الخليج والعالم
استهداف الجيش السوري في دمشق وحمص.. من يحرك الخلايا النائمة؟
دمشق ـ محمد عيد
استشهد جندي سوري وجرح 11 آخرين في تفجير عبوة ناسفة وضعت في حافلة مبيت عسكرية بالقرب من دوار الجمارك بدمشق. كما استشهد وجرح عدد آخر من الجنود السوريين في مطار الشعيرات بينهم طيارون، وتأتي هذه الاعتداءات في وقت أعلنت فيه موسكو أنها تملك معلومات عن نية الاستخبارات الأمريكية استغلال متطرفين في سورية لتنفيذ عمليات ضد القوات الحكومية السورية وروسيا وإيران
فهل تكون هذه اعتداءات الثلاثاء الأخيرة باكورة تنفيذ المخططات الأمريكية المستجدة التي حذرت منها موسكو؟
ضرب الإستقرار مجدداً
قال مصدر عسكري سوري إنه "حوالي الساعة 7:25 من صباح يوم 15 شباط/ فبراير 2022 انفجرت عبوة ناسفة مزروعة مسبقاً ضمن حافلة مبيت عسكرية في مدينة دمشق بالقرب من دوار الجمارك ما أدى إلى استشهاد جندي وجرح 11 آخرين". ونعت بعض وسائل التواصل الاجتماعي عددا من الشهداء الذين ارتقوا في مطار الشعيرات نتيجة عمل إرهابي مماثل تعرضوا له ومن بين الشهداء ضباط طياريون ولا توجد حتى الآن إحصائية دقيقة لعدد الشهداء والجرحى نتيجة الهجوم.
وتزامنت هذه الهجمات مع تحذيرات اطلقها مسؤولون روس عن نية الولايات المتحدة إستخدام إرهابيين لشن هجمات على الجيش السوري وعلى مصالح روسية وايرانية في سورية.
الخبير العسكري والاستراتيجي العميد قاسم قنبر أشار في حديث خاص بموقع "العهد" الإخباري إلى أن تفعيل الولايات المتحدة لعمل خلايا ارهابيه نائمة في سورية يهدف إلى ضرب حالة الإستقرار التي مرت بها البلاد في الفترة الأخيرة والإيحاء بأن الأمان الموجود في مناطق سيطرة الدولة السورية هو أمان وهمي يمكن تبديده في أية لحظة من خلال شن عمليات منفردة ومتزامنة كذلك تعيد السوريين ـ في الجانب النفسي على الأقل ـ إلى المربع الأول من القلق والتوجس رغم المصالحات والتسويات التي تجري على مستوى الجغرافيا السورية بأكملها والتي استبشر السوريون كثيراً بجدواها على أمنهم واستقرارهم لتأتي العمليات الإرهابية بالأمس من أجل أن تخلق انطباعا بأن "العبور إلى الإستقرار مرتبط بالتنازلات السياسية الكبرى التي تقدمها الحكومة السورية تحت الضغط على مستوى التنازل الرسمي عن الحقوق في الأراضي المحتلة في الجولان وفي الشمال والشمال الشرقي حيث المحتل الأمريكي والتركي فضلاً عن تقديم تنازلات ضخمة على مستوى اللجنة الدستورية التي تراوح اجتماعاتها في المكان، وبالعموم هناك رغبة في السيطرة على القرار السياسي السوري برمته على خلفية تحربك هذه الخلايا النائمة مجدداً ".
مشاغلة روسيا
وأضاف قنبر بأن هذه الاعتداءات الإرهابية تهدف كذلك إلى" التشويش على روسيا ومشاغلتها بعيدا عن الجبهة الاوكرانية" حيث يحتدم الصراع هناك. واعتبر قنبر أن ما حدث في سجن الحسكة لا يعدو كونه تمثيلية قام بها الأمريكيون والمتعاونون معهم لإيجاد مبرر لتهريب أكبر عدد ممكن من الارهابيين وإعادة تأهيلهم لمهاجمة القوات السورية والمواطنين الأبرياء على حد سواء وهو "الدور القذر الذي تقوم به قاعدة التنف الأمريكية على مثلث الحدود السورية الأردنية العراقية حيث بخشى الأمريكيون من أي تواصل سوري عراقي سواء على المستوى الرسمي أو على مستوى فصائل المقاومة "يسعون من خلال ضخ الحياة في جسد داعش المتهالك إلى إيجاد تبرير إضافي لبقاء قوات الإحتلال الأمريكي في المنطقة الشمالية الشرقية حيث تتم سرقة النفط السوري ومحاصبل القمح والشعير وغيرها من الثروات السورية".
يشار إلى أنه في تشرين الثاني/ نوفمبر من العام الماضي ارتقى ١٤ شهيدا وعدد كبير من الجرحى جراء اعتداء مزدوج من قبل مجموعات إرهابية متطرفة على حافلة مبيت تضم عسكريين سوريين قبل أن يلقي الأمن السوري القبض عليهم ويعرض اعترافاتهم على التلفزيون الرسمي.