيش الروسي في مرحلة تحضيرات كبيرة تتمثل في تثبيت السيطرة على المناطق التي وصل اليها إضافة الى تنفيذ اعادات تموضع في المناطق الرخوة وخصوصاً مناطق السيطرة الرأسية التي يتخلى الجيش الروسي عنها طوعاً لأن البقاء فيها يمكن ان يعرِّض الوحدات الى هجمات من ثلاث اتجاهات من مفارز القتال والكمائن الأوكرانية .
في المرحلة الثانية تبدو التكتيكات الروسية متجهة الى تجفيف قدرات الجيش الأوكراني من خلال استهداف المستودعات الكبرى من الوقود والذخائر والعتاد وهي مرحلة بدأت فعلاً عبر استهداف يومي منتظم للمستودعات على كامل الأراضي الأوكرانية للحد من حركة الآليات والتأثير في قدرات الإستخدام الناري للذخائر .
في بدايات المرحلة الثانية تتركز الإستهدافات على مخازن الصواريخ المضادة للطائرات وصواريخ توشكا – أوْ إضافة الى صواريخ راجمات " بي أم 3 - سميرتش " ذات المدى البعيد الذي يصل الى 90 كلم ويمكنها اطلاق صواريخ تحمل قنابل عنقودية وانشطارية والغام مضادة للأفراد والدروع وراجمات " اوراغان بي أم 27 " ويصل مداها الى 40 كلم إضافة الى صاروخ توشكا – أو الذي يصل مداه الى 120 كلم بنسخته الموجودة لدى الجيش الأوكراني ، ورغم ان الصاروخ لا يُعتبر من الصواريخ الدقيقة وتبلغ نسبة الخطأ فيه بين 150 و200 متر الا انه يصبح صاروخاً مدمراً اذا استهدف مناطق سكنية برؤوس تحمل قنابل عنقودية وكذلك تجمعات جنود الجيش الروسي .
وانطلاقاً من تأثير هذه الصواريخ على مجريات الميدان وحركة القوات الروسية تركز خطط الجيش الروسي في المرحلة الثانية على حرمان الجيش الأوكراني من هذه الصواريخ للحد من قدرته على التأثير في حركة الجيش الروسي .
إضافة الى الصواريخ ستؤدي عمليات استهداف مستودعات المحروقات الى الحد من قدرة الجيش الأوكراني على الحركة وبذلك تضمن القيادة الروسية التأثير في قدرتي الحركة والنار للقوات الأوكرانية ومنح الوحدات الروسية قدرات حركة اعلى واسرع على مسرح العمليات اللاحقة .
ختاماً: من المؤكد ان مرحلة استنزاف القدرات النارية للجيش الأوكراني ستكون سمة المرحلة الثانية مع تنفيذ اندفاعات مدروسة ومحدودة ستكون الأولوية فيها لإنجاز تحرير كامل أراضي جمهوريتي لوغانسك ودونييتسك وهي مهمة تسير بشكل متسارع رغم انه لن يكون هناك أي عائق امام الجيش الروسي للبدء بتنفيذ اندفاعات الى مناطق لاحقة انطلاقاً من مواضع السيطرة الحالية وخصوصاً بما يرتبط باستكمال تطويق مدن كييف وسومي وخاركوف بشكل أساسي لاستخدام الإنجازات في المفاوضات للضغط على الجانب الأوكراني .