الخليج والعالم
31 يومًا من العملية الروسية.. موسكو تسيطر على مقاطعات جديدة
يواصل الجيش الروسي ضرب المرافق العسكرية الأوكرانية لليوم الـ31 بعد إعلان موسكو عن تحقيق أهداف المرحلة الأولى من عمليتها في أوكرانيا، وسط تصعيد الغرب إمداد كييف بالأسلحة. ويستخدم الجيش الروسي لضرب الأهداف الأرضية في أوكرانيا نموذجا مطورا لـ"الدبابة الطائرة" "سو-34"، وهي مخصّصة لتوجيه ضربات إلى أهداف العدو في عمقه العملياتي والتكتيكي على خلفية التشويش اللاسلكي الإلكتروني وعمل دفاعاته الجوية. ويمكن أن تعمل الطائرة ليلًا ونهارًا وفي ظروف الطقس المعقد، في حين قالت ممثلية جمهورية دونيتسك الشعبية في مركز مراقبة وقف إطلاق النار "إن الجيش الأوكراني استخدم في قصف بلدة ياسينوفاتايا راجمات صواريخ من طراز "غراد"".
وفي سياق متصل، قال نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري مدفيديف في حديث لوكالة "نوفوستي" و"روسيا اليوم" إنه "توجد عدة حالات تملك خلالها روسيا حق استخدام الأسلحة النووية". وذكر مدفيديف أنه "تم سرد كل هذه الحالات في وثيقة خاصة بذلك، وهذا يدل على عزم الدولة على الدفاع عن سيادتها، ولكن مع ذلك، في المواقف الصعبة، تكون المفاوضات هي الطريقة الأفضل والأصح".
وأضاف مدفيديف: "هذه الحالات موضحة في وثيقة تم إقرارها بمرسوم رئاسي، وهذا يدل على تصميمنا على الدفاع عن استقلال وسيادة بلادنا، وعدم إعطاء أي سبب للشك حتى ولو طفيف في أننا على استعداد للرد بشكل لائق على أي تعد على بلادنا وعلى استقلالها وعلى النهج الذي تسلكه".
وسرد مدفيديف هذه الحالات: "الأولى بينها، هو تعرض روسيا لضربة صاروخية مع استخدام وسائل التدمير النووي. الحالة الثانية هي استخدام مختلف الأسلحة النووية ضد روسيا أو حلفائها. الحالة الثالثة هي التعدي على البنية التحتية الحيوية، مما يؤدى إلى شل نشاط قوات الردع النووي الروسية. والحالة الرابعة هي عندما يتم تنفيذ عمل عدواني ضد روسيا أو حلفائها، مما يؤدى إلى تهديد وجود البلاد ذاتها، حتى بدون استخدام الأسلحة النووية، أي باستخدام أسلحة تقليدية".
الحرب الاقتصادية ضد روسيا
وبخصوص العقوبات المفروضة على روسيا، قال مدفيديف إن الحرب الاقتصادية بدون قواعد ضد روسيا، والتي بدأتها الدول الغربية، ستدمر الهيكل الاقتصادي العالمي بأكمله. وأضاف مدفيديف في حديث لـ"روسيا اليوم": "إنهم في الغرب يجمدون أصول المؤسسات المالية وحتى البنك المركزي، بل وحتى يتحدثون عن الاستيلاء على هذه الأصول، أي تأميمها. هذه طبعا حرب بدون أية قواعد، وستكون نتيجتها تدمير بنية كل الاقتصاد العالمي".
من جهتها، خلصت مجلة "شبيغل" الألمانية إلى أن قرار الرئيس فلاديمير بوتين تسعير الغاز للدول غير الصديقة بالروبل أثار الهلع في أسواق الطاقة، ووضعها في موقف يجعل العقوبات ضد روسيا تبدو سخيفة. وأشار المقال إلى أن هذه المناورة تسببت في حدوث ارتباك في مجالس إدارة شركات الطاقة الأوروبية ووزارات الاقتصاد في دول الاتحاد الأوروبي، وأجبرت ممثليها على "تجفيف جباههم".
وأشار الخبير الاقتصادي ينس سودكوم في مقابلة مع المجلة إلى نجاح الزعيم الروسي في "صدم الغرب". وقال: "بهذا الشكل، يجبرنا بوتين على الالتفاف على عقوباتنا".
بدوره، أعرب خبير العملات بيتر بوفينغر أن موسكو بهذه الخطوة، تسعى إلى تعزيز الروبل. وقال: "إذا اضطر العملاء الغربيون إلى شراء الروبل بالدولار واليورو، فإن الطلب على العملة الروسية سيرتفع وسيرتفع سعرها تبعا لذلك".
