الخليج والعالم
كيف يخدم بايدن لمصالح السعودية والإمارات؟
تتحكّم المصالح السعودية والإماراتية في الآونة الأخيرة في السياسات الأميركية، فبدلًا من أن تركز إدارة الرئيس جو بايدن على تحقيق أهدافها بما يناسب مصلحتها تعمل على زيادة تورطها في حروب المنطقة، هذا ما خلصت إليه الكاتبة انيل شيلان في مقالة نشرها موقع "ريسبونسيبل ستايتكرافت".
وتحدثت الكاتبة في مقالتها عن إعلان البنتاغون (وزارة الحرب الأميركية) إرسال المدمرة الأميركية "USS Cole" إضافة إلى طائرات عسكرية من الجيل الخامس إلى منطقة الخليج، من أجل مساعدة الامارات على إسقاط الصواريخ والطائرات المسيرة التي تستخدمها "أنصار الله" ضدّ أبو ظبي.
ولفتت الكاتبة إلى أن "إدارة بايدن أعلنت التزامها مساعدة الامارات والسعودية في التصدي لهجمات "أنصار الله""، مضيفة أن "أبو ظبي والرياض تريدان من واشنطن إعادة تصنيف الحركة كـ"منظمة إرهابية"، وإرسال المعدات العسكرية الأميركية إلى المنطقة يعكس عدم استعداد بايدن للإقدام على هذه الخطوة، خصوصا أنه يكثف الدور العسكري الأميركي في الدفاع عن الامارات بدلاً من إعادة تصنيف الحركة".
وأشارت إلى أن "بايدن يضع بذلك القوات والمعدات العسكرية الأميركية في خطر"، وقالت إن "أنظمة الدفاع الجوي الموضوعة من أجل حماية أبو ظبي والرياض، ليست متقنة بالكامل".
وقالت الكاتبة: "يبدو أن إدارة بايدن توصّلت الى نتيجة أن مواجهة ما تعتبره "التوسع الصيني" يتطلّب إقامة علاقات متينة مع شركاء أميركا الأمنيين في الشرق الأوسط"، ما يعني أن رغبات السعودية والإمارات ستتحكّم على الأرجح بسياسات بايدن دون أيّة مراعاة للمصالح الأميركية، وهذا ما يزيد من التورط الأميركي في المنطقة".
الكاتبة تحدّثت عن مفارقة "هامّة" تتمثل بأن مدمرة "USS Cole" التي ترسلها واشنطن إلى الامارات هي نفسها كان قد استهدفها تنظيم "القاعدة" خلال العام 2000 ما أدى إلى مقتل 17 جنديا من القوات البحرية الأميركية.
وتابعت أن "السياسة الأميركية في اليمن كانت ترتكز في مرحلة من المراحل على مساعي محاربة "القاعدة" في شبه الجزيرة العربية"، مستشهدة "بما كان كتبه الخبير في معهد "RAND" راند جينكينز أن "أنصار الله" هي الخصم الأكثر تصميمًا وفاعلية للتنظيم في هذه المنطقة.
وختمت الكاتبة قائلة: "ربما يجدر بالولايات المتحدة دعم مساعي "أنصار الله" في محاربة "القاعدة" بدلًا من أن تزيد تورّطها في الحرب في اليمن، التي تعطي فرصًا جديدة للقاعدة"، مضيفة أن "إرسال المدمّرة نفسها التي استهدفها التنظيم يعكس سياسة غير المنطقية تتبعها الولايات المتحدة في الشرق الأوسط".