معركة أولي البأس

 

الخليج والعالم

"هيئة تحرير الشام" تطرح نفسها "وكيلا وحيدا" على إدلب
18/02/2022

"هيئة تحرير الشام" تطرح نفسها "وكيلا وحيدا" على إدلب

محمد عيد

نفّذت "هيئة تحرير الشام" ("جبهة النصرة" سابقا) حملات اعتقال ومطاردة للقيادات الأجنبية للمجموعات الإرهابية في المناطق التي تحتلّها في مدينة إدلب، وذلك في سياق مساعٍ تقودها الهيئة لفرض سيطرة مطلقة على المشهد الميداني والتسويق لـ"اعتدال" توجهاتها.

وكثّفت الهيئة من عمليات الدهم والاعتقال للعناصر الإرهابية الأجنبية التابعين لـ"القاعدة" خاصة بعد طرد "كتائب أبو مسلم الشيشاني"، إذ استهدفت هذه العمليات عناصر من تنظيم "حراس الدين"  المقرب من تنظيم "داعش" الإرهابي، وبلغ عدد المعتقلين أكثر من 40 قياديا أبرزهم المدعوون "أبو عبد الرحمن المكي" و"أبو مصعب التركي" و"أبو ذر المصري" وآخرون متطرفون سوريون مثل المدعو "ابو حمزة الدرعاوي"، فضلا عن اعتقال حوالي 250 عنصرا من الصف الثاني والثالث.

وذكرت تنسيقيات المجموعات المسلحة أن "هيئة تحرير الشام" لم تكتف بذلك، بل طردت المقاتلين والقيادات الأجنبية من المنازل التي استولوا عليها.

الأسباب الموجبة

وفي هذا السياق، رأى الخبير في شؤون "الجماعات الأصولية" الدكتور حسام طالب في حديث لموقع "العهد الإخباري" أن "الهيئة تحاول أن تسيطر على المشهد الميداني في المناطق الخارجة عن سيطرة الحكومة السورية، عبر استئصال جميع التنظيمات الأخرى بما فيها تلك التي تتقاطع معها في "تفاصيل الأدبيات التكفيرية""، معتبرا أن الهيئة تسعى لفرض نفسها كـ"وكيل وحيد " للاستخبارات الغربية الناشطة في المنطقة خصوصًا الأمريكية والتركية، بحيث تقطف وحدها ثمار أي "حل سياسي مستقبلا بقوة الدفع الغربية والإقليمية".

وقال طالب إن "الهيئة تفكر بطريقة "براغماتية"، إذ انها تلحظ سيطرة الحكومة السورية على المساحة الأكبر في البلاد وتتلقف "الارهاصات الدولية والإقليمية" التي تشي بأن مسألة عودة دمشق إلى محيطها الإقليمي وإعادة اعتراف العالم بشرعيتها هي مسألة وقت ليس إلا"، مضيفا أن "هذا ما يفسر السلوك المستجد الذي تمارسه الهيئة بقيادة زعيمها الإرهابي "ابو محمد الجولاني" عبر إحداث محاولة جديدة "للانخراط في اي عملية تسوية قادمة"، خصوصا بعد فشل مشروع إسقاط الدولة والايحاء للمجتمع الدولي والعالم بأنها تنظيم سوري محلي معتدل.

وأشار طالب إلى أن "هذا التنظيم سبق له وأن نقل ولاءه من تنظيم "داعش" الذي أرسله من العراق إلى سوريا، ثم إلى تنظيم "القاعدة" الذي قام بمبايعته لاحقا، ليصل أخيرا إلى "هيئة تحرير الشام" حاليا".

ولفت طالب إلى أن "هذه الخطوات بالاضافة إلى سلوكيات زعيمها الغريبة، بارتداء البنطلون والزي الرسمي الغربي واجراء لقاءات مع الصحف الغربية، هي مجرد "تغييرات شكلية"  لا تنطلي على أحد ولا تبرئ هذا التنظيم الإرهابي من الأعمال الوحشية والاجرامية التي اقترفها بحق المواطنين السوريين وشعوب المنطقة بشكل عام".

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم

خبر عاجل