ورجح محللو شبيغل أن هذه الأهداف قابلة للتحقيق تمامًا في الوقت نفسه، واعتبر الخبير الاقتصادي كلاوس يورغن غيرن أنه على الأرجح، في هذه الحالة، سيبدأ البنك المركزي الروسي في بيع الروبل لمستهلكي الغاز عبر البنوك الروسية، مما سيؤدي إلى استقرار العملة. وأضاف: "من خلال ذلك سيضع بوتين الغرب في موقف صعب للغاية، لأن العقوبات الغربية ستبدو سخيفة".
أنتونوف: الولايات المتحدة لا تعمل على إيقاف جرائم الحرب
بدوره، قال السفير الروسي لدى الولايات المتحدة أناتولي أنتونوف إن موسكو على عكس واشنطن تبذل قصارى جهدها لوقف جرائم الحرب. وأضاف: "تهدف العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، لوضع حد للإبادة الجماعية التي تمت ممارستها منذ فترة طويلة بحق المدنيين في دونباس، ولنزع سلاح النازيين الجدد في هذه الدولة. حان الوقت لكي يفهم الجميع أن بلادنا، على عكس الأيمركيين، تبذل قصارى جهدها لوقف جرائم الحرب".
وتعليقًا على اتهامات نائبة وزير الخارجية الأميركي فيكتوريا نولاند "بتورط القيادة الروسية في مقتل آلاف الأوكرانيين وعناصر الجيش الروسي"، أضاف أنتونوف إنّه "لا يمكن قبول مثل هذا الخطاب الوقح من قبل ممثل الخارجية الأميركية".
وتابع السفير الروسي: "كان يجب تحميل واشنطن مسؤولية المدن المدمرة ومقتل عشرات الآلاف من السكان في يوغوسلافيا وأفغانستان والعراق وليبيا وسوريا".
وشدّد السفير الروسي على أنّ الفظائع التي لا تعد ولا تحصى، التي ميّزت مسار التدخلات المسلّحة للولايات المتحدة و"الناتو"، لا تقتصر على التاريخ الحديث.
أطنان من المساعدات الإنسانية
من جانب آخر، أوصل الجيش الروسي 7 أطنان من المساعدات الإنسانية إلى إحدى المقاطعات في منطقة تشيرنيغوفسك في أوكرانيا.
وأكد العسكريون الروس حرصهم الشديد على أن تصل هذه المساعدات وتوزع بأمان على سكان بلدة قرب مدينة تشيرنيغوفسك الأوكرانية.
وتضمنت هذه الشحنة، منتجات أساسية، أغذية للأطفال والحبوب واللحوم والأسماك المعلبة والخضراوات.
إدارات عسكرية جديدة في مناطق جنوب أوكرانيا
صرح مسؤول روسي رفيع المستوى بأنه يجري حاليًا تشكيل إدارات عسكرية مدنية جديدة في مناطق جنوب أوكرانيا الخاضعة لسيطرة القوات الروسية. وجاء ذلك في حديث أدلى به غيورغي مرادوف، المندوب الدائم لجمهورية القرم لدى الرئاسة الروسية ونائب رئيس وزراء القرم، في حديث لوكالة "نوفوستي".
وقال مرادوف: "لقد بدأ بالفعل تشكيل إدارات عسكرية مدنية جديدة هناك، وأطلق البث التلفزيوني والإذاعي الروسي، وأصبح الناس يستخدمون الروبل الروسي بشكل متزايد في تعاملاتهم. كل هذه الخطوات في الاتجاه الصحيح، لأن جنوب شرق أوكرانيا كان دائمًا جزءًا مهمًا من الحضارة الروسية، وكان ضمن مقاطعة تاوريسا (التاريخية الروسية)".
وأشار مرادوف إلى أنّ الحديث يدور عن مقاطعة خيرسون وبعض مناطق جنوب مقاطعة زابوروجيه المطلة على بحر آزوف، بما فيها مدينتا ميليتوبول وبيرديانسك.
تحقيق في نشاط المختبرات البيولوجية في أوكرانيا
من ناحية ثانية، صرّح عضو بارز في مجلس الدوما (النواب) الروسي بأنّ نتائج التحقيق في أنشطة المختبرات البيولوجية في أوكرانيا، والذي فتحته لجنة التحقيق الروسية، سيتم رفعها إلى الأمم المتحدة.
وقال فيكتور فودولاتسكي، النائب الأول لرئيس لجنة مجلس الدوما لشؤون رابطة الدول المستقلة والتكامل الأوروبي الآسيوي، في تصريح لوكالة "تاس": "يعمل محقّقون في المناطق التي سجلت فيها حالات تفش واسعة النطاق لمرض السل والتهاب الكبد، مما يدل على أنها من صنع الإنسان".
وأضاف: "بعد جمع المواد وتحليلها سيتم تقديمها إلى كل من الأمم المتحدة ومحكمة دولية أعتقد أنه من الضروري عقدها لمحاسبة قيادة أوكرانيا، التي سمحت بإجراء تجارب خطيرة على مواطنيها، وقيادة الولايات المتحدة التي موّلت هذه المختبرات".
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
24/11/2024
مادورو يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
24/11/2024