معركة أولي البأس

 

الخليج والعالم

الولايات المتحدة تعاقب "البيادق" وتترك أسيادهم
18/01/2022

الولايات المتحدة تعاقب "البيادق" وتترك أسيادهم

يمنح النهج الأميركي الجديد الحرية الكاملة للقوى الأجنبية بأن تنشط في الداخل دون مواجهة أي عواقب حقيقية، ما يعني أن "البيادق" وحدهم يدفعون ثمن عملهم دون أن يُمَس أسيادهم.

 

وفي هذا السياق، أشار الكاتب بين فريمان في مقالة نشرها موقع "ريسبونسيبل ستايتكرافت" "Responsible Statecraft" إلى "إعلان وزارة العدل الأميركية يوم الخميس الماضي اعتقال المدعو بيار جرجس بتهمة التجسس على شخصيات معارضة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وذلك بطلب من مسؤولين مصريين".

 

ولفت الكاتب إلى "غياب أي حديث حول محاسبة "المسؤولين المصريين" الذين لم يذكر أسماءهم"، مضيفًا أن "ما جرى ليس حدثًا استثنائيًا في هذا السياق، إذ إنّ السماح لقوى أجنبية بأن تنشط في الداخل الأميركي دون مواجهة العواقب الحقيقية أصبح النهج المعتاد والجديد والخطير".

الكاتب ذكر أنه "يجري اعتقال العملاء في الولايات المتحدة عند كشف عمليات غير قانونية من هذا النوع، لكن دون أن يواجه المخططون أي عواقب تذكر"، وقال إن "الولايات المتحدة تعاقب "البيادق" دون أن تحرك ساكنًا ضد أسيادهم".

وتابع أن "مصر ما هي سوى أحدث مثال على حكومة سلطوية تحاول تنفيذ حملة غير مشروعة داخل أميركا والإفلات من العقاب"، مذكرًا بأن "دولة الامارات سبق أن أدارت  عمليات من هذا النوع باستمرار"، ولفت إلى "التهم التي وجهها جهاز الـ"FBI" الصيف الماضي إلى المدعو توم باراك ومعاونيه بالترويج لمصالح الإمارات داخل الولايات المتحدة، وذلك بتوجيهات من مسؤولين إماراتيين كبار".

كما أشار إلى "التهم التي وجهتها وزارة العدل الأميركية إلى المدعو أندي خواجة و7 آخرين بسبب قيامهم بإرسال مبلغ يزيد عن 5 ملايين دولار بشكل غير قانوني إلى الحملات الانتخابية الأميركية، وذلك بطلب من مسؤولين إماراتيين من بينهم ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد"، وتابع أن "الامارات كانت أيضًا وراء حملة جرى فيها تخصيص مبلغ 2.5 مليون دولار عام 2017 كان أدارها المدعو جورج نادر مع المدعو إيليوت برويدي لإقناع أعضاء الكونغرس بتبني موقف صارم حيال قطر".

وقال الكاتب: "جرت محاسبة "البيادق" مثل “Barrack” وخواجة ونادر في كل هذه الحالات لكن دون أن يتم معاقبة المسؤولين الإماراتيين الكبار مثل ابن زايد".

وأضاف أن الأمر نفسه ينطبق على "التدخل السعودي داخل أميركا"، مذكرا بـ"التهم التي وجهت إلى موظفين سابقين اثنين في شركة "تويتر" بالتجسس على مغردين ينتقدون السعودية"، ولفت إلى "تهم وجهت إلى السفارة السعودية في واشنطن بتشغيل "مدبرين" يساعدون المواطنين السعوديين على الفرار من الولايات المتحدة عندما يتهمون بارتكاب الجرائم"، وقال: "كما في حالة مصر والإمارات يجري معاقبة "البيادق" في المغامرات السعودية دون أن يواجه الأسياد أي عواقب".

وبحسب الكاتب، "هذا النهج "الناقص" في المعاقبة على مثل هذه الأفعال، جعل "اللاعبين الأجانب الأشرار" أكثر جرأة على التدخل في الداخل الأميركي، إذ من السهل استبدال "البيادق" للقيام بمثل هذه الأعمال".

وحذّر الكاتب من أن "تقصير الإدارة الأميركية في معاقبة جميع المسؤولين الحكوميين الذين يديرون هذه العمليات، يضمن استمرار المحاولات للتأثير على العملية السياسية في أميركا"، مشددًا على أن "الوقت حان لأخذ هذا الموضوع على محمل الجد ووضع إجراءات مثل الاستيلاء على الممتلكات وغيرها من الإجراءات العقابية بهدف ثني "اللاعبين الأجانب الأشرار" عن القيام بمثل هذه الاعمال".

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم