الخليج والعالم
ما الذي يحول دون وصول ابن سلمان إلى العرش؟
توقفت الكاتبة السعودية المعارضة مضاوي الرشيد في مقال لها نشره موقع "ميدل إيست آي" عند الخلافات داخل العائلة الملكية السعودية التي قد تحول دون وصول ولي العهد محمد بن سلمان إلى العرش.
وقالت "بينما يختفي الملك السعودي سلمان عن الأنظار فإن ولي العهد وهو الحاكم الفعلي في المملكة يبقى عالقًا في وحل الخلاف والفضيحة".
ورأت أنَّه من المتوقع أن يستمر ابن سلمان في تنفيذ سلسلة من الإجراءات الخلافية سياسيًا ودينيًا، والتي قد تبقى تطارده عندما يتولى الحكم بشكل رسمي فيما لو توفي الملك"، وتابعت "لعلّ أكبر كابوس يخشى منه هو الخلاف داخل أسرة آل سعود الحاكمة، فليس مؤكدًا أنه يحظى بإجماع أفراد العائلة على مُبايعته في المستقبل ملكًا، لافتةً إلى أنَّه ماضٍ وبلا هوادة في تصفية خصومه من آل سعود.
وأضافت: "طفت إلى السطح مؤخرًا فضائح حول اعتقاله وتعذيبه لعدد من الأمراء المنافسين له، بمن في ذلك ولي العهد المخلوع محمد بن نايف وكذلك الأمراء من أبناء الملك الراحل عبد الله، ويبقى مصير محمد بن نايف في أيدي أسياده السابقين في واشنطن، وتحديدًا وكالة المخابرات المركزية، السي آي إيه، والذين لم يتدخلوا حتى الآن لتخليصه من هذا الإذلال الذي لم يكن يخطر لأحد ببال".
ولفتت الكاتبة إلى أنَّ "هناك أمراء آخرين يشعرون بالاستياء بسبب تهميشهم منذ عام 2015، ولكنهم يلتزمون جميعًا الصمت حتى الآن، خشية على حياتهم، ومن غير المحتمل أن ينظم الأمراء المنافسون تمرّدًا ضد ولي العهد، فكلهم باتوا بلا مخالب، ومع ذلك لا يمكن استبعاد ثورات ستظل تطارد محمد بن سلمان لفترة طويلة من الزمن".
وأردفت: "ليس من المحتمل أن يواجه ولي العهد تمردًا مفتوحًا، ولكنه سيظل مطاردًا في المستقبل من قبل شبح التعرض للاغتيال.. لا يملك أي من الأمراء القدرة على تنظيم انقلاب سري، وخاصة بعد أن جردوا جميعًا من كل قوة عسكرية، ولكن قد تصبح الدسائس والمكائد التي تحاك داخل القصر هي الخيار الذي سيلجأ إليه هؤلاء ليتخلصوا من أمير شاب متغطرس لا يعرف الرحمة".
وأكَّدت أنَّ "الأمراء سيعوِّلون على جيش من الوهابيين المتشددين الذين يشعرون بالإحباط والسخط وهم يشاهدون انهيار امبراطوريتهم الدينية التي استغرق تشييدها قرنًا من الزمن. فقد كان الوهابيون الأوفياء هم العمود الفقري لآل سعود، إذ عهدوا إليهم بمهمة استئناس وتدجين سكان شبه الجزيرة وتلقينهم ثقافة دينية متطرفة، وضمان طاعتهم للأمراء".
في المقابل، أوضحت أنَّ الوهابيين "استفادوا من هبات الدولة السخية، ومن الوظائف والامتيازات والمكانات الرفيعة. وكانوا حقًا حراس المملكة وحماتها، وكانوا هم الحكماء الذين ينبغي أن يُدين لهم الناس بالطاعة رغمًا عنهم، فما يصدر عنهم من أحكام تسنده قوة مسلحة. لقد عمل آل سعود والوهابيون معًا كفريق موسيقي متناغم، يعزف بعضهم الألحان التي تناسب البعض الآخر، وكل ذلك باسم طاعة الله وطاعة ولي الأمر. ولكن لم تعد هذه الصيغة قائمة اليوم، فقد غدت المملكة مقبرة لرجال الدين".
كما لفتت إلى أنَّ ابن سلمان بدأ في تغيير هذه العلاقة التاريخية من خلال مشروعه الذي يهدف إلى تصفية الوجود الوهابي من الحياة الدينية والعامة، واستبدال مواعظهم وتهديدهم للمخالفين بالعقاب بحفلات الأغاني الشعبية والموسيقى الصاخبة، وإذا ما عاد الوهابيون فستكون لديهم راغبة جامحة في الانتقام".
وخلصت الى أن "ابن سلمان قد يفلح قريبًا في الوصول إلى العرش، وبذلك يصبح ملك البلاد، ولكن لن يكون ذلك بلا تحديات، إن الذي سيحدد ما إذا كان ارتقاؤه إلى العرش سيفتح الباب على فجر جديد أم على طوفان من المشاكل الجديدة هو أسلوبه في التعامل مع مختلف القوى التي استعداها وأذلّها".
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
22/11/2024