الخليج والعالم
"واشنطن بوست": بايدن يسترضي السعودية وابن سلمان يواصل البلطجة
شنّت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية هجومًا عنيفًا على ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، داعية الرئيس الأميركي جو بايدن إلى عدم الخضوع لابتزازه.
ودعت الصحيفة إدارة بايدن إلى التوقف عن استرضاء السعودية من أجل ضخ مزيد من النفط في السوق العالمية، مشيرة إلى أن ابن سلمان يواصل "البلطجة" جراء تلك الحالة.
وسلّطت الصحيفة الضوء على دلالات تصريحات ابن سلمان في مقابلته الأخيرة مع مجلة "أتلانتيك" الأميركية، واصفة إياها بأنها تعبير عن "غطرسة مثيرة للاشمئزاز"، سواء فيما يتعلق بعلاقة السعودية مع الولايات المتحدة، أو بمسؤوليته الشخصية عن جريمة اغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ "حرية التعبير في السعودية تتعرض للانتهاك باستمرار، إذ أعدمت السلطات هذا الشهر 41 معارضًا في يوم واحد، معظمهم حرموا من المحاكمات العادلة أو الإجراءات القانونية الواجبة".
ولفتت الصحيفة إلى أنّ ابن سلمان يرفض إدانة ما أسمته "الغزو الروسي الوحشي لأوكرانيا"، بينما يقترح علاقات أوثق مع الصين، على خلفية اعتقاد مفاده أنّ الولايات المتحدة تحتاج إلى السعودية كما تحتاج المملكة لها، على حد قولها.
واعتبرت أن تعويل "ابن سلمان على تعميق العلاقة مع الصين غير ذي جدوى للبلاد، إذ من غير المرجّح أن تضع الصين طائرات حربية على مدرج مطار الطائف لإنقاذ السعودية، كما فعلت الولايات المتحدة في العام 1991".
الصحيفة أشارت إلى استمرار الدعم "الدفاعي" الأميركي للمملكة، وآخرها نقل عدد كبير من بطاريات باتريوت المضادة للصواريخ لمساعدة السعودية في إبطال مفعول الصواريخ التي يطلقها اليمنيون.
وتحدّثت الصحيفة عن مقولات لابن سلمان في حواره الأخير، منها أنّه "لا يهتم" بعدم تواصل بايدن معه بشكل شخصي، وتأكيده أنّه لم يقرأ مقالات لخاشقجي في حياته، وأنه لو كان آمرًا بتنفيذ عملية الاغتيال لأمر بقتل صحفي أكثر أهمية منه.
وذكرت الصحيفة أنّ "وكالة المخابرات المركزية الأميركية الـCIA أفادت بوقوف ابن سلمان شخصيًا وراء عملية الاغتيال"، مشددة على أنّ بايدن كان محقًا في تجاهل ابن سلمان حتى وقت استخدام احتياطاته النفطية لانتزاع احترام الرئيس الأميركي.
وأشارت إلى أنّ "العلاقة الطويلة بين أميركا والسعودية ستستمر في الصعود والهبوط، لكن في جميع التعاملات مع المملكة، يجب على بايدن أن يلتزم بالمبادئ التي اهتم بها خاشقجي بشغف، مهما كان ذلك مزعجًا للحاكم الفعلي في الرياض".