الخليج والعالم
الملف الأوكراني الى المزيد من التأزم وواشنطن تواصل تهديداتها لروسيا
لا يزال الملف الأوكراني-الروسي يتفاعل، وجديده تلويح الغرب بمعاقبة روسيا وسط مزاعم وتلفيقات للنيل من سمعة موسكو وإلصاقها تهم العمل على غزو أوكرانيا والإعتداء على كييف التي تلقى دعمًا غير محدود من قوى غربية عديدة على رأسها الولايات المتحدة الأميركية.
بايدن: ردنا حاسم
وفي هذا السياق، أعلن البيت الأبيض أنّ الرئيس الأميركي جو بايدن أكّد خلال مكالمة مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي استعداد واشنطن وحلفائها وشركائها للرد بشكل حاسم إذا أقدمت روسيا على "غزو" أوكرانيا، مشيرًا الى أنّ الولايات المتحدة تدعم كل الجهود لحل النزاع، وفق ما ورد في صيغة "نورماندي".
من جهتها، قالت وكيلة وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند :"إنّ رفض روسيا للدبلوماسية بشأن أوكرانيا ستكون تكلفته كبيرة"، معربة عن أملها في أن تدرس موسكو مقترحات بلادها وأن تعود إلى طاولة المفاوضات، مؤكدة استعداد بلادها لمحادثات ثنائية، وأضافت :"إذا غزت روسيا أوكرانيا فلن يمضي خط الغاز "نورد ستريم 2" إلى الأمام".
"البنتاغون": روسيا تراكم قواتها عند حدود أوكرانيا
بدوره، قال المتحدث باسم "البنتاغون" جون كيربي في مؤتمر صحفي :"إنّ روسيا تحشد المزيد من القوات القتالية غربي البلاد وفي بيلاروسيا"، موضحًا أنها تراكم قواتها عند حدود أوكرانيا، وقواتها البحرية في البحرين المتوسط والأسود بالإضافة إلى المحيط الأطلسي".
غرينفيلد: على أعضاء مجلس الأمن أن ينظروا في الوقائع بلا مواربة
وقالت السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد في بيان: "إنّ أكثر من 100 ألف عسكري روسي ينتشرون على الحدود الأوكرانية، وروسيا تُمارس أنشطة أخرى مزعزعة للاستقرار تستهدف أوكرانيا، ما يُشكّل تهديدا واضحًا للأمن والسلم الدوليين ولميثاق الأمم المتحدة" حسب زعمها.
وأضافت غرينفيلد "في وقتٍ نواصل سعينا الدبلوماسي الحثيث لنزع فتيل التوترات في مواجهة هذا التهديد الخطير للسلم والأمن الأوروبي والعالمي، يجب على أعضاء مجلس الأمن أن ينظروا في الوقائع بلا مواربة".
هذا وسيكون الاثنين آخِر أيام رئاسة النرويج لمجلس الأمن على أن تُسلّم الثلاثاء المهمة إلى روسيا لشهر شباط/فبراير.
وأشار دبلوماسي إلى أنّ طلب عقد اجتماع الشهر المقبل، في ظلّ الرئاسة الروسية للمجلس، كان سيشكّل أمرا أكثر تعقيدا بالنسبة إلى الولايات المتحدة.
ولمّحت واشنطن في منتصف كانون الثاني/ يناير إلى أنها لا تنوي اللجوء إلى مجلس الأمن إلّا بعد حصول تدخّل عسكري بأوكرانيا، مثلما حصل في حالة شبه جزيرة القرم.
لكنّ السفيرة غرينفيلد قالت في بيانها الخميس "الآن ليس وقت الانتظار والترقب.. الاهتمام الكامل من جانب المجلس أمر مطلوب الآن".
"وول ستريت جورنال": محادثات أميركية مطوّلة مع مسؤولين حول العالم
وفي سياق متصل، ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أنّ" مسؤولين أميركيين أجروا خلال الأيام الأخيرة محادثات مطوّلة مع مسؤولين حول العالم، في محاولة لإقناع المشترين للغاز في كوريا الجنوبية واليابان ودول أخرى بالسماح للولايات المتحدة بإعادة توجيه شحنات الغاز من قطر وأذربيجان إلى أوروبا".
وقالت الصحيفة :"إنّ الجهود تكثّفت في الأسابيع الأخيرة، حيث ترك تصعيد موسكو مع كييف الحكومات الأوروبية تفكّر في سيناريو لم يكن من الممكن تصوره في السابق لصراع يقطع تدفقات الغاز من روسيا، التي توفّر نحو 40% من الغاز الطبيعي للكتلة المكونة من 27 دولة".
في غضون ذلك، تعيش المناطق القريبة من خط التماس الفاصل بين ما يسمون "الانفصاليين" الموالين لروسيا، والقوات الأوكرانية، في إقليم دونباس، حالة ترقب جراء التصعيد المتواصل بين الجانبين في الإقليم.
ورغم الهدوء الذي شهدته الجبهات خلال اليومين الماضيين، يتهم الانفصاليون أوكرانيا بمواصلة حشد قواتها باتجاه خطوط التماس، كما لا يستبعدون احتمال شن كييف عملية عسكرية ضدهم.
على الجانب الآخر، أفاد تقرير لوزارة الدفاع الأوكرانية بأن جبهة إقليم دونباس ظلت هادئة خلال الساعات الأخيرة.
لافروف: لا يوجد رد إيجابي من قبل واشنطن إزاء مسألة عدم توسع حلف "الناتو"
بدوره، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف :"إن الولايات المتحدة لم ترد بـ"شكل حاسم" على كل بنود مقترحات الضمانات الأمنية".
وأضاف لافروف للصحفيين أن" الرد الأميركي يتضمن مواقف تسمح ببدء حوار جدّي متعلق بقضايا ثانوية، ولكنه شدد على أنه لا يوجد رد إيجابي من قبل واشنطن إزاء القضية الأساسية في المقترحات الروسية، وهي مسألة عدم توسع حلف "الناتو" تجاه الشرق ونشر أسلحة هجومية يمكن أن تهدد الأراضي الروسية".
وقد سلّمت الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي "الناتو" ردودهما إلى روسيا بشأن الضمانات الأمنية.
وأكد الوزير الروسي أن" بلاده سترسل إلى واشنطن ودول غربية استفسارًا عن أسباب تجاهل التزاماتها المتعلقة بعدم تجزئة الأمن"، لافتًا إلى أنّ "مضمون الرد الأميركي على مقترحاتنا بشأن الضمانات الأمنية سيُنشر قريبًا في العلن".
وقال لافروف :"إنّ الرئيس فلاديمير بوتين سيتخذ قرارًا بالخطوات اللاحقة بعد دراسة وتوافق الوزارات المعنية، بشأن الرد الغربي على المقترحات الروسية المتعلقة بالضمانات الأمنية التي طلبتها موسكو".