الخليج والعالم
خارطة طريق جديدة بين ايران وروسيا
أكّد وزير خارجية إيران حسين أمير عبد اللهيان، أنه سيتم وضع خارطة طريق جديدة حول العَلاقات بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وجمهورية روسيا الفدرالية.
جاء ذلك في مقال لوزير الخارجية الإيراني، نشره موقع وكالة "سبوتنيك" الروسية للأنباء، عشيّة زيارة رئيس الجمهورية السيد ابراهيم رئيسي إلى موسكو.
وأكّد عبد اللهيان، أن طهران وموسكو عازمتان على تحديث "معاهدة العَلاقات المتبادلة ومبادئ التعاون"، وفقًا للتطورات في الساحة الدولية.
ولفتَ إلى أنَّ زيارة رئيسي إلى موسكو الأربعاء تجري في ظروف خاصة وبناء على دعوة رسمية من جانب الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين".
وصرَّح وزير الخارجية، بأن الحكومة الإيرانية الجديدة تنظر إلى دولة روسيا باعتبارها البلد الجار والصديق المقتدر، ويربطهما معًا تعاون قائم على المصالح والاحترام المتبادل.
وأضاف، أن طهران ترغب في تحقيق نقلة ذات مغزى على صعيد العَلاقات الثنائية بمختلف المجالات، وتبادل الوفود الرفيعة معَ موسكو؛ وذلك بالرغم من القيود الناجمة عن جائحة كورونا.
وأوضح عبد اللهيان، بأن مباحثات الجانبين ستشمل العديد من القضايا في الصعد الثنائية (السياسية والاقتصادية والثقافية والعلمية والتقنية والدفاعية والأمنية والبرلمانية والإعلامية)، والإقليمية (بما يشمل منطقة الشرق الأوسط وجنوب القوقاز وآسيا الوسطى)، والدولية (كالمفاوضات الجارية في فيينا حول إلغاء الحظر).
كما نوّه، بأن البلدين عازمان فيما يخص القضايا الثنائية، على تحديث "معاهدة العَلاقات المتبادلة ومبادئ التعاون بين روسيا وإيران".
أمير عبد اللهيان، كتبَ أيضًا بأن هناك العديد من المشاريع الاقتصادية والصناعية والزراعية، وضعت ودخلت حيز التنفيذ في إطار التعاون بين إيران وروسيا.
كما أكّد أن التحاق إيران بمنظمة الشنغهاي للتعاون الاقتصادي وتعاونها المتزايد مع الدول الاعضاء في اتحاد أوراسيا للتعاون الاقتصادي، أسهم في تعزيز العَلاقات الاقتصادية الإيرانية الروسية، مردفًا أن العَلاقات الاقتصادية بين البلدين مقبلة على آفاق مستقبلية واعدة.
وعن التعاون الثقافي والعَلاقات الجماهيرية، بيّن وزير الخارجية بأن الاتفاق حول تأسيس المراكز الثقافية وأُطر نشاطاتها، مهّد طريق الارتقاء بمستوى العَلاقات الثقافية بين إيران وروسيا.
كما أشار إلى زيارة رئيس مجلس الشورى الإسلامي "محمد باقر قاليباف" إلى موسكو من أجل تسليم رسالة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي إلى الرئيس الروسي (بوتين)، وفي المقابل زيارة رئيس الدوما الروسي "فيشسلاف فالودين" إلى طهران؛ مبينًا أن هذه المباحثات ساعدت في تعزيز الدبلوماسية البرلمانية بين الجانبين.
أمير عبد اللهيان، أكّد في مقاله أيضًا بأن التعاون بين إيران وروسيا في المجالات الأمنية والدفاعية والعسكرية، يمضي نحو الأمام قدمًا؛ مستدلًا بالمناورات المشتركة بين إيران وروسيا والصين في المحيط الهندي وبحر عمان.
وذكّر، بأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية والجمهورية الفدرالية الروسية باعتبارهما بلدين إقليميين مقتدرين، يضطلعان بدور منقطع النظير ومميّز في معادلات المنطقة وحلّ الخلافات الإقليمية ومكافحة الإرهاب.
وشدَّد على أن طهران وموسكو، لديهما موقف مشترك من أن التدخل الخارجي في شؤون المِنطقة، كان السبب في العديد من المعضلات ومنها الحروب والفلتان الأمني وعدم الاستقرار داخل المنطقة، مؤكدًا أن المشاورات الثنائية متواصلة بهدف ترسيخ الاستقرار في أفغانستان وروسيا واليمن وليبيا.
كما لفت إلى التعاون الإيراني الروسي في إطار مفاوضات آستانة لحل الأزمة السورية، واصفًا هذه المبادرة الناجحة انموذجًا يحتذى به لسائر المجالات ومنها إعادة الإعمار وتعزيز الأمن والاستقرار في سوريا.
وأشار عبد اللهيان، في هذا المقال، إلى المفاوضات النووية بفيينا حول إلغاء الحظر الأميركي الظالم، مبينًا أن الحكومة الإيرانية الجديدة حاضرة في هذه العملية انطلاقًا من رؤية عملانية وقائمة على النتائج بهدف التوصل الى اتفاق جيد.
وتابع، أنني اعلن بأن الجمهورية الفدرالية الروسية، قامت بدور بنّاء في سياق التوصل إلى الإتفاق النووي عام 2015، وتواصل خطواتها الإيجابية خلال المفاوضات الأخيرة بين إيران ومجموعة الدول 4+1، وفي سياق إلغاء الحظر عن إيران.
يُذكر، أن رئيس الجمهورية "آية الله سيد ابراهيم رئيسي، سيتوجه الأربعاء إلى موسكو، ملبيًا دعوة رسمية من جانب نظيره الروسي "فلاديمير بوتين"، وفي سياق الجهود المشتركة لتوسيع الأواصر الاقتصادية والسياسية والثقافية بين البلدين.