الخليج والعالم
لقاء المعارضة في الجزيرة العربية: انتفاضة القطيف والأحساء لن تكون مكتومة
في الذكرى الـ11 لانتفاضة الأحساء والقطيف، أكد لقاء المعارضة في الجزيرة العربيّة في بيان له أن الانتفاضة الثانية التي اندلعت عام 2011 وإن لم تكن استثناءً في حَراكٍ عمّ أرجاءً واسعة من غرب آسيا في ما عرف بموجة "الربيع العربي"، ولم تكن انسياقًا عفويًا ضمن تطورات المحيط، إنما كانت لحظة وعي فارقة لتعبر عن انفجار شعبي نتج عن الأزمات البنيويّة المتراكمة، كما كانت محطة مناسبة لمواجهة سياسات آل سعود التمييزية الغاشمة التي نال القسط الأكبر منها أبناء المنطقة منذ تحالف محمد بن عبد الوهاب ومحمد بن سعود، وقد ازدادت المعاناة تفاقمًا بمرور السنين، في ظل تدهور الحقوق والحريات، وانهيار الأوضاع المعيشية، إضافة للانتهاك السافر للقيم والمبادئ الدينية والاجتماعية.
وأشار بيان اللقاء الى أن الانتفاضة الثانية التي انطلقت في 17 شباط/فبراير سنة 2011 تُعدُّ من المحطات الفارقة في مسيرة أبناء القطيف والأحساء، من حيث مستوى التفاعل والمشاركة الشعبيّة في الحراك ومنسوب الوعي السياسي لدى غالبية الناس خلال تلك المرحلة، فقد شاركت جميع شرائح المجتمع ونزلت إلى الساحات معبّرة بشكل حضاري عن آرائها تجاه سياسات آل سعود في قضايا التمييز والاعتقال وتقييد الحريات وغيرها، وبذلك كان لهم قصب السبق في الجهر بكلمة الحق ضد سلطان جائر.
وقال اللقاء في بيانه "حين نحتفي بيوم الانتفاضة، فنحن نحيي سيرة مجتمع وذاكرة حراك أراد النظام محو آثاره واجتثاث جذوره، لأنه يريد لجرائم القتل والاغتيال والتعذيب والهدم أن تكون من السجلات المكتومة المخفية تداعياتها وآثارها، والممنوع ملامستها وإثارتها، كما أنّ الاحتفاء بالانتفاضة الثانية هو تذكير وتكريم للشهداء ووقوف مع معتقلي ومعتقلات الرأي الذين لا يزالون يقبعون في السجون".
وشدّد اللقاء على أن إحياء الانتفاضة الثانية يلفت انتباه من نسي أو تناسى مجريات الانتفاضة الأولى، فهي لم تضع أوزارها بعد، ولا تزال جذوتها مشتعلة، وما استمرار السلطة في اعتقال النشطاء وملاحقتهم، إلا دليل على حيوية الشعب ومواصلته للنضال وإن تغيّرت أشكاله.
واستذكر اللقاء صورَ البطولة والشجاعة للمتظاهرين الذين واصلوا احتجاجهم رغم عسكرة المنطقة بالدبّابات والمدرعات والجنود المدجّجة بالأسلحة الفتّاكة، ورغم ذلك كله واصلوا النضال، والمطالبة بحقوق شعبهم برغم عشرات الشهداء الذين قضوا برصاص القوات السعودية.
ورأى أن "إحياء الانتفاضة الثانية يذكر الناس والعالم بأن آل سعود قَتلوا واعْتَقلوا أبناء الأحساء والقطيف وغيرها من المناطق، وداهموا القرى واقتحموا البيوت وهدموا المساجد والمعالم الأثريّة وعاثوا في البلاد الفساد والخراب، وأضعف الإيمان عدم التماهي مع سياساتهم والترويج لها".
وختم اللقاء قائلًا "اليوم وبعد 11عامًا على انطلاق الانتفاضة الثانية نؤكد حق أبناء المنطقة المشروع في العيش بعزة وكرامة وتطبيقٍ للعدالة والمساواة، وأنّ ذلك لا يتحقّق إلّا في ظل دولة ممثلة لكافة المكونات الشعبيّة، ومشاركتها في إدارة البلاد، وتقرير مصيرها بعد وقف نزيف الهدر الاقتصادي، وتفتيت النسيج العام عبر ضرب قيمه ومبادئه، وهذا ما لا يتوافر في "الدولة" القائمة".
القطيفتجمع المعارضة في الجزيرة العربية