الخليج والعالم
كيف تشكِّل "أنصار الله" تهديدًا لأمن العدو؟
أكدت الباحثة في معهد "أمريكان إنتربرايز" (يُعدُّ من أهم مراكز الدراسات المقربة من معسكر المحافظين الجدد) "كاثرين زيمرمان" والخبير المعروف في القضايا الأمنية "نيكولاس هيراس" في مقالة نشرتها مجلة "فورين بوليسي" أنَّ استهداف مدينة أبو ظبي من قبل "أنصار الله" يدلُّ على توسيع دائرة الأهداف في قدرات الحركة اليمنية.
وأشار الكاتبان إلى انضمام "أنصار الله" إلى محور المقاومة وعن رفضها النظام الإقليمي الذي تهيمن عليه الولايات المتحدة والكيان الصهيوني والسعودية والدول الحليفة، وبيّنا أنَّ رؤية "أنصار الله" على الصعيد الاجتماعي السياسي والعسكري والاستراتيجي تنسجم أكثر فأكثر خلال الفترة الأخيرة مع رؤية إيران.
وأضافا: "التهديد الذي تشكِّله أنصار الله لن يبقى محصورًا باليمن أو حتى منطقة شبه الجزيرة العربية، وانخراط هذه الجماعة مع إيران وأطرافٍ أخرى في محور المقاومة جعل اليمن جبهة أخرى في مواجهة الولايات المتحدة و"إسرائيل" والحلفاء الموقعين على اتفاقيات "أبراهم" للتطبيع مع تل أبيب".
ورأى الكاتبان أنَّ علاقات إيران مع "أنصار الله" هي مسألة مركزية بالنسبة لشركاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط مثل السعودية والامارات حيال طهران.
كما لفتا إلى أنَّ لدى شركاء أمريكا العرب مخاوف قديمة من إبرام اتفاقٍ نوويٍ بين واشنطن وطهران يتركهم عرضة لأنشطة إيران الإقليمية، وأنَّ "الاستدارة" الأمريكية نحو آسيا تعزِّز هذه المخاوف، وأردفا أنَّ لدى "تل أبيب" موقفًا مماثلًا.
وتوقف الكاتبان عند تداعيات كبرى على صعيد النزاع المستقبلي بين "أعضاء اتفاقيات أبراهم" و"محور المقاومة الذي تقوده إيران" مع انضمام أنصار الله إلى المحور الأخير، مشدِّدين على أنَّ التهديد الذي تشكله "أنصار الله" لأمن "إسرائيل" هو حقيقي وأنَّ المخططين الإسرائيليين يدركون ذلك جيدا.
كذلك أشارا في هذا السياق إلى أنَّ "تل أبيب" أعادت تمركز بطارياتها المضادة للصواريخ في المناطق الجنوبية من الأراضي المحتلة، وقالا إنَّ أحد أسباب ذلك هو من أجل التصدي لهجمات قد تشنها "أنصار الله".
وبحسب الكاتبيْن، "قرار إدارة بايدن شطب أنصار الله من لائحة المنظمات الإرهابية المدرجة من قبل وزارة الخارجية الأميركية تبيّن أنه كان خاطئًا إذ إنَّ أنصار الله اعتبرت ذلك ضوءًا أخضر من أجل هزيمة "قوات المعارضة" في اليمن عسكريًا فضلًا عن أنَّه سمح للحركة بأن تصبح جزءًا من شبكة "القوات الوكيلة" التابعة لقوات حرس الثورة الإيرانية".
وخلُص الكاتبان إلى أنَّ "أنصار الله" تُعطي لإيران جبهةً جنوبيةً في أيِّ حربٍ قد تندلع بين محور المقاومة وكيان العدو وشركائه، وذلك طالما أنَّ الحركة اليمنية تسيطر على المناطق الشمالية وتتلقى الدعم من قوات "حرس الثورة"، على حدّ تعبيرها. وبناء عليه شدَّدا على ضرورة أن تُعير الولايات المتحدة اهتمامًا لليمن ليس فقط من أجل اليمن نفسه وإنما من أجل "الأمن" في الشرق الأوسط عمومًا.