الخليج والعالم
"كورونا" يفتك بالولايات المتحدة
تجاوز عدد الضحايا في الولايات المتحدة بسبب Covid-19 الثلاثاء الماضي 800000، وهو رقم لم يكن من الممكن تخيّله في السابق ويُنظر إليه على أنه مأساوي ومضاعف.
يساوي عدد الوفيات هذا، كما أحصته جامعة "جونز هوبكنز"، تقريبًا عدد سكان "أتلانتا" و"سانت لويس" مجتمعين، أو "مينيابوليس" و"كليفلاند" مجتمعين. واللافت أنه يعادل تقريبًا عدد الأمريكيين الذين يموتون كل عام بسبب أمراض القلب أو السكتة الدماغية.
أكثر من ذلك، لدى الولايات المتحدة أعلى حصيلة تم الإبلاغ عنها في أي بلد، خصوصا إذا عرفنا أن اميركا تمثل ما يقرب من 4% من سكان العالم، ولكن هناك حوالي 15 بالمائة، من أصل 5.3 مليون حالة وفاة معروفة في العالم أجمع نتيجة فيروس "كورونا" منذ بدء تفشي المرض في الصين قبل عامين.
وليس هذا فحسب، يُعتقد بأن العدد الحقيقي للمتوفين في الولايات المتحدة وحول العالم، أعلى بسبب الحالات التي تمّ إخفاؤها، إذ تسجّل البلاد حاليًا ما معدّله 1150 حالة وفاة يومياً ناجمة عن كوفيد، وفقاً للأرقام الصادرة عن مراكز الوقاية من الأمراض "سي دي سي".
يأسف خبراء الصحة الاميركيون لأن العديد من الوفيات في الولايات المتحدة كانت مفجعة لأنه كان من الممكن الوقاية منها عن طريق اللقاح الذي أصبح متاحًا في منتصف كانون الاول 2020، وسمح به لجميع البالغين بحلول منتصف نيسان من هذا العام اي 2021.
في الواقع، تم تطعيم حوالي 200 مليون أمريكي بشكل كامل، أو ما يزيد قليلًا عن 60%، من السكان، غير ان هذا أقل بكثير مما يقول العلماء إنه ضروري للسيطرة على الفيروس.
وفي هذا السياق، يقول الدكتور كريس بيرير، عالم الأوبئة في كلية "جونز هوبكنز بلومبيرج" للصحة العامة إن "جميع الأشخاص الذين يموتون تقريبًا الآن، كان يمكن وقايتهم" وأضاف "هذا بسبب عدم تحصينهم.. إنها مأساة مروعة ".
بلغة الأرقام، عندما تمّ طرح اللقاح للمرة الأولى في أميركا، كان عدد الضحايا حوالي 30000، وقد بلغ 600000 في منتصف حزيران الفائت، و 700000 في الأول من تشرين الاول الماضي. والكلام دائمًا لوكالة "الاسوشيتد برس".
أمّا حاليًا، فقد تجاوزت الولايات المتحدة أحدث عتبة مع زيادة الحالات والاستشفاء مرة أخرى، في ارتفاع مدفوع بمتغيّر دلتا شديد العدوى، والذي وصل في النصف الأول من عام 2021.
وفي هذه الفترة، حلّ متغير "أوميكرون" في البلاد، على الرغم من أن العلماء ليسوا متأكدين من مدى خطورته.
ما يثير الاهتمام هو أن الدكتور كريس بيرير أشار إلى أنه في آذار أو نيسان 2020، كان توقّع أحد أسوأ السيناريوهات، أي حدوث ما يزيد عن 240000 حالة وفاة أمريكية.