الخليج والعالم
كيف حوّل ترامب الحزب الجمهوري إلى حزب أكثر راديكالية؟
حوّل الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب الحزب الجمهوري إلى حزب أكثر راديكالية، يكافئ التطرف ويعاقب ويقصي أعضاء الحزب ممن لا يهاجم الديمقراطية والعملية الانتخابية في الولايات المتحدة، حسبما رأى الكاتب دايفيد لوري في مقالة نشرها موقع "دايلي بيست".
وقال الكاتب إن "الحزب الجمهوري كمؤسسة، أصبح موجها نحو ما يسمى بـ"الغايات غير الديمقراطية" لترامب"، مشيرًا الى أنه "مع اقتراب الذكرى السنوية الأولى لأحداث اقتحام مبنى "الكونغرس" بات من الواضح أن ما حصل كان مشروع انقلاب يهدف إلى ابطال نتائج الانتخابات الرئاسية".
وأضاف أن "البيت الأبيض لعب دور المشجّع إن لم يكن المخطط لهذا المشروع، إذ كان كبير موظفيه وقتها مارك ميدوز يشجّع "الاقتراحات المتطرفة" ونظريات المؤامرة".
وتحدث الكاتب عن ضرورة البحث عن كافة الأدلة حول ما حصل على هذا الصعيد من محاولات إسقاط النظام الديمقراطي ودور جميع المخططين لهذا المشروع"، مضيفًا أن "الأدلة قد تبين بالفعل أن أفرادًا معينين، وربما من بينهم ترامب نفسه، ارتكبوا جرائم فدرالية مثل تعطيل عملية مصادقة "الكونغرس" على نتائج الانتخابات".
الكاتب اعتبر أنه "بغض النظر عن الحقائق التي قد تنكشف فإن ترامب نجح في تحويل الحزب الجمهوري إلى أداة لشن هجمات أكثر راديكالية وتطرفًا، تستهدف الأسس الديمقراطية للولايات المتحدة"، وتابع أن نتيجة نجاحه على هذا الصعيد، لم يعد ترامب يحتاج إلى توجيه أنصاره لتقويض الديمقراطية، فقد يبادر هؤلاء إلى ذلك من تلقاء نفسهم".
وبحسب الكاتب، اتبع ترامب ومساعدوه أسلوبًا شبيها بالأسلوب الذي كان اتبعه الديكتاتور أدولف هيتلر بمكافأة التطرف، عبر دفع الحزب الجمهوري نحو المزيد من التطرف، موضحًا أن "المدرسة هذه تعتبر ان الالتزام بالأعراف القانونية والأخلاقية هو دليل ضعف".
وقال لوري إن "الأسلوب الذي يتبناه الحزب الجمهوري بمكافأة التطرف ومعاقبة ضبط النفس ازدادت وتيرته منذ ان خسر ترامب الانتخابات الرئاسية، مشيرا إلى "محاولات في كافة انحاء البلاد للسيطرة على الماكينة الانتخابية من أجل ضمان فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية القادمة".
وأردف الكاتب أن ترامب ومساعديه نادرًا ما يوجهون هذه الأفعال، إلا انهم يحيون المتطرفين ويهددون أعضاء الحزب الجمهوري الذين يشككون بالمقاربة الراديكالية.
"أحداث اقتحام مبنى الكونغرس جعلت المزيد من الأعضاء في الحزب الجمهوري حلفاء مطيعين لترامب"، كما رأى الكاتب، و"أغلب السياسيين في الحزب الجمهوري يؤيدون أو اقله لا يعارضون الهجمات المتطرفة التي تستهدف الديمقراطية والنظام الانتخابي، إذ أصبح ذلك من أعمدة الحزب الجمهوري".
وبحسب الكاتب، "محاولات استقطاب "القاعدة المتطرفة" أصبحت عنصرًا مركزيًا للاستراتيجية السياسية لدى هذا الحزب لدرجة أن قادته يخشون تراجع نسبة التأييد، في حال عدم دعمهم لنظريات المؤامرة و"اللاديمقراطية"".
وختم الكاتب قائلا إن "التطرف باختصار هو الورقة التي يستخدمها ترامب والقوة التي تغذي حراكه"، مضيفًا أن "الناشطين في الحزب الجمهوري قاموا بتطبيع أهداف وأساليب الذين اقتحموا مبنى الكونغرس "بتشجيع من ترامب"".