الخليج والعالم
مشروع الغاز "الإسرائيلي" إلى أوروبا.. وُلد ميتًا
قبل أسابيع، سحبت الولايات المتحدة دعمها لمشروع بناء خط أنابيب الغاز المسمى"EastMed"، وهو عبارة عن مشروع لنقل الغاز عبر البحر من الأراضي الفلسطينية المحتلة وقبرص إلى اليونان وحتى إيطاليا، وفي الوقت نفسه أعلن الاتحاد الأوروبي انسحابه من هذا المشروع.
وفي مقالة نشرها موقع معهد "واشنطن لشؤون الشرق الأدنى"، وصف الكاتب سيمون هندرسون القرار الأميركي بالضربة القاضية لهذا المشروع، معتبرًا أن تزامن هذا القرار مع الأزمة الأوكرانية سيقضي على الأرجح على طموحات "إسرائيل" بأن تصبح بديلاً عن روسيا على صعيد تزويد أوروبا بالغاز، كما رأى أن الآمال "الإسرائيلية" بإنشاء صندوق ثروة سيادية ضخمة من خلال الأرباح الناتجة عن المشروع المذكور باتت مهدّدة بشكل حقيقي.
الكاتب أضاف أنّ" الأرقام تشير لمحدودية "إسرائيل" في هذا المجال"، مستشهداً بالأرقام الصادرة ضمن المراجعة الإحصائية للطاقة العالمية لشركة "BP"، والتي تبين أن مخزون الغاز الطبيعي للكيان بلغ 600 مليار متر مكعب مع حلول نهاية عام 2020، موضحاً بأن ذلك يساوي نسبة 0.3% فقط من مخزون الغاز العالمي.
كما أشار إلى أن هذه الإحصائيات بيّنت بأن روسيا تحتل المرتبة الأولى مع مخزون يبلغ 37.400 مليار متر مكعب (19.9% من المخزون العالمي)، بينما تحتل إيران المرتبة الثانية مع مخزون يبلغ 32.100 مليار متر مكعب ( 17.1% من المخزون العالمي)، وتأتي قطر في المرتبة الثالثة مع مخزون يبلغ 20.700 مليار متر مكعب (13.1% من المخزون العالمي).
وتستهلك أوروبا حوالي 540 مليار متر مكعب من الغاز كل عام، ونسبة 40% من هذه الكمية تأتي من روسيا (ما يزيد عن 200 مليار متر مكعب)، أما صادرات الغاز "الإسرائيلية" إلى أوروبا فتبلغ حوالي 10 مليار متر مكعب فقط.
وبينما تحدّث الكاتب عن مقترح آخر مطروح وهو عبارة عن ربط شبكات الكهرباء بين الأراضي المحتلة وقبرص واليونان، لفت الى وجود عوائق أمام تنفيذ هذا المشروع، كموضوع بُعد المسافة (أكثر من 1.300 ميل)، إضافة لوجود مشروع مماثل ومنافس بين مصر وقبرص واليونان.
هندرسون رجّح بأن أي اكتشافات جديدة على سواحل الأراضي المحتلة أو مصر أو قبرص ستقتصر أهميتها على منطقة شرق المتوسط، دون أن يكون لها تلك الأهمية على صعيد أوروبا.
وخلص إلى أن الغاز "الإسرائيلي" ربما لن يأتي بتلك الأرباح على الأمد الطويل كما كان متوقعًا.