الخليج والعالم
البحريني أحمد جعفر علي.. حكاية اعتقال ظالمة
بشكل رسمي، أعلنت وزارة الداخلية البحرينية تسلّمها المُعارض أحمد جعفر محمد علي من صربيا. الخبر ليس عاديًا، فما حصل مع أحمد جعفر محمد علي جرى بالتنسيق مع السلطات الإماراتية وبالتعاون مع الانتربول، خاصة أنه نُقل على متن طائرة إماراتية خاصة مملوكة لأحد أفراد الأسرة الحاكمة.
هذا التطوّر يأتي عقب انتخاب اللواء الإماراتي أحمد ناصر الريسي لرئاسة الإنتربول بشهريْن.
المُعارض أحمد محكوم بالسجن المؤبد غيابيًا (3 مؤبّدات وسجن 10 سنوات) في محاكمتيْن منفصلتيْن في 2013 و 2015، لإدانته بتهم ملفّقة من قبل القضاء البحريني.
وكان جعفر قد اعتقل وعُذّب في أوقات سابقة من قبل قوات الأمن البحرينية بسبب معارضته للنظام.
وبحسب مركز بلغراد لحقوق الإنسان، أُصيب أحمد بجروح جسدية خطيرة خلال الاحتجاجات السلمية عام 2011 في العاصمة البحرينية المنامة، عندما قتلت الشرطة والجيش خمسة وأصابت حوالي 250 شخصًا.
وتحظر كل من الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان والقانون الصربي طرد أيّ شخص أو إعادته أو تسليمه إلى دولة أخرى حيث قد يتعرّض لخطر التعذيب أو المعاملة أو العقوبة اللاإنسانية أو المهينة.
وكانت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان قد قررت تأجيل التسليم إلى 25 شباط/فبراير 2022، لكن السلطات في صربيا أصرّت على تسليم أحمد.
مركز بلغراد: صربيا انتهكت الالتزامات الحقوقية الدولية
وبحسب مركز بلغراد، فإن المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان طلبت من مسؤولي صربيا أن "يأخذوا في الاعتبار احتمال تعرضه للتعذيب وغيره من ضروب المعاملة اللاإنسانية وما إذا كان قد سُمح له بتقديم طلب اللجوء بحلول 11 شباط/فبراير"، لكن محكمة الاستئناف الصربية ووزير العدل حكما باستيفاء شروط التسليم.
مركز بلغراد لحقوق الإنسان وصف خطوة صربيا بأنها "انتهاك لحكم المحكمة في ستراسبورغ، فضلًا عن عدد من اللوائح الدولية والمحلية التي تلزمها باحترام حقوق الإنسان".
كذلك قالت المحامية سونيا توسكوفيتش من مركز بلغراد لحقوق الإنسان إن "صربيا انتهكت الالتزامات الدولية والمحلية في مجال حقوق الإنسان بترحيل المعارض البحريني أحمد إلى وطنه على الرغم من الحكم المؤقت الصادر عن المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان والذي يقضي بضرورة تأجيل التسليم حتى محكمة ستراسبورغ".
نقل أحمد الى سجن الحوض الجاف
بالموازاة، أفادت الناشطة الحقوقية ابتسام الصايغ أن عائلة المعارض أحمد أُبلغت بأنه حُوّل إلى سجن التوقيف في الحوض الجاف، وانه لم يعد موجوداً في التحقيقات، على أن يُنقل لاحقًا بعد استكمال الاجراءات، لسجن تنفيذ الأحكام سجن جو المركزي".
وأكدت الصائغ أن العائلة ما زالت تشعر بالقلق على ابنها وتطالب بمقابلته في أسرع وقت للاطمئنان عليه.