كاتب أميركي: تمسك بوتين بأوكرانيا ليس مجرد موضوع مشاعر قومية

اعتبر الكاتب الأميركي توماس فريدمان في مقالة نُشرت بصحيفة "نيويورك تايمز" أن الولايات المتحدة الأميركية ليست بريئة بالكامل على صعيد تأجيج غضب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. 

وأضاف الكاتب أن "بوتين يعتبر أن الطموحات لترك منطقة نفوذه خسارة استراتيجية وفي نفس الوقت "اذلال وطني""، لكنه شدد على أن "تمسك" بوتين بأوكرانيا ليس مجرد موضوع مشاعر قومية. 

كما تابع الكاتب أن "هناك عاملين اثنين مسؤولين عن تأجيج الوضع، الأول هو قرار الولايات المتحدة "غير المدروس" بتوسيع حلف "الناتو" في حقبة التسعينيات رغم انهيار الاتحاد السوفييتي. أما العامل الثاني بحسب الكاتب فهو استغلال بوتين توسيع "الناتو" إلى المناطق القريبة من حدود روسيا من أجل تجييش الشعب الروسي لصالحه في سياق التعويض عن "فشله في القيادة""، وفق تعبير الكاتب. 

وأكد الكاتب أن غالبية الأميركيين لم يعيروا اهتمامًا يذكر حيال توسيع حلف "الناتو" في أواخر التسعينيات وأوائل الالفينيات عندما انضمت دول مثل بولندا والمجر وجمهورية التشيك ولاتفيا وليتوانيا واستونيا إلى الحلف، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أنّ هذه الدول كانت في السابق جزءًا من الاتحاد السوفييتي أو مصنفة ضمن منطقة نفوذه. 

ولفت الكاتب الى أن ما أثار التساؤلات هو إقدام الولايات المتحدة على توسيع حلف "الناتو" إلى المناطق القريبة من روسيا بينما كانت الأخيرة في حالة ضعف. كما استشهد في هذا السياق بحديث لوزير الحرب الأميركي الأسبق ويليام بيري خلال ندوة نظمتها صحيفة "الغارديان" عام 2016، حيث قال الأخير "إن الولايات المتحدة تتحمل مسؤولية كبيرة "خلال الأعوام الأولى" وضم بعض الدول في أوروبا الشرقية إلى حلف "الناتو" ومن بينها دول محاذية لروسيا شكل خطوة بالاتجاه الخطأ". 

كما ذكر الكاتب حديثًا جرى عام 1998 بينه وبين الدبلوماسي الأميركي السابق المعروف جورج كينان وهو من وضع خطة احتواء الاتحاد السوفييتي، كاشفًا أن الأخير اعتبر أن توسيع حلف "الناتو" يشكل بداية لحرب باردة جديدة والخطوة هذه هي خطأ جسيم، كذلك كشف عما قاله كينان في نفس الحديث عن سطحية النقاش الذي كان يدور في مجلس الشيوخ الأميركي وقتها حول هذا الموضوع. 

وفي الختام، قال فريدمان :"إن هذه الحرب هي "حرب بوتين" وإن الأخير هو "زعيم سيئ لروسيا وجيرانها"، معتبرًا أن أميركا وحلف "الناتو" ليسا مجرد متفرجين بريئين، بحسب قوله.

اوكرانيا

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم