الخليج والعالم
صراع داخل الإدارة الأميركية حول الأزمة الأوكرانية
عودة الأزمة الأوكرانية إلى الواجهة في الأسابيع الأخيرة أشعلت صراعًا داخل الإدارة الأميركية وخارجها حول السياسة التي يجب أن تُتبع حيال روسيا، وتحديدا بين معسكري "الليبراليين الدوليين" و"الواقعيين"، حسبما قال الكاتب ستيفين ويرثيم في مقالة نشرتها مجلة "فورين بوليسي".
وأوضح الكاتب أن "معسكر الليبراليين الدوليين يريد تزويد أوكرانيا بالسلاح والقدرات، إلا أن أيّ دعم عسكري غربي مهما كان حجمه من المستبعد أن يمكّن أوكرانيا من التصدي بنجاح لأي هجوم روسي"، لافتا إلى أن "القوات الأوكرانية مدربة ومسلحة لمواجهة الانفصاليين في شرق البلاد وليس من أجل مواجهة الجيش الروسي الذي يعد جيشا من الطراز الأول عالميًا".
الكاتب أشار إلى أن "إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إذا ما تبنت هذا المسار ستجد نفسها تقدم الدعم الرمزي لأوكرانيا من خلال شحنات السلاح "المتأخرة" والخطاب التصعيدي"، مضيفا أن "ذلك لن يمنع الحرب بل قد يجعلها تمتد أمدا أطول وتصبح أكثر دموية".
وتابع أن "بايدن تبنى رؤية براغماتية تتغلّب عليها المقاربة الواقعية حيال هذا الملف"، وقال إن "الرئيس الأميركي هو أكثر من سعى إلى تقديم وجهة نظر واقعية داخل ادارته، فقد اعترف خلال مؤتمر صحفي بأن روسيا تمتلك جيشًا أقوى بكثير من الجيش الأوكراني".
وأضاف الكاتب أن "بايدن لم يتحدث عن نظيره الروسي فلاديمير بوتين على أساس أن الأخير شخصًا متعنّت يفتقد إلى المنطق، بل على أساس انه شخص مطلع لم يتخذ قراره بعد حول الاقدام على غزو أوكرانيا. وذكر أن "بايدن يسعى للتأثير على حوافز بوتين من خلال سياسة "العصا والجزرة"، كما يسعى إلى أن يختبر ما إذا كان هناك تقاطع في المصالح بين واشنطن وموسكو يكفي لتجنب الحرب".
واعتبر أن "السؤال المطروح لا يتعلق فقط بما إذا كانت روسيا ستبرم صفقة بل ما إذا كان بايدن ملتزما بما فيه الكفاية بالمقاربة الواقعية ومستعدا للاستثمار السياسي المطلوب لإبرام الصفقة"، وقال إن "إدارة بايدن تبدو غير مستعدة للتفاوض حول احدى اهم أولويات روسيا، وهي اغلاق الباب امام انضمام أوكرانيا وجمهوريات سوفييتية أخرى إلى حلف الناتو".
الكاتب أشار الى أن "واشنطن تبنت موقفًا ثابتًا بضرورة إبقاء الباب مفتوحًا لانضمام كييف إلى الناتو"، محذرًا من أن "ذلك قد يقوّض موقف واشنطن".
وأضاف أن "لأوكرانيا الحق فقط بتقديم طلب للانضمام إلى الناتو وليس بالانضمام إلى هذا الحلف".